Mar 13, 2021 9:42 AM
مقالات

الكويت تحرّرت فمتى لبنان؟

كتب عوني الكعكي: منذ عدة أيام، احتفلت دولة الكويت والشعب الكويتي بمرور 32 عاماً على التحرير... والحمدلله أنّ غزو العراق للكويت لم يدم طويلاً، إذ غزاها الرئيس صدّام حسين وحوّل 100 ألف عسكري عراقي لغزوها بدل تحويل هذا الجيش الى إسرائيل.
المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز لم يهن عليه بأن يحتل الرئيس صدّام الكويت، فأرسل ابنه الأمير محمد بن فهد، أمير «الشرقية» ليرافق الأمير المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد ورئيس الوزراء الشيخ سعد العبدالله ووزير الخارجية وشقيق الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي كان يعتبر أقدم وزير خارجية في العالم، والذي أصبح أميراً للدولة بعد وفاة شقيقه.
تحرّرت الكويت، وهنا لا بد من أن نذكر القيادة الحكيمة الكويتية التي انتقلت الى «الطائف»، وعملت على إدارة الدولة من المملكة، حيث قام كل من ولي العهد ورئيس الحكومة الشيخ سعد ووزير الخارجية المرحوم الشيخ صباح الأحمد الصباح بأكثر من جولة الى دول العالم من أجل تحرير الكويت.
العالم كله وقف مع الكويت لأنّ الكويت دولة مسالمة، وحكامها على علاقات ممتازة مع جميع دول العالم، وشعبها من أنجح شعوب العالم، ومنهم أهم رجال أعمال وتجار في العالم كله.
وإن كنا نتذكر فلا بد من أن نتذكر المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي اتصل بالرئيس الاميركي بوش وقال له: «إنّ خزائن المملكة المالية مفتوحة لجميع مصاريف تحرير الكويت».
وقال المغفور له الملك فهد: «أريد تحرير الكويت مهما كلّف ذلك».. وهذا ما دفع أميركا لإرسال 500 ألف عسكري من قوات التحالف الى السعودية لتحرير الكويت. وللتاريخ اضطرت المملكة أن تستدين من البنوك السعودية وذلك لأوّل مرّة في تاريخها من أجل تحقيق هذه الغاية.
الحمدلله تحرّرت الكويت، ولكن وبمناسبة عيد التحرير أتوجّه الى أمير الكويت الشيخ نوّاف الأحمد الصباح، وإلى رئيس الوزراء وإلى حكومة الكويت وشعبها العظيم بتهنئة قلبية.
أمّا بالنسبة للبنان، فأنا أقول دائماً: لا يمكن لأي حالة شاذة أن تستمر آجلاً أو عاجلاً سوف يتحرّر لبنان.
وهنا أستذكر أنّ الفلسطينيين حكموا قسماً من لبنان منذ عام 1969 لغاية الإحتلال الاسرائيلي في صيف 1982 في 5 حزيران، وهكذا ذهب حكم المقاومة الفلسطينية.
ومنذ عام 1975 وبعد «مؤتمر الرياض» وتشكيل قوة عسكرية عربية لمساعدة لبنان على الإستقرار، دخل الجيش السوري وبقي حاكماً منذ ذلك الوقت وحتى يوم انسحابه بطريقة مذلّة عام 2005 أي بعد 30 سنة من حكم لبنان، وكان اللبنانيون قد فقدوا الأمل في التحرير. وقبله إنتهينا عام 2000 من انسحاب إسرائيل من لبنان. وهذه هي المرة الأولى في التاريخ تنسحب فيها إسرائيل بعد احتلال دولة عربية حتى بدون اتفاق... وكان ذلك بفضل الشعب اللبناني كله: المسيحي قبل المسلم، وبفضل «الحزب العظيم» الذي لا يمكننا إلاّ أن نعترف بفضله بالتحرير، ولكن بعد ذلك لا يزال «الحزب» يحكم ويتحكّم بلبنان وللأسف متعدّياً على الدولة. وها نحن نقولها وبكل ثقة إنّ هذا الوضع الشاذ لا يمكن أن يستمر والفرج أصبح قريباً إن شاء الله.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o