Apr 15, 2021 12:23 PM
خاص

"فيينا"تهتزّ ولاتقع: زيادةالتخصيب من عدّةإيران التفاوضية

المركزية- في أعقاب هجوم نطنز الذي استهدف منشأة نووية في ايران فجر الاحد، والذي حمّلت الاخيرة الاسرائيليين مسؤوليتَه، بدا ان المفاوضات في فيينا لاحياء الاتفاق النووي وعودة الولايات المتحدة اليه، تعثّرت، غير انها لم تتوقف، اي انها، وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، اهتزّت ولم تقع. الجمهورية الاسلامية التي فهمت الرسالة الدولية عموما والاميركية خصوصا، التي وُجّهت اليها من خلال "صندوق" تل ابيب، خاصة وان الاعتداء تزامن مع زيارة كان يقوم بها وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن الى الكيان العبري، قرّرت الرد عليه، عبر "التحدي"، لا الانكفاء:

فقد نقلت وسائل اعلام ايرانية عن عباس عراقجي، كبير المفاوضين الإيرانيين مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، قوله - من فيينا- إن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، اعتبارا من امس الأربعاء. في الموازاة،  قال الرئيس الإيراني حسن روحاني منذ ساعات إن رفع بلاده نسبة تخصيب اليورانيوم وتركيب أجهزة طرد مركزية من فئة جديدة، جاء ردا على ما وصفه بـ"الإرهاب النووي" الذي استهدف محطة نطنز. وأضاف في مستهل اجتماع لحكومته- أن هذا الهجوم كان مؤامرة لإضعاف موقف بلاده خلال المفاوضات النووية الجارية في فيينا. وشدد الرئيس الإيراني على ضرورة عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي، ورفع العقوبات بشكل عملي، على أن يقابل ذلك تراجع طهران عن خطواتها وخفضها التزاماتها النووية.

في الموازاة، ضربت ايران سفينة اسرائيلية كما سُجّل في الساعات الماضية استهداف لواشنطن وحلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم السعودية، في العراق والمملكة، عبر أذرع ايران العسكرية.

رفعُ السقف هذا، متوقّع، بحسب المصادر، فلا أحد كان ينتظر من ايران ان تُذعن او ترفع "العلم الابيض" بعد "ضربِها". الا ان هذا السلوك يأتي في سياق شد الحبال الجاري على خط إحياء الاتفاق، كي تُبقي ايران سقفها عاليا، فلا تُفاوض من موقع ضُعف. وتضيف المصادر "هجومُ نظنز وردُّ ايران عليه، ليس في الواقع الا "جولة" جديدة في "المعركة" الكبرى الدائرة بين واشنطن وطهران، وهدفُها ليس "التطاحن" بل "التفاهم"...

على اي حال، أكد البيت الأبيض امس أن الرئيس جو بايدن لا يزال مستعدا لمواصلة المفاوضات مع إيران، على الرغم من اعلانها تكثيف التخصيب. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي "نحن بالتأكيد قلقون حيال هذا الإعلان الاستفزازي، نحن واثقون من أن المسار الدبلوماسي هو الطريق الوحيد لإحراز تقدم في هذا الصدد، وبأن إجراء محادثات -حتى لو كانت غير مباشرة- هو الطريق الأفضل للتوصل إلى الحل".... اما اليوم، فسارع روحاني الى التطمين الى ان "أنشطتنا النووية سلمية ولا نسعى للحصول على القنبلة الذرية".

الى هذه المواقف التي تؤكد ان محادثات فيينا ستستمرّ رغم التصعيد، اشارت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا الى أنها تتابع بقلق شديد إعلان إيران البدء في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% . وأضافت أن الإجراء الإيراني تطور خطير.

ثمة اذا توازن قوى، دبلوماسيا وعسكريا ايضا، يمنع ايران من الذهاب بعيدا في لعبتها النووية. واذا أضفنا الى هذا العامل، العقوبات الاقتصادية التي تنهك الجمهورية الاسلامية، يتبين ان عودة طهران الى التزاماتها مسألة وقت، وربما تنتظر الانتخابات الرئاسية في ايران. في الاثناء، ستواصل السعي بكل الوسائل لانتزاع اكبر كم من المكاسب من واشنطن، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o