Apr 26, 2021 2:11 PM
خاص

26 نيسان.."الانجاز"عندما تطيحه معارك طواحين السياسة و"الحقوق"

المركزية-  تتراكم المشاهد الشديدة السلبية على الساحة المحلية في الآونة الأخيرة، بما يعطي الذكرى الـ16 لانسحاب الجيش السوري من لبنان هذا العام نكهة مرة تنغّص على اللبنانيين فرحة استعادة هذا الانجاز الوطني الحقيقي، بفعل السجالات السياسية العقيمة التي تعيق مسار خروج البلاد من أزمتها الوجودية الأخطر على الاطلاق، لحسابات سياسية ورئاسية بعيدة المدى.

من هذا المنظار تقارب مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية" الأحداث التي سبقت حلول ذكرى الإنسحاب  السوري من لبنان، بعد طول نضال اجتمع حوله اللبنانيون في مشهد وطني نادر، يسجل لثورة 17 تشرين أنها نجحت في استعادته  ولو لفترة محدودة.

وفي السياق، تلفت المصادر المعارضة إلى أن مشهد اللحمة الوطنية هذا ضرب من بيت أبيه، وبقوة، بفعل السجالات السياسية العميقة والممجوجة والتي تزداد استفحالا بوتيرة يومية بين شريكي الأمس القريب، الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بما يغرق فرص تشكيل الحكومة في وحول  المجهول، على الاقل في المدى المنظور.

ولا تخفي المصادر ما تسميه استغرابا لتشبث التيار، وهو الرافعة الأساسية للعهد، بمواقف لا تسهّل المهمة على الحريري، وهو ما يعني عمليا استهلاك مزيد من عمر الولاية الرئاسية التي دخلت قسمها الأخير، في إضاعة الوقت والفرص، بدلا من استثمارها في تسجيل ما يسميها الفريق الرئاسي الانجازات. بدليل أن المؤتمر الصحافي الأخير لباسيل بدا فرصة لشن هجوم كلامي عنيف على الرئيس المكلف، إلى حد توجيه الاتهام المبطن إليه بـ "الكذب" والحديث عن المخارج الممكنة لسحب التكليف من يد الحريري، الذي يعترف له التيار العوني نفسه، وإن على مضض، بأنه الممثل الأقوى للمكون السني في البلاد، مع العلم أن مفهوم القوة في هذا المضمار مطّاط ويحمل الكثير من التفسيرات والتأويلات .

على أن الأهم، على ما تشير إليه المصادر، أن السقف العالي الذي رفعه باسيل يوم السبت الفائت، سواء في الهجوم على الحريري، أو حتى في ما يخص المرافعة الطويلة التي خصصت للدفاع عن القاضية غادة عون، يفترض أن يقارب من زاوية التوقيت. ذلك أنه أتى ليؤكد الاصرار البرتقالي على المضي في رفع شعار الدفاع عن حقوق المسيحيين، بعد أيام عن حديث رئيس التيار- من بكركي تحديدا- عن السيد المسيح الذي "لو تنازل قبل ألفي عام لما وجدت المسيحية" على حد قوله، معطوفا على تأكيد النضال في سبيل هذه الحقوق.

غير أن المصادر تنبه إلى أن الصدفة قد تكون شاءت أن يحط الزعيم السني الأول في البلاد في حاضرة الفاتيكان بعد ساعات على تصريح باسيل هذا لينقل عن البابا تمسكه بـ "حقوق الللبنانيين وليس حقوق المسيحيين"، وهو ما أكده البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من على منبر بعبدا تحديدا حيث أكد الحاجة الملحة إلى استيلاد الحكومة الجديدة، من غير أن تفوته الاشارة إلى أن الفاتيكان وبكركي لا يهاجمان أحدا، بل إن الآخرين يهاجمونهما.

هذا المشهد المحزن، على حد وصف المصادر، يؤكد المؤكد: لا حكومة في المدى المنظور، ولا أحد يعمل لفك الألغام من أمامها، بل إن البعض يعطون الأولوية لمعارك جانبية تعود بالذاكرة إلى أحداث أليمة وجراح نازفة وشعارات كبيرة كان الظن أن الوحدة الوطنية التي حققت الانسحاب السوري من لبنان كفيلة بطي صفحتها إلى غير رجعة. وفي هذا الوقت المستقطع في انتظار جلاء صورة المسار التفاوضي بين ايران والدول الكبرى ، تبدو الصورة على الشكل الآتي: كباش الحريري مع الثنائي بعبدا-ميرنا الشالوحي إلى مزيد من الاستفحال، شأنه في ذلك شأن الصراع المسيحي المسيحي الذي أسقط ما سمي مصالحة بين القوات والتيار منذ الأيام الأولى لولادة تفاهم معراب. في المقابل، تشير المصادر إلى أن العالم العربي يمضي في عزل لبنان سياسيا واقتصاديا، والمواطن يدفع الثمن. أما حلفاء سوريا، فمستمرون في معركة إنقاذ رئيسها والانشغال بوحولها، قبل أن تدق ساعة التنازلات المباغتة.   

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o