Mar 16, 2021 12:17 PM
خاص

تل ابيب بين الضغط الدبلوماسي والعسكري للجم ايران!

المركزية- يبدأ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي اليوم، جولة أوروبية تشمل فرنسا وألمانيا والنمسا، لحشد دعم قادة جيوش هذه الدول ضد البرنامج النووي الإيراني. وينضم كوخافي في جولته الأوروبية الى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الذي سيلتقي مع رؤساء الدول الثلاث، بينما يجتمع كوخافي مع قادة جيوش هذه الدول ومسؤوليها العسكريين. وستتضمن مناقشات ريفلين وكوخافي مع نظرائهم، "النوويَ الإيراني"، وكذلك قوة "حزب الله" المتصاعدة(...) ويتضمّن برنامج جولة الرّجلين، اجتماعَ عمل للرئيس الإسرائيلي مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، على أن يلتقي كوخافي مع زملائه الألمان. وفي اليوم التالي، سيتوجه ريفلين وكوخافي إلى فيينا، حيث سيعقد ريفلين اجتماعا سياسيا مع رئيس النمسا ألكسندر فان دير بلان، ومن المتوقع أن يتحدث الاثنان في حفل تأبين لضحايا الهولوكوست. ثم يتوجه الرئيس الإسرائيلي ورئيس الأركان إلى باريس، حيث يعقد ريفلين اجتماعا سياسيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بينما يلتقي كوخافي بقادة عسكريين فرنسيين.

همّ التمدد الايراني في المنطقة، سيحتلّ الحيز الاكبر من محادثات المسؤولَين العبريين، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". فتوسّعُ الجمهورية الاسلامية عبر أذرعها العسكرية، نحو سوريا ولبنان، يشكّل مصدر قلق للكيان العبري الذي يخشى ايضا ايَ اتفاق نووي جديد لا يفرض على طهران التقيد، وبصرامة، بوقف تطوير الاسلحة والصواريخ البالستية وتخصيب اليورانيوم... هذه الجولة تأتي على وقع مواقف لافتة اطلقها وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس منذ ساعات، قال فيها "إن إيران تشكل خطرًا عالميًا على استقرار المنطقة، وتمثل تحديًا لدولة إسرائيل". واذ شدد على ان "خيار الحرب يجب أن يكون الأخير، ولكنه يجب أن يكون دائما جاهزا"، اضاف "نحن مستعدون لكل السيناريوهات على الجبهة الشمالية وننصح لبنان بعدم اختبارنا".

في موازاة هذه النبرة التهديدية، تم استهداف باخرة ايرانية في المتوسط الاربعاء. وقد وجّهت وزارة الخارجية الإيرانية، امس "أصابع الاتهام إلى إسرائيل باستهداف السفينة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحفي "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة للدفاع عن أنفسنا إذا تأكد ضلوع أي طرف في الحادثة"، مضيفا "إسرائيل تعتاش على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وسلوكها العدائي يعزز فرضية مسؤوليتها عن استهداف السفينة".

هذه المعطيات، "السياسية" و"الميدانية"، تؤكد وفق المصادر، ان تل ابيب تحشد قواها ضد طهران. على الصعيد الاول اي السياسي، تريد اتفاقا نوويا يلجم ايران وتريد ان تضمن ان يلعب الاوروبيون دورا في هذا الاتجاه. اما على الارض، وفي حال واصلت الجمهورية الاسلامية، استفزازاتها وأصرّت على تثبيت ارجلها على مرمى حجر من الكيان العبري، على حدوده الشمالية، فإن تل ابيب قد لا تكتفي بعد اليوم، بالضربات الموضعية التي تنفذها في سوريا، بل تبدو عازمة على الذهاب أبعد، نحو خيارات أكثر ايلاما وحزما. ومع ان المصادر تشير الى ان هذا الملف يلعب دورا كبيرا في البازار الانتخابي الاسرائيلي عشية الاستحقاق المرتقب خلال اسابيع، وقد يكون التصعيد "الكلامي" او العسكري المحدود، المعطوف الى التشاور المكثف مع الحلفاء، الهدف منه شدّ العصب وصرف هذا المسار كلّه في صناديق الاقتراع، فإنها تعتبر ان ذلك لا يحجب حقيقة اننا متجهون نحو مرحلة تكثيف الضغوط الدولية على ايران وأذرعها، لالزامها بوقف توتير امن المنطقة واستقرارها، وإلا فإن العقوبات ستبقى والحصار سيستمر والمفاوضات مع واشنطن، لن تأتي، تختم المصادر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o