Mar 29, 2021 12:46 PM
خاص

عبد اللهيان والسيادة المفقودة وأهمية الحياد!

المركزية- لم يتردد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمیرعبد اللهیان الجمعة الماضي، في اطلاق موقف مرتبط مباشرة بالشؤون السياسية الداخلية اللبنانية. الرجل قرر ببرودة اعصاب إبداء رأيه في المبادرة الانقاذية التي تبناها المجتمع الدولي بأسره لإخراج بيروت من مأزقها السياسي والاقتصادي، رافضا اياها من جذورها. فهو اتّهم أميركا وفرنسا ‏والسعودية باتباع سياسة "عدم وجود حكومة قوية" في لبنان، قائلا عبر تويتر، "تنتهج الـ ‏US‏ وفرنسا والسعودية ‏سياسة عدم وجود حكومة قوية والإنقسام وإضعاف المقاومة، وهي الوجه الثاني من تطبيع ‏العلاقات مع الكيان الصهيوني وإضعاف لبنان"، مضيفا "لا شك في أن مثلث المقاومة والجيش والحكومة اللبنانية هو الرابح الرئيسي. تدعم ‏إيران بقوة أمن لبنان واستقراره واقتصاده الديناميكي".‏ 

هذا الموقف ليس مستغربا من حيث المضمون، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية". ففيما لا يختلف اثنان على كون حزب الله هو الناطق باسم الجمهورية الاسلامية في لبنان، وقد انقلب امينه العام السيد حسن نصرالله الثلثاء على المبادرة الفرنسية، فإن المثير للعجب هو في "فجاجة" كلام عبد اللهيان، من حيث الشكل، اذ سمح لنفسه بانتقاد الطرح بشدة معتبرا ان هدفه الالتفاف على الحزب واضعافه، في كلام ستكون له بطبيعة الحال انعكاساته على مساعي التشكيل المتعثرة اصلا، حيث سيزيدها صعوبة وتعقيدا، نظرا الى ان الضاحية، ستتشدد اكثر في رفض المبادرة.

في المقابل، لم يمر كلام المسؤول الايراني مرور الكرام لدى الفريق الاقليمي الآخر. فيوم السبت، ردّ السفير السعودي وليد بخاري "بعنف" على اتهام المملكة باضعاف لبنان، قائلا "لوثة القوى الظلامية تقتات على إلقاء مسؤوليّة خياراتها السياسية على جهات خارجية هروباً من الفشل"، ومشددا في الوقت عينه، على "عروبة لبنان"، ومشيرا من المختارة الى "اننا نقف أمام مسؤولية تاريخية مشتركة لنؤكد أننا مع عروبة لبنان، ونحن كنّا وسنبقى عرَبًا مسيحيين ومسلمين". في بضع كلمات، قال بخاري الكثير، تتابع المصادر، حيث بدا يذكر بأن لبنان عربي ويجب الا يتحوّل فارسيا، وذلك في ظل الدفع المستمر للبلاد، من قِبل حزب الله، الى الحضن الايراني.

هذا المشهد ان دل الى شيء، وفق المصادر، فالى الحاجة الى تحصين "سيادة لبنان". فبعض الاطراف الخارجية بات يستسهل كثيرا إقحام نفسه في قضاياه. ايران ترسل الى حزب الله، السلاح والمال، تحت حجة المقاومة ومحاربة اسرائيل. وفي السياسة، لم تعد تكتفي بترك الحزب يتحرّك ويتصرّف، ولم تعد ترى لزوما لتكون هي "خلف الستارة"، بل باتت طهران تقول ما تريد، بالمباشر، جهارا، ومن دون الحاجة الى "وكلاء". وهذا الواقع، بطبيعة الحال، لا يعجب الدول العربية والخليجية، التي تُضطر الى الرد احيانا، فيما تبتعد عن لبنان – الدولة، دعما وحضورا وسياحة واستثمارات ومساعدات، أكثر، بينما هو في امس الحاجة الى وجود اشقائه الى جانبه.

لتفادي هذا الفُراق المؤلم الذي يدفع اللبنانيون، لا سواهم، ثمنَه، ولوضع حد لاعتبار بعض القوى الخارجية لبنان ساحةً تحت تصرّفه وحديقةً خلفية له، لا بد من العودة الى سياسة النأي بالنفس ولا مفر من الذهاب نحو خيار "تحييد" لبنان عن المحاور، ووقف عملية إقحامه في خندق مقابل آخر والتي تتغذى من السكوت عن تزويد فريقٍ اقليمي طرفا محليّا بالمال والعتاد، حتى أصبح هذا الطرف، أقوى من الدولة والشرعية... أليس هذا ما تنادي به بكركي وجزءٌ لا بأس به من الشارع المنتفض؟

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o