Apr 24, 2021 6:16 AM
صحف

بعد الأجواء الملبدة والمواقف الساخنة... هل تعود الحرارة الى الملف الحكومي؟

توقعت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة، بحسب "اللواء"، ان تعاود الاتصالات والمشاورات بين الاطراف المعنيين بعملية التأليف في وقت قريب لبلورة صيغة الحكومة المرتقبة تمهيدا لولادة حكومة المهمة. وقالت انه برغم كل الأجواء الملبدة والمواقف الساخنة التي يتبادلها الاطراف ولاسيما الصادرة عن رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل من جهة ورئيس الحكومة المكلف  سعد الحريري من جهة ثانية والتي بلغت ذروتها فيما قاله الاخير من روما متهما باسيل وحلفاءه بتعطيل تشكيل الحكومة، لاحظت المصادر ان هذا التصعيد،  لا بد وان ينحسر في الاسابيع المقبلة بعد ان بلغ الذروة ولم يعد بالامكان الاستمرار في وتيرة التصعيد نفسها من دون جدوى، وبعدما لم تنفع اساليب تعطيل تشكيل الحكومة ومحاولات تطفيش الحريري في تحقيق هذا الهدف.

 وتستند المصادر في توقعاتها بعودة الحرارة إلى عملية التشكيل مجددا الى جملة وقائع لا يمكن تجاهلها اولها الرسالة التي حملها المبعوث الاميركي دايفيد هايل الى رئيس الجمهورية مؤخرا وتضمنت الدعوة الى تسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الحكومية وفسرها البعض بانها رسالة اميركية واضحة الى العهد لوقف كل اساليب عرقلة تأليف الحكومة الجديدة. وقد قابلها عون بتجميد مرسوم اعادة تحديد الحدود البحرية الجنوبية، ما اعتبره البعض بمثابة تجاوب غير معلن  مع المطلب الاميركي.

الرسالة الثانية من حزب الله الذي طلب من جبران باسيل بأكثر من لقاء تجاوز المطالب وتسهيل خطى التشكيل.

اما الرسالة الثالثة، فستكون خلال الزيارة التي يقوم،بها باسيل نهاية الشهر الجاري الى موسكو، وتردد انها ستكون مناسبة لتكرار موقف روسيا الداعي للإسراع بتشكيل حكومة مهمة برئاسة سعد الحريري من غير الحزبيين ولا ثلث معطلا لاي طرف فيها، ما يعني ضمنا ان كل المناورات لتبديل هذا الموقف في غير محلها.

وتشير  المصادر المذكورة إلى ان هذه الوقائع زادت من عزلة العهد وفريقه واضعفت هامش حركته الى الحدود الدنيا، بينما تعتبر التحذير الذي أطلقه نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي بمثابة جرس إنذار يجب أن يؤخذ عل محمل الجد  لانه ليس من هباء. وتكشف المصادر النقاب عن اتصالات بعيدة من الاضواء تجري بشكل غير مباشر لإزالة كل الملاحظات على مبادرة الرئيس نبيه بري، باعتبارها تصلح كحل مقبول بين كل الاطراف وتثبيت صيغة الثلاث تمانات ومن دون حصول اي طرف فيها على الثلث المعطل، لافتة الى تقدم حصل بهذا الخصوص. ولكن برغم كل هذه المؤشرات لم تسجل اي إتصالات علنية تبشر بحلول حلحلة ما، في حين غادر الرئيس المكلف سعد الحريري بيروت مساء الى الإمارات العربية المتحدة.

وقالت مصادر متابعة لحركة الرئيس الحريري لـ«اللواء» ان الأمور ما زالت على حالها والتعطيل معروف مصدره، مشيرة الى ان مبادرة الرئيس نبيه بري بتوسيع الحكومة الى 24 وزيرا من الاختصاصيين وبلا ثلث ضامناً لأي طرف، لم تتبلور بشكل كامل بعد، مع ان الحريري كان في جوها ووافق عليها لكن بري والحريري  بانتظار موافقة الرئيس ميشال عون عليها لتتم مناقشة تفاصيلها.

 فيما تقول اوساط بعبدا ان المبادرة غير مكتملة والمطلوب من الحريري تقديم صيغة متكاملة متوازنة ليعطي عون رأيه فيها. وعلى  هذا لا يزال حراك الرئيس بري متوقفاً.

من جهتها، أشارت "الانباء الالكترونية" الى ان أجواء سلبية لا تزال تطغى على ملف تشكيل الحكومة، كما تؤكد مصادر سياسية عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية، رغم الحراك الذي يقوم به الرئيس المكلّف سعد الحريري في العواصم الغربية والعربية، الا أن لا ترجمة عملية لها في الداخل اللبناني، حيث يسود الجمود السياسي.

بدورها، أكدت مصادر سياسية ناشطة على الخط الحكومي لصحيفة "الجمهورية"، "انّ كل الوساطات متوقفة، وكل المبادرات صارت على الرفّ، ولا حراك حكوميّاً في أيّ اتجاه".

أضافت "الجمهورية" إذا كان تشكيل الحكومة يشكّل الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل نحو استعادة شيء من الاستقرار والانفراج السياسي والاقتصادي والنقدي، فإنّ هذا التشكيل على وجوبه، قد أُخرج من كونه أولوية لدى الطاقم المتحكّم بالدولة، حيث لا كلمة تعلو - بالنسبة اليه- على لغة الاشتباك، التي باتت كل اسلحتها السياسية مذخّرة و"مخرطشة" تمهيداً للصراع المقبل، تعبق بالحديث عنه مختلف الاوساط السياسية المحلية والخارجية، وتخشى مما يخبئ من منزلقات يهوي اليها البلد اكثر فأكثر.

 يؤكّد ذلك، ما وقفت عليه "الجمهورية" من مطّلعين على خلفيات العلاقة العقيمة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، وخلاصته "موت اي امكانية لتفاهم بينهما .. والاستحالة القاطعة لتعايشهما تحت سقف حكومي واحد، وكل ما يحيط بهما وبتياريهما السياسيَّين يؤشر الى انّه لم يبق امامهما سوى الصعود الى ذروة التوتر والصدام".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o