Apr 13, 2021 4:13 PM
خاص

جبهات داخل الحراك... كيف تصل إلى التغيير؟
نعيم عون: لا إدانة للشارع بل توعيته واحترام ماضيه

المركزية – منذ انطلاقه في السابع عشر من تشرين الأول 2019، لم يتوصّل الحراك الشعبي أو الثورة إلى تنظيم صفوف المجموعات المشاركة فيه، بما يسمح بتقديم مشروع سياسي موحد وقيادة مشتركة.  

قبل عامٍ تقريباً من موعد الانتخابات النيابيّة المقبلة، بدأ الحديث عن إمكانية نضوج مشروع سياسي ينبثق من رحم الحراك، يتجسّد تحديداً عبر ولادة جبهات سياسية تجمع المكوّنات الأساسية. 

عن تفاصيل هذه الجبهات، كشف نعيم عون من "الخط التاريخي" والقيادي السابق في "التيار الوطني الحرّ" لـ "المركزية" أن "الحراك يحاول تنظيم نفسه بأكثر من طريقة. والبحث يتم في إنشاء ثلاث أو أربع جبهات، تضمّ كلّ منها المجموعات المتشابهة التي تتشارك نظرة موحّدة إلى الأمور كمرحلة أولى تسمح بتجاوز الفوضى وتتمكن  في مرحلة لاحقة من التفاهم"، معتبراً أن "كلّ خطوة تساهم في تقليص عدد المجموعات إيجابية، وضرورية لتسهيل التواصل"، موضحا   

 أن "نضوج هذه الخطوة مرتبط بإرادة المجموعات، لكن الأكيد أن ملامحها بدأت تتظهّر والتحوّلات قائمة"، لكن هل  النضوج كاف وقادر على مواكبة سرعة الأحداث أم انها تسبقه؟

وذكّر عون أن "منذ سنة نشدد على ضرورة تحديد قيادة للثورة، وهو امر يتطلب مشروعاً ورؤية وتضحيات، بحيث لم يعد بوسعنا التمسك بالـ ego والأجندات الخاصةّ، فلدى الشعب حسّ نقدي قوي وهو لا يسير خلف مشاريع غير واضحة المعالم لا تقوده إلى برّ الأمان"، مؤكّداً "ضرورة إيجاد القاسم المشترك بين مكوّنات الثورة للوصول إلى الهدف المنشود من المواطنين ليتجاوبوا معها. لذلك، نرى احيانا قلة حماسة لدعوات من يدّعي قيادة الشارع".  

ورأى أن "في حال بقيت الأمور على حالها، فإن المجموعات لن تصل إلى اي نتيجة. من هنا ضرورة العمل بوعي وبالسرعة المطلوبة، إضافةً إلى تأمين  الشروط للتوصل إلى التغيير الحقيقي، منها: الالتقاء على نقاط مشتركة، حدّ أدنى من التنظيم والقيادة، الاتحاد والتخفيف من الخلافات". 

ولفت  إلى أن "المشكلة التي لا تركّز عليها مجموعات الثورة هي أنها تتوجّه إلى الناس كما لو أنهم أشخاص جدد في المجتمع، منفصلين عن ماضيهم وتاريخهم، فيما كانوا في الواقع يؤيّدون أحزاباً معيّنة ويتّخذون خيارات محددة، وهذا حقّ للإنسان. مجموعات الثورة تفصل بينها وبين المواطنين الآخرين وكأن قسماً من الشعب لديه حق الخروج من ماضيه وطرح مواضيع جديدة، مقابل آخر لا يتمتّع بهذا الحقّ"،وهذا خطأ اذ يفترض بهذه المجموعات دعوة الشعب إلى تغيير خياراته وتوعيته على أخرى جديدة لا إدانته وتصنيف خياراته السابقة بين صحّ وخطأ ومعاقبته. فاستفزاز الشارع وتحدّيه لا يفيدان، خصوصاً أنه لا يزال مكوّناً من الاشخاص انفسهم، ومن انتخب عام 2018 سينتخب بعد سنة. فكيف يجذب الثوار الناخبين المحتملين بمواقف متطرّفة؟ لذا، هم مضطرون الى تحديث منطق التوجّه إلى الشارع وإلا ستوازي نسبة الناخبين لـ "حالة التغيير" تلك المسجّلة في الانتخابات النيابية الأخيرة". 

وختم عون "على الثورة أن تربح الرأي العام في معركتها. ولتحقيق هذه الغاية، يفترض أن تتفهم أن أعضاءه يأتون من خلفيات وموروثات مختلفة. لذا، علينا أن نكون متسامحين مع بعضنا. وأغلب اللبنانيين منقسمون بين من يعيش في الماضي ومن يحلم بالمستقبل من دون التفكير بالحاضر المفترض التركيز عليه وتوحيد الجهود".   

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o