Apr 13, 2021 1:24 PM
خاص

استنفار اوروبي-اميركي يمنع انفجارجبهة روسيا-اوكرانيا

المركزية- وسط توتر يصيب العلاقات الاوروبية – الروسية منذ اشهر، على خلفية ملف المعارض الروسي ألكسي نافالني، تحرّكت مجددا الجبهة الروسية – الاوكرانية، حيث سُجّلت تحركات لقوات روسية باتجاه الحدود الأوكرانية، بعد فترة من الهدوء، علما انه ومنذ بداية هذا العام، تم الإبلاغ عن 50 حالة وفاة على الرغم من وقف إطلاق النار.  وبينما تخضع أجزاء من منطقتي لوهانسك ودونيتسك على طول الحدود الروسية لسيطرة المقاتلين الموالين لموسكو منذ عام 2014. وقد قُتل أكثر من 13000 شخص منذ ذلك الحين وفق تقديرات الأمم المتحدة، أعلن الجيش الأوكراني الاثنين، مقتل جنديين حكوميين.

هذه التطورات التي تترافق مع حشد عسكري في المنطقة، أثارت غضبا واستنفارا ليس فقط في اوكرانيا، انما في الاتحاد الاوروبي ايضا وفي حلف "الناتو". فغداة اتصال بين وزير الخارجية الأميركية، أنطوني بلينكن والأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" يانس ستولتنبرغ، شددا خلاله على "الضرورة الملحة لإنهاء روسيا الحشد العسكري العدائي على حدود أوكرانيا وفي القرم المحتلة"، انتقل الدبلوماسي الاميركي اليوم الى بروكسل، لبحث الملف الأوكراني مع حلفاء الولايات المتحدة في "الناتو"، وقد انضم اليه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن. في الموازاة، استقبل في بروكسل ايضا، الأمينُ العام لـ"الناتو" وزيرَ الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا، الذي شارك في اجتماع للجنة المشتركة بين "الناتو" وأوكرانيا.

في انتظار ما سيصدر عن هذا الاجتماع، تشير مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، الى ان اعادة اشعال جبهة اوكرانيا في هذا الوقت بالتحديد، سيصب الزيت على نار العلاقات بين موسكو واوروبا، كما انه سيباعد اكثر بين الادارة الاميركية الجديدة والكرملين، بعد ان بدأ الرئيس جو بايدن عهده بفرض عقوبات على مسؤولين روس على خلفية ملف نافالني. وبعد عودة الديموقراطيين الى البيت الابيض، تتابع المصادر، واشنطن ستقف بقوة الى جانب حلفائها الاوروبيين وستفعل كل ما يلزم لطمأنتهم ودعمهم. هؤلاء يرون في التصعيد الروسي تهديدا لهم، ويدرسون كيفية الرد عليه وردعه.

من هنا، ورغم تحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "جميع الدول المسؤولة التي نتواصل معها من تشجيع "النزعة العسكرية" لدى أوكرانيا، يبدو التوجّه حاسما نحو لجم "طحشة" موسكو، بكل الوسائل. فقد رأى الناتو ان "قرار انضمام أوكرانيا للحلف بيد الدول الأعضاء وليس روسيا". وقال امينه العام اليوم: نعزز وجودنا في حدودنا الشرقية لدعم أمن أوكرانيا ولمواجهة أفعال روسيا العدائية"، مضيفا "لدينا شراكة مع أوكرانيا ونعمل على دعم أمنها من خلال وجود بحري أكبر في البحر الأسود". اما وزير الدفاع الأميركي، فلفت الى "ان تعزيز مهمة القوات الأميركية في أوروبا ضروري لمواجهة التحديات المستمرة"، معلنا "سنضيف 500 جندي إلى قواتنا في ألمانيا بحلول الخريف".

حلف "الأطلسي"، دعا روسيا الى سحب قواتها من الأراضي الأوكرانية. لكن في المقابل، نقلت وكالات إخبارية روسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله "إن الولايات المتحدة ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي تحول أوكرانيا عمدا إلى برميل بارود"، مضيفا "أن الدول الغربية تزيد إمداداتها من الأسلحة إلى أوكرانيا".

هذه الاجواء، توحي بمرحلة توتر وتصعيد، عائدة الى الحدود الروسية – الاوكرانية. توازن القوى على الارض قد يحول دون انفجار الصراع "عسكريا"، تتابع المصادر، غير ان موسكو لا بد ستستخدم هذا الملف لتفاوض عليه سياسيا ودبلوماسيا، وستسعى الى انتزاع ثمن ما، مقابل عدم تفجير الوضع، فهل يكون الثمن اقتصاديا ام سياسيا؟ أوروبيا ام اقليميا ام دوليا؟ لننتظر ونر، تختم المصادر.

الجدير ذكره ان أوكرانيا تتهم روسيا بحشد أكثر من 80 ألف جندي بالقرب من حدودها الشرقية وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها في العام 2014، فيما يبلغ عدد الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا 28 ألف مقاتل، مدعومين بأكثر من ألفي مستشار عسكري روسي ومدرب في الأراضي، وفق الرواية الرسمية الأوكرانية.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o