Apr 13, 2021 4:53 PM
تحليل سياسي

13 نيسان..لبنان على حافة البوسطة وانقاذه رهن اطاحة المنظومة
ترقب لزيارة هيل وسبحة مسؤولين الى موسكو بعد الحريري
بعبدا تفرمل اندفاعة الترسيم جنوبا ووهبه يسلم علي مذكرة بموقف لبنان

المركزية- في 13 نيسان 1975 كانت بوسطة عين الرمانة. في 13 نيسان 2021 بوسطات "عا مد النظر" في كل مناطق ومحميات لبنان السياسية تنتظر وقدَ فتيلها للاشتعال، فمن يجرؤ ؟ بوسطة احزاب متناحرة تخوض حروبا على انقاض ما تبقى من وطن الـ75 . بوسطة دولة يتقاتل شعبها على المدعوم من حليب او سكر او بنزين. بوسطة انانيات واحقاد تتناحر فيها مطامع شخصية وصولية تمنع انطلاق مسيرة انقاذ الوطن المنازع. بوسطة نزاعات دولية تقودها السلطة الحاكمة الجانحة عن مصالح لبنان دون ادنى اعتبار لركابها الموعودين بجهنم قريباً. بوسطة نَهب سائقوها اموال الشعب وحجزوا ما تبقى منها في المصارف متمتعين بمشاهد الاذلال اليومي.بوسطة مدججة بسلاح دويلة تقبض على الدولة فجّرت قلب الوطن باطنان نيتراتها المشؤومة. بوسطة مسؤولين لم يعد لدى اللبنانيين رجاء ودعاء الا ان تحملهم الى كوكب آخر لتستقيم من بعدهم حال البلاد وعبادها.

بين موسكو وواشنطن: في اليوميات الميدانية وفي انتظار ما سيحمله معه الى بيروت في الساعات المقبلة، وكيلُ وزارة الخارجية الأميركية دايفيد هيل ، وعشية زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى موسكو غدا، لا حركة على الضفة الحكومية. الا ان زيارة الحريري ستكون بحسب معلومات "المركزية" باكورة زيارات لعدد من القادة السياسيين ابرزهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. واشارت المعلومات الى ان من  بين هؤلاء من طلب موعدا  للزيارة فيما وُجهت لآخرين دعوات من القيادة السياسية الروسية. 

عون يتريّث؟: في المقابل، تتسارع التطورات على خط ملف ترسيم الحدود البحرية، جنوبا وشمالا ايضا. على الصعيد الاول، بدت بعبدا فرملت نوعا ما، اندفاعتها نحو توسيع الحدود اللبنانية بعد ان كانت اكبر المتحمّسين للعملية هذه، ربما في انتظار ما سيقوله هيل في هذا الشأن غدا. فقد اصدرت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بيانا جاء فيه: بناء لتوجيهات الرئيس، أرسلت المديرية العامة كتابا للأمانة العامة لمجلس الوزراء تضمن مشروع مرسوم تعديل مرسوم6433 الذي يحتاج الى قرار الحكومة مجتمعة وفقا لرأي هيئة التشريع والاستشارات حتى مع حكومة تصريف اعمال نظرا لاهميته وللنتائج المترتبة عليه. واضافت "لرئيس الجمهورية ان يحدد ما يرتئيه الافضل لحفظ سلامة الوطن. وهو مؤتمن على ذلك بالدستور والقسم، وهو يدعو اللبنانيين الى الوثوق بقوة الموقف اللبناني ويقول لهم "تأكدوا بأن الأمور لن تجري الاّ بما يؤمّن كامل حقوق لبنان براً وبحراً".

مذكرة لبنانية: اما شمالا، فقد سلّم وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه سفير سوريا لدى لبنان علي عبد الكريم علي مذكرة تتضمن تأكيد الموقف اللبناني من ترسيم مياهه الإقليمية ودعوة السلطات السورية للتفاوض حول الترسيم من منطلق العلاقات الاخوية  على اساس   قانون البحار الدولي  .وبعد اللقاء الذي استمر اكثر من ساعة تمنى السفير السوري ان يجد لبنان مخارج حكومية ومواجهة كل التحديات التي يعاني منها. وقال "استمعت من الوزير وهبه الى شرح حول ما حدث في مفاوضات الحدود البحرية مع كيان العدو المحتل، وقد عبرت عن  ارتياحي لما أنجز بالامس وما يستكمل في رئاسة الحكومة وفي القصر الجمهوري مع فخامة الرئيس . واعلن السفير السوري  انه سينقل رغبة الوزير وهبه والقيادة في لبنان بما يخص التفاوض في كل الملفات ومن ضمنها الحدود  البحرية،  يعني التكامل والتنسيق والتفهم ، وسوريا ترحب دائما بأي تنسيق وهي حريصة على ذلك وان شاء الله ترفع العقوبات عن سوريا ولبنان . هذه  العقوبات اصابت المصارف والاقتصاد والتنمية تقتضي رؤية تكاملية بين البلدين  باتجاه الخليج والشرق والغرب معا ،وباتجاه  العالم .

نزوح: ملف النازحين حضر ايضا بين الرجلين. حيث نقل السفير السوري عن الوزير  وهبه ان سوريا ولبنان تعودا  على التنسيق بين بعضهما البعض وبدوري اكدت للوزير وهبه ان سوريا  ترى في لبنان بلدا عزيزا شقيقا  وما يؤذيه يؤذيها  وعبء اللاجئين السوريين اكبر من طاقة لبنان وسوريا ترغب  بعودة كل ابنائها وهي قدمت كل التسهيلات والتطمينات الممكنة لعودتهم . وهذا يتطلب تنسيقا بين القيادات المعنية في البلدين وعدم السماح لمن يريد الاستثمار في أزمة السوريين ومشاكلهم وما يُرسم  لتعطيل اعادة اعمار سوريا ونهوضها  خصوصا وان حربا ارهابية اكملت عامها العاشر و بقيت صامدة رغم انها خسرت الكثير الا انها   منعت الارهاب ان يكون واجهة  لدول المنطقة وتستحق  ان يشكرها  العالم لان الارهاب الذي واجهته والذي كان يحمل اكثر من تسعين جنسية واستحضر  من كل بقاع العالم كان لبنان شريكا لها في مواجهة الارهاب ذاته .

قيومجيان: وعلّق الوزير السابق ريشار قيومجيان على اجتماع وزراء الشؤون الاجتماعية والداخلية والخارجية الذي بحث ملف النازحين السوريين، فكتب على "تويتر": مع احترامي للمجتمِعين فريق ٨ آذار وضمناً التيار العوني، طبلوا الدني اتهامات كاذبة وتزوير وقائع أننا لم نعمل لعودة النازحين السوريين تفضلوا كل السلطة معكم منذ سنة ونصف ماذا فعلتم لعودتهم وكم عدد العائدين؟ ذاب ثلج اتهاماتكم وبان وسخ كذبكم وزيف حليفكم بشّار الذي يريد بقاءهم عندنا.

عقدة الثلث: في المواقف من التأليف الذي يراوح في انتظار تراجع القوى السياسية او بعضها، عن شروطه، أكد النائب علي بزي،  ان "جهود رئيس مجلس النواب نبيه بري المكثفة مع الافرقاء كافة، هي من أجل الوصول إلى حكومة اختصاصيين مستقلين غير حزبيين، وفقا لما نصت عليه المبادرة الفرنسية"، لافتا الى ان "ما يعوق الانفراج على المستوى الحكومي هو انتظار الافراج عن عقدة الثلث المعطل التي تعطل الحل بعد ان تعطلت أحوال البلاد والعباد". واستبعد النائب بزي في حديث متلفز، حصول الانفجار الكبير، مطالبا المعنيين بتحمل مسؤولياتهم وترجمة التزاماتهم في عملية الانقاذ بعيدا عن منطق المحاصصة والحسابات الخاصة.

الكابيتال كونترول: على الخط المالي ايضا، عرض بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مع النائب نقولا نحاس، ما وصل اليه اقتراح قانون “الكابيتال كونترول” وتبين أن هناك تقدماً على صعيد الشق المتعلق باقتراح الاموال المحولة الى الخارج، غير انه لم يتضمن اي نص يتعلق بحقوق المودعين وذلك على عكس ما قاله رئيس اللجنة النائب إبراهيم كنعان "مصرون على أن يكون الكبيتال كونترول متوازياً ويؤمن حقوق المودعين”، وكما أردف كنعان “لم أسلّمَ يوماً في لجنة المال بأمر يحاولون فرضه علينا و لن أسلّمُ ابداً "، ولديه حق بهذا الموضوع . وتمنى الرئيس بري على لجنة المال سد هذا النقص في الاقتراح تمهيداً لاقراره.

آخر دعامة: من جانبه، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن المصرف المركزي لا يزال آخر دعامة صلبة للبلاد. وشدد في حديث لـle Figaro ، أنه لم يختلس الأموال على حساب البنك المركزي، لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر. وقال: "شرحت في 8 نيسان 2020 على إحدى القنوات أصول ثروتي وذلك من خلال إظهار المستندات التي تثبت أنني أملك 23 مليون دولار في عام 1993، قبل أن أتولى رئاسة المصرف المركزي".

العلية والتدقيق: وفيما يكثر الحديث عن التدقيق في حسابات المركزي، عقد مدير عام دائرة المناقصات جان العلية مؤتمراً صحافياً بادر في خلاله، إلتزاماً بقرار الرئيس ميشال عون لناحية خضوع كل المؤسسات للتدقيق الجنائي الشامل، إلى طرح فكرة إنطلاق التدقيق الجنائي من الصفقات العمومية في إدارة المناقصات، وفي الادارات الرسمية باعتبار انها تشكل واحة لعبث المفسدين والفاسدين. وتابع:" يجب ضمّ صفقة بواخر الكهرباء عام 2012-2013 و2018 لأنها مخالفة للدستور، ولدينا هيئة تفتيش مركزي لا تقوم بعملها، كما يجب التدقيق في صفقات الفيول التي قام بها مجلس الوزراء عام 2017، بحيث أنّها كانت صفقات احتيالية بامتياز". وأضاف العلّية:" من الصفقات التي افتُري بها على إدارة المناقصات وأقترح أن تكون بداية التدقيق الجنائي هي مناقصة بناء معامل الطاقة بطريقة BOT التي نصّ عليها القانون ونقّاها المجلس الدستوري وأصبحت هذه الصفقة خاضعة بالكامل لقانون المحاسبة العمومية ونظام المناقصات ولكنّها بالواقع لم تخضع، لذلك نحن اليوم في موجة تشريع للفساد وأشير إلى أنّ إدارة المناقصات أوّل إدارة طبّقت قانون حقّ الوصول للمعلومات وهي اليوم تطرح أن تكون أوّل إدارة تخضع للتدقيق الجنائي الشامل". وفي ملفّ التدقيق الجنائي أضاف:" يجب أن تُواكَب عملية التدقيق الجنائي من قبل السلطة التشريعية ولذلك أناشد رئيس مجلس النواب أن يتمّ استبدال لجنة تقصّي الحقائق بلجنة تحقيق برلمانية". وتابع العلّية قائلا " هناك صفقات اتصالات وصفقات المعاينة الميكانيكية وفي المطار تم توقيفها في ادارة المناقصات الى أن طلب منا التيار الوطني الحرّ التخفيف عن مناقصة الميكانيك، وأنا لا أعمل ضدّ جهة سياسيّة معيّنة وجهتي السياسية الوحيدة هي الدولة وولائي الوحيد هو للوطن وإلا لما تمكّنتُ من أن أكون في موقع المدير العام لإدارة المناقصات في التفتيش المركزي".  وردا على النائب جورج عطالله الذي اتّهمه بمعارضة مناقصة البواخر، قال العلية:" اتّهمني عطالله بأني عارضت مناقصة البواخر التي لا أعتبرها مناقصة بل صفقة، مؤكدا أنه لا بطمح إلى أي منصب.

احزاب معارضة: في المقابل، وبينما الازمات المعيشية على حالها، لا سيما على صعيد المحروقات والخبز، عقدت احزاب ومجموعات من المعارضة مؤتمراً صحافياً في دعت فيه إلى تشكيل حكومة انتقالية انقاذية، واطلقوا مبادرة انقاذية تنتشل البلاد من ازمتها بعد سقوط كل رهان على مجموعة الحكم الفاسدة.

الائتلاف المدني اللبناني: وفي السياق نفسه، يتحضر الائتلاف المدني الّلبناني للانطلاق نهاية الجاري كمنصّةٍ سياسيّةٍ وطنيةٍ معارِضة تحمل روح ثورة 17 تشرين وتضم مجموعات وشخصيات ومتخصّصين وقادة رأي، وتتطلع لتقديم بديلٍ إنقاذيّ متكامل في الرؤية والبرنامج والقيادة وصولاً إلى لبنان الجديد.وعلمت "المركزية" أنّ الائتلاف الذي يضم حتى الآن، الجبهة المدنيّة الوطنيّة ومنصّة "بيراميد"، أنجزَ بعد عمل مستمر لمدة أربعة أشهر مشروعاً سياسيّاً متكاملاً، يشكّل قاعدة مناسبة لمخاطبة الشعب اللبناني، ومجموعات الثورة، والقوى المجتمعيّة الحيّة، وأصدقاء وأشقاء لبنان.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o