Apr 28, 2021 2:22 PM
خاص

الرؤية والامكانية والافق أسس الحكم الناجح...اين العهد منها؟

المركزيّة- في المنطق العام لادارة الدول وضمان مقومات نجاحها، يُفترض بمن يتولى السلطة ان تتوافر لديه ثلاثة عناصر اساسية: الرؤية، الامكانية، الافق، ومن دونها لا مجال للدولة ان تستقيم ولا ان تتطور. في هذه المعادلة بالذات، تكمن مشكلة لبنان الرئيسية ومجمل ما استجرت من ازمات اوصلته الى حيث هو من حال انهيار وانعدام افق الحل. ذلك ان العناصر المشار اليها بمجملها غير متوافرة لدى الطبقة السياسية الحاكمة المفتقدة الى رؤية صائبة سليمة والى امكانيات فعلية كما الى الافق المسدود راهنا في وجهها لاكثر من اعتبار.

تقول مصادر سياسية في المعارضة لـ"المركزية" ان الفريق الحاكم تحديدا الذي يمثله اليوم التيار الوطني الحر لا يملك اي من هذه المقومات فلا رؤية واضحة لديه ولا امكانيات نتيجة سياسة الكيدية المعتمدة مع الافرقاء السياسيين كافة وانحرافه الى سياسة المحور التي اقفلت كل ابواب الدعم العربي والغربي ولا افق للمستقبل الذي يريد اقتياد البلاد اليه. وعوض ان يكون هو المشروع بات العقبة بفعل السياسة التي انتهجها خلف حليف امّن وصوله الى رئاسة الجمهورية، هو فعليا الآمر الناهي صاحب المشروع الاوحد، حزب الله.

وتدرج المصادر مجمل سياسة التيار الوطني الحر في اطار رفع الشعارات دون ترجمتها وكَيل الاتهامات للآخرين، كل الاخرين، باستثناء حزب الله، والتصعيد الكلامي الذي يتقنه رئيسه النائب جبران باسيل ولسان حاله الوحيد "ما خلونا" لتبرير عدم الانجاز، في حين ان مجمل ما يطرح من مشاريع خلفيته شخصية فئوية بعيدة من المصلحة الوطنية.

فريق سياسي وحيد، ترى المصادر انه يمتلك العناصر الثلاثة في لبنان اليوم هو حزب الله الذي ينفذ اجندة طهران له رؤيته الايرانية الواضحة الهادفة الى بسط نفوذها على اوسع نطاق في الدول العربية، وامكانياته الكبيرة ماديا وعسكريا وسياسيا، وافقه الواضحة المعالم لا ريب فيها، ويوظف في سبيله علاقاته في الداخل مستثمرا تحالفاته التي مهما كلّفت، تبقى بسيطة جدا مقارنة مع مشروعه الاقليمي الواسع. من هنا يمكن فهم عدم حماسته لتشكيل الحكومة وتقاعسه عن بذل الجهد الممكن والضغط على العهد حليفه لفك اسرها، فهو ان تألفت او لم تؤلف، الامر سيّان بالنسبة اليه مع تفضيل الخيار الثاني لاستمرار استخدام لبنان ورقة ضغط ايرانية يستحسن ان يبقى ممسكا بها.

الاسف، كل الاسف تختم المصادر المعارضة، على فريق كان يُعرف يوما ما بـ"14 اذار" اضاعت حسابات اطرافه الفئوية معادلة ادارة الدولة التي امتلكها في وقت ما، وكانت له آنذاك رؤية سيادية حررت لبنان من السوري، وامكانية ضخمة جدا مده بها العالم العربي لا سيما المملكة العربية السعودية فلم يحسن ادارتها، وافق واسع علقّ عليه شعب لبنان آمالا لمستقبل واعد، اذا به يضرب من اهل البيت وجهنم عوض الجنة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o