Mar 22, 2021 7:36 PM
خاص

تعليقا على كلام الحريري من القصر: السخط المفتعل لا يأتي بالحكومة وحذار اللعب بالأمن الاجتماعي للبنانيين

سئلت مصادر مسؤولة عن تعليقها على ما أدلى به اليوم الرئيس المكلف سعد الحريري اثر لقائه برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فقالت: بكل أسف إستمعنا الى دولة الرئيس المكلّف ساخطا، متخطيا الأصول والقواعد الكلامية وإحترام المقام حيث تكلّم. 
أضافت: اللبنانيون على يقين أن السخط المفتعل والنبرة المصطنعة والإنفعال المُفترَى لا تأتي بالحكومة المنتظرة. والأهم أنها لن تفلح في حجب العجز عن التأليف، ولا الفشل في تأمين الحد الأدنى من التوافق على مسوّدة حكومية، تراعي ثلاثية الخلاص: الميثاقية والتوازن والاختصاص.
حسناً فعل الرئيس المكلّف بأن عرض أمام الرأي العام المسوّدة التي قدّمها في كانون الاول ٢٠٢٠، فجنّبنا حرج الإفصاح عن نمط غير سوي في التعاطي شاب محاولات التشكيل منذ اليوم الأول للتكليف. ولأن الرئاسة ضنينة بكرامة مقام رئاسة الحكومة، فهي لن تكشف محاضر المداولات المزدوجة والأفكار المزدوجة والمتناقضة، وكلام الليل الذي يمحوه النهار، بل ستحتفظ بها في سجل التاريخ، حرصاً وضنّاً. 
وتابعت المصادر المسؤولة: نكتفي بدعوة اللبنانيين الى إلقاء نظرة على مسودة الرئيس المكلف التي كسفها بنفسه، فيكتشفون بلا عناء فقدانها أبسط مقومات قيام الحكومة. هي اولا تفتقد للميثاقية بإصراره على تسمية الوزراء المسيحيين، ولم يرتض لهم ما إرتضاه للمكونات المسلمة. هي ثانيا تنسف التوازن، لأنه على سبيل المثال قرّر جمع الحقائب ذات الطابع الأمني في شخصه الكريم، ربما لتوجّسه من محاسبة ما على أفعال مضت وقضت. هي ثالثا تقضي على مبدأ الإختصاص، من رأسها غير الإختصاصي، الى مجموعة من الوزارات الرئيسية. فأي إختصاصي هذا القادر على جمع الخارجية بالزراعة، الشؤون الإجتماعية بالبيئة، الصناعة بالمهجرين، الشباب والرياضة بالإعلام، التنمية الإدارية بالسياحة؟ هي رابعا تحمل بذور تفجّر داخلي وستسقط حتى قبل مثولها أمام مجلس النواب طلبا للثقة. فالرئيس المكلف اعترف بنفسه بأنه لم يتشاور مع كل المكونات السياسية في المسودة المطروحة. ويكفي أنه إدعى سابقا أنه نال موافقة حزب الله على من سمّاهما محسوبين عليه، ليتبيّن لاحقا، وفقا لما  الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية في لقائهما الخميس، انه لم يتشاور مع الحزب في شأن الإسمين. 
وختمت المصادر المسؤولة: ظنّ الرئيس المكلف، يا للأسف، أن افتعال إشتباك طائفي، وهو ليس دأبه الأول، سينقذه من حكم اللبنانيين عليه بفعل أسره التكليف ٥ أشهر كاملةفيما هم يقتاتون كل يوم الخوف والقلق من المستقبل، وبفعل تحويله التكليف ورقة إبتزاز داخلي بإنتظار خارج ما. حذار ثم حذار اللعب بمستقبل اللبنانيين وبأمنهم الاجتماعي وبما أُبقي لهم من قوت. أما الباقي الوحيد المنتظر من دولته فأن يفك أسر التكليف، ويُخرج اللبنانيين من سجنهم الكبير. وسبق لرئيس الحمهورية أن حدّد الباقي الوحيد: أن بادر وشكّل، أو إفسح في المجال أمام كل قادر على التأليف.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o