Mar 19, 2021 3:45 PM
خاص

الكباش في اليمن على مأرب... لمن الغلبة؟
جابر: الحل السياسي آت والحوثيون لن يستسلموا

المركزية – حقق الحوثيون، المدعومون من ايران، تقدماً هاماً باتجاه مدينة مأرب آخر معقل للحكومة المعترف بها دوليا في شمال اليمن بعد سيطرتهم على جبل هيلان، أعلى مرتفع يطل على المدينة، اثر ساعات من القتال مع القوات الحكومية، وسط تحذيرات من أن مدينة مأرب باتت في خطر بعد سقوط جبل هيلان الاستراتيجي. 

ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي. ويرى المراقبون ان سيطرة الحوثيين على مأرب تعزز موقف ايران السياسي وموقعها على طاولة المفاوضات النووية، لكنها في المقابل تعني سقوط المشروع الغربي وإضعاف موقف السعودية وسحب ورقة مهمة من يدها في المفاوضات المقبلة وخسارتها الجولة امام ايران. فأين تكمن أهمية مأرب؟ 

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن الدكتور هشام جابر اوضح لـ"المركزية" ان مدينة مأرب تتمتع بكثافة سكانية وبأهمية اقتصادية وسياسية وجغرافية واستراتيجية، وإذا سقطت، سقط اليمن الشمالي بأسره بيد الحوثيين. لذلك تضع السعودية كل جهدها عسكرياً، هي التي لم تضع جهدها على ارض اليمن بالافراد وكانت دائماً تعتمد على القصف، تحاول اليوم بقدر الامكان منع سقوط مأرب، ليس هذا فقط، بل ان الدول الغربية ومنها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تعمل جاهدة لوقف اطلاق النار في مأرب وبالتالي تجنب سقوطها، لكنني لا اعتقد ان الحوثيين سيوقفون اطلاق النار، لأن الفريق الآخر، في هذه الحالة، سيعيد تنظيم صفوفه. لذلك، عسكريا ومنطقيا لن يقدموا على هذه الخطوة". 

واعتبر جابر "ان الضغط وتذرع الغرب بالوضع الانساني في مأرب وطلب وقف اطلاق النار، لن ينجح باعتقادي. لذلك، توجه امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريش بالنداء الى ايران وعبر وسطاء ومنهم عُمان للضغط عليها وإغرائها كي تضغط بدورها على الحوثيين من اجل وقف هجومهم على مأرب. لكن اليوم لا يمكن لمن يتقدم ميدانياً ويحرز انتصارات ان يتوقف ويعود الى الخلف ويسمح لغيره بتنظيم صفوفه"، لافتاً الى أن "سقوط مأرب له اهمية كبيرة ويعزز موقف الحوثيين، لأن اليمنيين سيجلسون في نهاية المطاف على طاولة المفاوضات، وعندما يكون اليمن الشمالي تقريبا تحت سيطرتهم، سيكون موقفهم قوياً، وبالتالي ايران تعزز موقفها على طاولة المفاوضات عبر الحوثيين، لكن الامر ليس له علاقة بالاتفاق النووي. قد تكون له علاقة غير مباشرة، لأن الاتفاق النووي له اهمية خاصة واسباب وقواعد، وتأتي اليمن ومأرب كواحدة من الاوراق التفاوضية، فالعراق مثلاً اهم بالنسبة للاميركيين. كما ان النفوذ الايراني توسّع في المنطقة كلها، كما تقول الولايات المتحدة، واليمن جزء منه". 

هل يتجه اليمن الى حل سياسي؟ اجاب جابر: "الحل السياسي آت بأسرع وقت لا محالة. فمنذ ست سنوات، عندما قال السعوديون انهم خلال اسابيع سيكونون في صنعاء، قلنا لهم ان هذا مستحيل، عودوا الى التاريخ والجغرافيا، فاليمن كانت عصية على الكثير من الغزوات. وبالتالي الحرب على اليمن كانت عبثية ولم تحقق المملكة العربية السعودية اي مكسب فيها لا على الارض ولا في الجنوب. الامارات حققت مكاسب في جنوب اليمن، لكن اين هي المكاسب التي حققتها السعودية، رغم انها خسرت الكثير من الاموال والجنود والضباط، حتى انها خسرت سياسياً. واليوم الرئيس الاميركي جو بايدن يعلم السعودية انه يريد ان يحل ازمة اليمن نهائيا وسلمياً. اعتقد انه كان الأجدى بالسعودية اعتماد الاستراتيجية التي تعلمناها من الاميركيين، والتي تقول بأن في حال اثبتت استراتيجية الدخول في الحرب فشلها - وقد أثبتت ذلك بالفعل في اول ستة اشهر من حرب اليمن – يجب اعتماد استراتيجية الخروج من الحرب او ما يسمى بـ exit strategy بأقل خسائر ممكنة واكثر مكاسب سياسية، لكن السعودية للأسف لم تعتمدها. اليوم جاء بايدن يقول لها انه آن الاوان لذلك، وشجعها على اعتماد هذه الاستراتيجية للخروج من حرب اليمن، واعتقد ان السعودية في هذا الصدد، لأنها تعبت من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومن مصاريفه ولم تحقق اي مكاسب لا استراتيجية ولا عسكرية، على عكس الامارات التي تمكنت من تحقيق مكاسب معينة وتسيطر الى حد كبير على جنوب اليمن وعلى جزيرة سقطرى".  

وختم جابر: "اما من جهة الحوثيين، فهم يقولون بأنهم يريدون السلام في اليمن اي الحل السياسي، لكنهم لا يريدون الاستسلام والفرق كبير بين السلام والاستسلام".  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o