Apr 21, 2021 3:37 PM
خاص

الأسد عائد..وسوريا اسيرة جغرافيتها السياسية

المركزية – حدد مجلس الشعب السوري يوم السادس والعشرين من أيار موعداً للانتخابات الرئاسية. ما دون هذا الاستحقاق تساؤلات كثيرة عما اذا كانت العملية ستتم وفق ارادة المجتمع الدولي والقرار 2245 ام خارجه؟ وهل عودة الرئيس بشار الاسد ستتم من ضمن صيغة تسوية شرط تغيير خياره السياسي، في ظل ما يحكى عن سعي سوري لاعادة النازحين لاضفاء الشرعية الشعبية على إعادة انتخاب الاسد، علماً ان المجتمع الدولي لم يوافق على عودة النازحين الا بشروط توفير الضمانات الدولية والسورية.  

فالمجتمع الدولي يساعد النازحين في أماكن تواجدهم في العالم ولن يساعدهم داخل سوريا إلا في حال تنفيذ شروط اساسية كتعديل الدستور والانظمة والقوانين وترسيخ الديموقراطية وإبعاد سوريا عن النظام الديكتاتوري الاحادي بحيث تكون كل المؤسسات، لا سيما الامنية في خدمة النظام كما هي الحال الان. المجتمع الدولي، ينتظر الموقف الروسي من خطوة الاسد علما ان لا خلاف اميركي -روسي حول سوريا.  

مصادر دبلوماسية مطلعة أكدت لـ"المركزية" ان الانتخابات لن يكون فيها اي عنصر مفاجأة وسيعاد انتخاب الرئيس السوري بشار الاسد. ربما تكون نسبة المشاركة اقل بسبب الظروف ونسبة النجاح لن تكون 90 في المئة، كما جرت العادة، حفاظا على الشكل ولإعطاء مزيد من المشروعية، فلا الوضع طبيعي ولا ديمقراطي كي نقول ان هناك تنافسا صحيحاً وجدياً، بل هو مجرد استحقاق من باب إعادة الشيء نفسه. ان النظام لن يقبل بشروط المجتمع الدولي ولن تكون الانتخابات وفق المفهوم الديمقراطي الغربي للانتخابات الرئاسية، وهذا الامر ليس تبريرا، لأن الظروف وتركيبة النظام لن تسمح بذلك.  

ورأت المصادر ان الاوضاع في سوريا تتغير وكذلك قواعد اللعبة. فالحرب انتهت بمفهومها الشامل وتحولت الى صراعات بالواسطة بين مختلف الاطراف الاقليمية والدولية المتواجدة على الساحة السورية، واتجهت اكثر نحو الحروب بالقطعة حول هذه المنطقة او تلك، بانتظار الخلاص. لم تعد الحرب مفتوحة وعملية اسقاط النظام او انتصاره، لأن التوازنات لم تعد تسمح. النظام لم يخسر المعركة عسكريا لكنه لن يكسب سياسيا، اي لن يستطيع ان يعود الى الوضع الذي كان سائداً قبل العام 2011.  

وتابعت: "لكن الى اي مدى المجتمع الدولي او الاطراف الدولية المعنية قادرة على القيام بتوافق لمواكبة عملية تغيير تدريجي في سوريا؟ إذ من الملاحظ ان الخطاب الغربي لم يعد يقول لا للرئيس السوري بل المطلوب سلوك اخر من الرئيس السوري، وهذا تغيير اساسي، لكنه لا يعني كما يصوره النظام وحلفاؤه انه عاد الى الوضع الذي كان سائدا قبل 2011.  

وأكدت المصادر ان اللاعب الرئيسي على المسرح السوري اليوم هي روسيا والجميع على علاقة معها من العرب الى الاسرائيليين فالغربيين. وهي تقوم بدور اساسي وفي تنافس شديد مع ايران، حليفتها في سوريا ،هذا التنافس سيزداد شدة مع الوقت. 

ولفتت المصادر الى ان المعركة السياسية لم تنته، وتحولنا الى مرحلة اشد صعوبة سنشهد خلالها أعمال عنف وحروبا مختصَرة ومحددة في مناطق مختلفة. لم ينتصر النظام وحلفاؤه سياسيا ولم يخسر عسكريا ولم يجر اسقاطه. وفي نظرة الى واقع الامور في سوريا، فهي باتت تشبه اليوم طاولة شطرنج، هناك اطراف ونفوذ عدة، بدءاً من تركيا مروراً بالاميركيين وحلفائهم وصولاً الى روسيا وايران. 

وختمت: جرت محاولات تغيير عبر لجنة دستورية، لكنها حتى الآن لم تنجز ما يجب ان تنجزه. واذا لم يحصل اي تفاهم دولي لمواكبة عملية تغيير تدريجي في سوريا، فستبقى سوريا اسيرة جغرافيتها السياسية وموقعها الجذاب لكافة انواع التدخلات، تماماً كما يحصل مع المانيا في اوروبا. وبالتالي سيزداد الوضع تعقيدا، كما حصل سابقاً في لبنان، مع الاشارة الى أن لبنان اقل اهمية لأن حجمه صغير وكذلك موقعه، فما بال الوضع السوري؟ 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o