السفير عيسى الى التقاعد بعد 5 ايام...من يشغل الموقع من الـ"هاشمين"؟

المركزية- بعد خمسة ايام، وفي 15 الجاري تحديدا، يحال سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى الى التقاعد، ليشغر احد اهم المناصب الدبلوماسية اللبنانية في الخارج. اكثر من اشكالية تواجه ملء الموقع البالغ الحساسية المفترض ان يواكب الادارة الاميركية الجديدة. لا تشكيلات دبلوماسية ولا مناقلات منذ حزيران 2019، حين كان من المفترض أن تجريها وزارة الخارجية والمغتربين، الا انها عُرقلت لاسباب مختلفة، منها السياسي المتصل بعدم حماسة اي من القوى لاجرائها ودخول الملف حلبة التجاذب والمحاصصة حتى داخل "الخارجية" ومديريها، بحسب السيناريو اللبناني المعهود، ومنها المرتبط بعدم رغبة بعض الدبلوماسيين بالعودة من البعثات في الخارج إلى بيروت، معطوفة على حزم الازمات السياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية التي ما عادت تتيح مكانا  للملفات غير الرئيسية الملحة، على رغم انتهاء مدة خدمات دبلوماسيين كثر وشغور مواقع مهمة. 

المنصب الدبلوماسي في واشنطن، بما يتسم به من اهمية في المرحلة الراهنة، يقع بدوره ضمن دائرة التجاذب، ولو ليس بتعيين سفير بل بشغله من جانب القائم بالاعمال، بحسب ما توضح مصادر مطلعة على الملف لـ"المركزية"، ذلك ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يرغب بأن يتولى المهمة القائم بالاعمال في سفارة الكويت هادي هاشم الذي سعى بقوة في حقبة ما قبل فرض العقوبات الاميركية عليه الى تثبيته في واشنطن، غير ان الرياح لم تجر بحسب ما تشته سفنه آنذاك، اضف، ان عقبة اخرى تواجهه راهنا تتمثل بوجود القائم بالاعمال في واشنطن نسيبه وائل هاشم الاكثر استحقاقا لشغل الموقع، الامر الذي قد يتسبب باشكاليات داخل الفريق السياسي نفسه.

المصادر تقول ان حتى الساعة لا بوادر لتوجه هادي هاشم الى واشنطن موفدا بمهمة ، نسبة للعقبات والاشكاليات الدبلوماسية التي تعترض هذا المسار، والمنطق القاضي بتسلم وائل هاشم الموقع، غير ان الايام الخمسة الفاصلة عن بلوغ السفير عيسى سن التقاعد قد تخلق " ما لا تعلمون" والتجاوزات السياسية المباحة في بيروت، وفي عالم الدبلوماسية تحديدا حيث استنسابية التعاطي تتسيّد المنطق، ورفض سفير ايران محمد جلال فيروزانيا الحضور الى الخارجية بعدما استدعاه الوزير شربل وهبه خير دليل، قد تنتقل هي ذاتها الى واشنطن، اذا لم تصدح اصوات القوى السياسية المتجاذبة في ملف المناقلات، رافضة ومنتقدة.