Mar 24, 2021 2:49 PM
خاص

"كورونا" أطاح ترامب وأنقذ نتنياهو
نادر: مسألتان تعنيان لبنان ايران وترسيم الحدود

المركزية - تتجه‎ ‎الأنظار‎ ‎نحو‎ ‎نتائج‎ ‎الانتخابات‎ ‎الرابعة‎ ‎للكنيست‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎لجهة‎ ‎المستقبل‎ ‎السياسي‎ ‎لرئيس الحكومة ‎بنيامين‎ ‎نتنياهو،‎ ‎الذي‎ ‎يخوض‎ ‎معركة‎ ‎وجوديّة‎ ‎يتوقف‎ ‎معها‎ ‎على‎ ‎فوزه‎ ‎مع‎ ‎حلفائه‎ ‎بنصاب‎ 61‎ نائباً‎ ‎اللازم‎ ‎لتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎بقاءه‎ ‎خارج‎ ‎السجن‎ ‎وليس‎ ‎فقط‎ ‎بقاءه‎ ‎في‎ ‎المشهد‎ ‎السياسي. ورغم أن نتائج الفرز الأولي للأصوات تميل لصالح تشكيل نتنياهو حكومة جديدة، إلا أن مفاجآت قد تحدث. ويترقب الإسرائيليون استمرار فرز الأصوات مع التغير المستمر لأعداد المقاعد للكتل المختلفة، فيما من المتوقع أن تعلن لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية النتائج الرسمية خلال اليومين القادمين. فكيف ستنعكس نتائجها على المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً؟ 

مدير مركز المشرق للدراسات الدكتور سامي نادر قال لـ"المركزية": "هناك ملاحظات يجب اخذها في الاعتبار، أولاً ان المجتمع السياسي في اسرائيل انحرف نحو اليمين، وحتى الخطاب السياسي والحملة الانتخابية في الداخل الاسرائيلي اصبحت الى اليمين، في حين ان اليسار شبه اختفى وبالتالي فإن الخيارات اليمينية تؤثر بشكل كبير على المنطقة وعلى عملية السلام خاصة على الصراع العربي - الفلسطيني. وثانياً، صحيح ان هناك نوعاً من انتكاسة لنتنياهو الذي كثُر أعداؤه في الداخل ولكنه استطاع الاستفادة من تفتت الجبهة المعارضة له، والنظام النسبي المعتمد ساعد على ذلك، وبالتالي من الممكن ان يعود ويتمكن من تشكيل حكومة. علينا ان ننتظر نتائج الانتخابات النهائية كي نرى هل سيتمكن نتنياهو ام يائير لابيد ام شخصية اخرى من تشكيل التحالف".  

أضاف: "رغم انتكاسته الشخصية ومواجهته اكثر من ثلاث دعاوى في ملفات فساد، ما زال نتنياهو محافظاً على حدّ ادنى معين يستطيع الاتكال عليه، مستفيدا من امرين: انهيار اليسار وتفتت الجبهة المعارضة في وجهه، ونسبة الحاصل الذي بلغ 3,5 في المئة. ولا شك ايضا ان هناك عاملين اساسيين ساهما بإبقائه شكلا العناوين الاساسية للحملة الانتخابية شبه الباهتة لأنها رابع انتخابات في غضون سنتين، وهما: لقاح كورونا واتفاقيات السلام. صحيح ان "كورونا" اطاحت الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب لكنها أعطت انتصاراً لنتنياهو، وهنا يجوز التشبيه كونهما كانا شريكين. وبالتالي بالرغم من اخفاق رئيس الوزراء الاسرائيلي في إدارة الوباء حيث تم تسجيل عدد كبير من الوفيات، إلا أنه احسن ادارة ملف اللقاح واصبحت اسرائيل البلد الاول في نسبة تلقيح شعبها. ثانيا، حاول نتنياهو البناء على اتفاق ابراهيم او اتفاقيات السلام المعقودة مع الدول العربية، واستثمار هذا الملف اكثر مما هو مفروض. لكنه لم يُحدِث اي اختراق على المستوى السياسي بالنسبة للصراع العربي - الفلسطيني ولم يُسجل انجازات اقتصادية كبيرة، وبالتالي اذا نظرنا الى المشهد العام، نرى ان لا شيء تغيّر ولم نشهد تغييرا جذريا في المعادلة السياسية القائمة. اليوم هو باق وسيتمكن من تشكيل حكومة، ربما بصعوبة، لأن هناك تعادلا".  

وتابع نادر: "بناء عليه، من الممكن توقع استمرار السياسة القائمة، اي سياسة المواجهة مع ايران ورفض توقيع الاتفاق النووي، والدفع باتجاه ضغوطات قصوى، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى استكمال وتفعيل التقارب الذي حصل مع الدول العربية واعتقد ان نتنياهو ارتاح. ربما كان يتوقع انتصارا اكبر ولكن لم تتم اطاحته. فالاطاحة كان بإمكانها تغيير شيء ما في المعادلة وفي مسار الامور. لكنني اعتقد ان هناك استمرارا للامور على حالها اكان على المستوى السياسي تجاه ايران او الانفتاح واتفاق السلام وما سوف يتبعه مع العرب، وسنرى المنطقة سائرة بسرعتين مختلفتين: وتيرة اتفاق السلام ومحور ابو ظبي – اسرائيل من جهة، ومن جهة ثانية محور الصراع القائم مع ايران. تبقى مواضيع اخرى متعلقة بتركيا وادوارها والتي ستتأثر طبعا". 

بالنسبة للبنان، قال نادر: "سيكون استكمال، لأن لبنان جزء من الملف الايراني، وهو معني بمسألتين اساسيتين، الاولى الصواريخ وما تعتبره اسرائيل تهديدات لأمنها، ونعني بذلك استحواذ ايران وحزب الله على الصواريخ، وهذا سيأتي ضمن الاتفاق المكمل للاتفاق النووي الذي يطالب به الطرف الاوروبي الذي كان من اول المطالبين به والذي اصبح اليوم الطلب الاول لدى الولايات المتحدة الاميركية، التي اعلنت انها لن تعود الى الاتفاق النووي كما كان مبرما عام 2015 انما تريد اتفاقا مكملا له يشمل الصواريخ الباليستية وأنشطة ايران في المنطقة، وهنا يدخل لبنان ضمن انشطة ايران في المنطقة. والمسألة الثانية ملف الغاز في شرق المتوسط بما فيه مسألة ترسيم الحدود وهو استمرار للنهج السابق". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o