Apr 07, 2021 6:53 AM
صحف

الملف الحكومي راوح مكانك بانتظار مبادرة شكري وهبة وباسيل مستثنيان من الزيارة
بري يبذل جهودا مستمرة من اجل فكفكة العقد

الملفّ الحكومي محكوم بالجمود، فلا شيء يوحي بأيّ تقدّم، وكلّ الأمور متوقّفة على نتائج الزيارات التي يُحكى عنها، سواء لوزير الخارجية المصرية محمد شكري التي تبدأ اليوم، ويليه معاون الأمين العام للجامعة العربية حسام زكي. وعلى جدول المواعيد أيضاً، زيارة أكثر من بارزة للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الى الفاتيكان في 22 من الشهر الحالي، حيث سيستقبله البابا فرنسيس، على أن يشمل برنامج زيارته أيضاً عقد لقاء مع رئيس وزراء الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. في وقت، سعت مصادر التيار الوطني الحر الى التأكيد ان رئيسها جبران باسيل لم يعمد على الحصول على موعد للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في ضوء الحديث عن ان ابواب الايليزيه مقفلة.

وكشف مصدر سياسي مواكب للأفكار التي تم التداول فيها بين بيروت وباريس لإخراج تشكيل الحكومة اللبنانية إلى أن الحريري لم يعلن منذ تكليفه تشكيل الحكومة رفضه لقاء باسيل، رغم أن الأخير لم يوفره من حملاته السياسية والإعلامية، مع أنه تجاوز في مواقفه الخطاب المألوف بين الأطراف السياسية، وقال إنه لم يمتنع كرئيس مكلّف عن لقاء أي رئيس كتلة نيابية للتشاور معه، وبالتالي يمكن لباسيل التواصل معه تمهيداً للقائه في بيروت لئلا يُعطى انتقالهما إلى باريس أكثر من تفسير وصولاً إلى توظيفه من قبل البعض وكأن باسيل يفاوض بالإنابة عن رئيس الجمهورية ميشال عون للبحث في التشكيلة الوزارية.

ماذا يحمل شكري؟: اذاً، يصل اليوم وزير الخارجية المصرية سامح شكري بيروت بعد زيارة خاطفة الى باريس التقى في خلالها نظيره الفرنسي جان ايف لودريان، وكان الملف اللبناني الحاضر الأبرز على طاولة المحادثات.

وظهر في شكل لافت من الجدول الموزع للقاءات وزير الخارجية المصري في بيروت اليوم استثناء واضح لاي لقاء مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ووزير الخارجية شربل وهبة كما أستثني من البرنامج أي لقاء مع حزب الله أو أي شخصية محسوبة عليه.

وبحسب "الراي" حتى الساعة، لم يبرز ما يجعل أوساطاً واسعة الاطلاع تخرج من دائرة محاذرة رسْمِ أي آفاق تفاؤلية حيال المسعى البارز، الذي تضطلع به القاهرة في سياق الحضّ على إنهاء المراوحةِ في الحلقة المدمّرة من الفراغ الحكومي، وهو المسعى الذي يزور وزير الخارجية المصري سامح شكري بيروت اليوم، في إطاره قبل أن تستكمل الجامعة العربية غداً، هذا المسار عبر الأمين العام المساعد السفير حسام زكي.

ويؤشر الوصول المرتقب لشكري إلى بيروت عبر باريس التي أشارت تقارير إلى أنه سيزورها مباشرةً قبل العاصمة اللبنانية، إلى أن ما سيحمله رئيس الديبلوماسية المصرية موفداً من الرئيس عبدالفتاح السيسي، سيكون منسَّقاً مع فرنسا التي ما زالت مبادرتُها التي تتمحور حول تشكيل حكومة اختصاصيين، «خُفّف» منسوب استقلاليتهم إلى مستوى غير الحزبيين ولا المُعادين للأحزاب، قائمةً رغم ارتباطِ بلوغِها الخواتيم الإيجابية بـ«أختام» إقليمية ليست في متناول الاليزيه.

وإذ تشير بعض المعطيات إلى أن القاهرة، لا تمانع أن تنطلق عربة حلّ الأزمة الحكومية من الأفكار التي طُرحت أخيراً وبدا رئيس البرلمان نبيه بري «عرّابها» على قاعدة تشكيلة من 24 وزيراً (عوض 18) على أن لا يكون لأي فريق فيها الثلث المعطّل، لم يكن ممكناً التدقيق في طبيعة الرسالة التي سينقلها شكري في ظلّ تقارير أشارت إلى أن مصر تَلقت عبر قنوات دولية أن الوقت نَفَدَ أمام اللبنانيين وأن مرحلة «التسامح» مع التعطيل المتمادي لعملية التأليف انتهتْ، وهو ما كان أشّر إليه بوضوح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف – لودريان، حين تحدّث عن وجوب تصعيد الضغوط على المعرقلين، الأمر الذي اعتُبر غمزاً من قناة عقوبات باتت قاب قوسين.

وبحسب "النهار" فانه فهم ان أسباب الانزعاج المصري من باسيل تعود الى ان الانطباع السائد لدى المصريين بان باسيل يقف وراء تعطيل الجهود الفرنسية المصرية المشتركة لتشكيل الحكومة، في ظل القلق من ان يؤدي الاستمرار في حالة الانهيار التي بلغتها البلاد الى تحقيق مصالح الفريق المعارض، بحيث يخدم الانهيار الحزب ويزيد من عزلة لبنان في محيطه. ولذا ستشكل الزيارة رسالة دعم قوي ومباشر للرئيس المكلف ولجهوده في تشكيل الحكومة، وهذا سيكون واضحاً من خلال اختيار شكري عقد مؤتمره الصحافي في ختام زيارته مساء في بيت الوسط .

الحكومة راوح مكانك: اما حكوميا فلا معطيات جديدة والاتصالات حتى الآن غائبة بأنتظار الأيام المقبلة وامكانية حصول أي خرق بعد متابعة فرنسا لهذا الملف ولاحظت مصادر مطلعة عبر "اللواء" أن الابتعاد عن أي مواقف متشنجة من شأنه أن يساهم في خلق مناخ يتيح الأخذ والرد في هذا الملف من أجل أي إشارة إيجابية.

ولاحظت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة، انه بعد عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى بيروت، بقيت ازمة التشكيل تراوح مكانها، ولم يترجم كلام رئيس الجمهورية ميشال عون في بكركي، بأنه ينتظر عودة الحريري من الخارج للمباشرة بحل الازمة والخروج من النفق المظلم الى الواقع، وبقيت كل وسائل التواصل بين بعبدا وبيت الوسط مقطوعة.وبدا وكأن ماقاله عون بمعايدة البطريرك بالفصح، كان للاستهلاك المحلي وبدافع التهرب من ملامة الناس، ولالقاء مسؤولية التأخر بتشكيل الحكومة على الحريري خلافا للواقع.

في المقابل، أشارت معلومات "النهار" إلى أنّ اللقاءات المزمع عقدها في فرنسا مسألة غير مؤكّدة ولا شيء نهائيا في شأنها بعد، كما ان لا معطى أو أرضيّة حقيقيّة تشير إلى تحضير لحصول أي لقاء محتمل بين الرئيس المكلف سعد الحريري وباسيل. وقد علمت "النهار" ان الرئيس سعد الحريري ابلغ  المسؤولين الفرنسيين فور تبلغه بالتفكير الفرنسي مجددا بدعوته الى زيارة باريس وتأمين عقد لقاء بينه وبين النائب باسيل وفقا لمسعى الموفد باتريك دوريل الذي لم تغادره هذه الفكرة منذ زيارته للبنان قبل ما يقارب الخمسة اشهر، ان الحكومة اللبنانية لا تتألف في فرنسا بل في القصر الجمهوري في لبنان، كما ان تاليفها يتم بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون ليس الا. كما نقلت "اللواء" عنه أنه ليس بوارد لقاء النائب باسيل، واللقاء معه لا يوصل إلى أية نتيجة، بل الحل في إعلان رئيس التيار الوطني الحر وفريقه التخلي عن الثلث المعطل، وهو الأمر الوحيد الذي يؤدي إلى تسهيل تأليف الحكومة.

وأكدت امس أوساط مسؤولة في تيار "المستقبل" لـ"النهار" أنّ "الكلام الذي يسوّقه البعض داخلياً في لبنان حول لقاء مزعوم بين الحريري وباسيل هو لذرّ الرماد في العيون وهدفه إظهار باسيل في موقع الاهتمام، في وقت لا مصلحة أو تأكيد أن لقاء كهذا سيساهم في تشكيل حكومة، بل ما يمكن أن يحمله أي لقاء مع باسيل هو الانعكاس السلبي على الحريري في شارعه، مع الاشارة إلى أن أيّ لقاء في إطار طبيعي بين رئيس حكومة ورئيس كتلة لبنانية ممكن بعد تشكيل الحكومة".

وفي سياق متصل، كشف مصدر سياسي مواكب للأفكار التي تم التداول فيها بين بيروت وباريس لإخراج تشكيل الحكومة اللبنانية من التأزُّم بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعكف حالياً على جوجلتها مع أعضاء فريقه المكلّف التواصل مع المكوّنات السياسية الرئيسية في لبنان؛ لتسهيل ولادتها على قاعدة التزام المعنيين بالمبادرة الفرنسية وابتداعه مجموعة من المقترحات يعمل على تسويقها لبنانياً ليدفع في اتجاه تخطي العقبات التي تصطدم بها الجهود الرامية لإنقاذ عملية التأليف، وأكد لـ"الشرق الأوسط"، بأنه تقرّر سحب عقد لقاء بين الحريري وباسيل برعاية ماكرون شخصياً من التداول على الأقل في المدى المنظور.

الى ذلك، اعتبرت مصادر نيابية بارزة في كتلة التنمية والتحرير لـ«اللواء» انه لا يمكن البناء على اي اتصالات اذا لم تصدر مراسيم تأليف الحكومة من القصر الجمهوري، والاطلاع على نوعية الشخصيات التي ستتضمنها الحكومة واذا ما كانت ستحظى بتفويض سياسي.

ورأت المصادر ان كفاءة الوزراء ليست هي المعيار الوحيد لنجاح الحكومة اذا لم يكن هناك قرار سياسي بدعمها من اجل القيام بالاصلاحات المطلوبة منها، واكبر دليل على ذلك كما تقول المصادر هي الحكومة المستقيلة والتي رغم انها كانت تضم عددا من الشخصيات الكفوءة كانت مكبلة سياسيا، وهي لم تستطع تسجيل انجازات بسبب عدم توفر القرار السياسي بدعمها، وتذكّر المصادر بالقرار الذي اتخذته الحكومة في مجلس الوزراء بالتصويت على موضوع الكهرباء وكيف تم التراجع عن هذه القرارات في الجلسة التالية، كذلك الامر بالنسبة لموقف الرئيس حسان دياب من موضوع التعيينات الذي تراجع عما كان اعلنه.

المرحلة تحتاج الى تنفيذ الاصلاحات: وشددت المصادر على ان المرحلة الراهنة بحاجة الى رئيس حكومة جريء يقوم بتنفيذ البرنامج المطلوب دوليا، ولكنها تعتبر في المقابل عدم حاجة الحكومة لصلاحيات استثنائية، باعتبار ان جميع القوانين الاصلاحية المطلوب القيام بها تم اقرارها من قبل المجلس النيابي وهي بانتظار التنفيذ، وترى ان المشكلة كانت دوما في تطبيقها من قبل الحكومات السابقة والتي تمنعت عن ذلك، ودعت المصادر الحكومة المقبلة الى الاعلان بشكل صريح التزامها بتطبيق كل القوانين الاصلاحية الصادرة عن المجلس النيابي، لا سيما ان الورقة الاصلاحية الفرنسية نصت في بندها الاول على ضرورة تطبيق قانون الكهرباء وتعيين هيئة ناظمة، وأسفت المصادر لرفض رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ووزراء التيار الذين تولوا من بعده وزارة الطاقة تطبيق القوانين الخاصة بالكهرباء بما فيها تعيين الهيئة الناظمة.

وتتساءل المصادر كيف لنا ان نطلب من المجتمع الدولي مساعدتنا دون اصلاح ثقوب سلتنا، وترى انه هناك امكانية لبدء تنفيذ الاصلاحات المطلوبة بشكل تدريجي وسلس.

الحكومة هذا الشهر: في هذه الاثناء، توقّع قطب نيابي بارز ان تولد الحكومة خلال الشهر الجاري «لأنّ البلاد ستمضي الى كارثة فعلية اذا استمر هذا الفراغ الحكومي، ولم تتوافر المعالجات الجديّة للانهيار الحاصل على كل المستويات». وقال هذا القطب لـ«الجمهورية»، انّ الاتصالات الجارية محلياً واقليمياً ودولياً نجحت في تحقيق التوافق الداخلي على المبادئ العامة للحكومة، وهي انّها ستتكوّن من 24 وزيراً على قاعدة 8-8-8 لا ثلث معطلاً فيها لأحد، على ان تكون حكومة اختصاصيين مطعمة بعناصر سياسية تكنوقراطية ايضاً.

واكّد القطب نفسه، انّ الاتصالات تتركّز حالياً على تذليل بعض العقبات حول تشكيلة الـ 8-8- 8 التي ابلغ الجميع موافقتهم عليها. ولم يستبعد القطب ان تنجح باريس في الاتصالات التي تجريها واللقاءات التي ستعقدها مع بعض القيادات السياسية لتسريع الولادة الحكومية، خصوصاً أنّها تريد استنقاذ مبادرتها التي تعرّضت لكثير من التعطيل، وانّ الايام المقبلة ستشهد مزيداً من الاتصالات والمشاورات الداخلية والخارجية لتوفير المناخات اللازمة لإصدار مراسيم تأليف الحكومة.

بري يبذل جهودا لتشكيل الحكومة: وتستبعد المصادر ان يكون عدد الوزراء هو العقبة في تشكيل الحكومة، وتؤكد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يبذل جهودا مستمرة من اجل فكفكة العقد وتشكيل الحكومة، وهو حذر مرات عدة من استمرار الوضع على ما هو عليه، ولكن تستغرب المصادر تعرض رئيس المجلس لهجوم مستمر من قبل التيار الوطني الحر في كل مرة يطلق فيها مبادرة معينة لايجاد الحلول، في الوقت الذي يقوم باسيل بخطوات استفزازية وهو سبب خراب البلد وتوتر علاقات لبنان مع اشقائه واصدقائه، كما انه يلعب دور الضحية ويعتبر نفسه شهيدا بسبب علاقته بـ«حزب الله» بوضعه على لائحة العقوبات، وهذا الامر يحرج الحزب بامكانية الضغط عليه لتسهيل ولادة الحكومة.

الدستور لا يتحدث عن المناصفة بين المسلمين والتيار الوطني: واشارت مصادر كتلة التنمية والتحرير الى ان هناك من يتشاطر باستمرار على الدستور الذي يتحدث عن المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وليس بين المسلمين والتيار الوطني الحر الذي ابلغ الرئيس الحريري عبر الرئيس عون انه لا يريد منح الحكومة ثقته، وتتساءل المصادر كيف يريد التيار المشاركة في الحكومة ووضع شروطه دون اعطائها الثقة. واعتبرت المصادر ان غلطة الرئيس الحريري الكبرى هي التسوية التي اجراها مع الرئيس عون رغم ان التاريخ يشهد على الفشل السياسي للاخير.

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o