Mar 10, 2021 12:30 PM
خاص

باريس وموسكو تعدّان الارضية المناسبة "خليجيا" لإحياء "النووي"

المركزية- بدأ وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف امس جولة خليجية تشمل الإمارات والسعودية وقطر. وبينما تتصدر قضايا التعاون الاقتصادي والاستثماري والطاقة ومواجهة كورونا والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن ولبنان  واستقرار منطقة الخليج، جدولَ أعمال محادثاته، تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية" ان الاتفاق النووي الايراني وإحياءه، سيحضر ايضا في جانب لا بأس منه من مشاورات الدبلوماسي الروسي.

بحسب المصادر، يمكن القول ان موسكو، تنشط، الى جانب باريس، على خط تحضير الارضية اللازمة لاعادة إنعاش الاتفاق، والذي سيُتوّج بعودة الولايات المتحدة اليه. وتوضح ان الكرملين قرر العمل، في خط مواز للجهود التي يبذلها الفرنسيون، على إعداد المناخات الملائمة لذلك. وبعد ان كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اقترح ان تنضم السعودية والدول الخليجية الى التفاهم الذي ابرم عام 2016، بما يبدد هواجسها، تلفت المصادر الى ان روسيا بدورها، تؤيد خيار تطمين دول مجلس التعاون الى ان الاتفاق لن يعزز النفوذ الايراني في المنطقة ولن يتهدد امن الخليجيين، بل على العكس، وهي تقترح للغاية عقد مؤتمر يُخصّص للبحث مطولا في مسألة تعزيز استقرار هذه البقعة الجغرافية من العالم.

وفي خانة تأكيد هذه المعطيات، صبّت مواقف لافروف – الذي وصل الى السعودية اليوم - من ابو ظبي، حيث رأى، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان "أن المقترح الروسي، عقد مؤتمر أمن الخليج، قد يصبح ساحة لمناقشة الاتفاق النووي الإيراني، قائلاً "بالعودة إلى الأسئلة التي تُطرَح على خلفية استئناف العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة، بما فيها تلك الأسئلة المطروحة كشروط مسبقة لإيران، وأقصد الصواريخ والسياسات في المنطقة، فنحن على قناعة بأن المؤتمر الذي ندعو إلى عقده حول الأمن في الخليج سيُنشأ، بالطبع، وفق مبادئ الاحترام والمصالح المتبادلة، وعلى أساس التكافؤ وضرورة المضي قدماً نحو حلول وسط ترضي جميع الأطراف، ويمكننا أن نناقش في مثل هذا المؤتمر أي مشكلات ومواضع قلق بين الطرفين". ودعا لافروف إلى وضع خطوات متزامنة تقوم بها طهران وواشنطن للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، مضيفاً  "من أجل تسوية هذه المسألة الملحّة، نعتبر أنه يمكن وضع خطوات متزامنة حسب المرحلة يجب أن يتخذها الإيرانيون والولايات المتحدة. لذلك، إذا كنا سنعاند الآن من يجب أن يعود أولاً إلى الوفاء بالتزاماته، فستستمر المساومة إلى ما لا نهاية".

يمكن القول اذا ان اكثر من مسعى دولي يسير اليوم، على خط ارساء تهدئة دائمة وثابتة في الشرق الاوسط. غير ان هذه الجهود والمبادرات تبدو كلّها، ضبابية النتائج والمصير، كون شد الحبال لا يزال في أشده بين واشنطن وطهران. الاولى تمد اليد بحذر وتطلب عودة الايرانيين الى بنود الاتفاق النووي أوّلا، فيما الثانية تتشدد وتشترط للجلوس إلى طاولة المفاوضات أن تبادر واشنطن إلى الغاء العقوبات. ومع انها تستبعد استمرار هذه المواجهة الى ما لا نهاية، ويرجّح ان تُفضّ في اعقاب ظهور نتائج الانتخابات الايرانية خلال اسابيع، تشير المصادر الى ان الوقت المستقطع يستخدم اليوم لتأمين اوسع اجماع اقليمي ودولي على الاتفاق في صيغته الجديدة التي ستبصر النور، بما يكتب له عمرا اطول من ذلك الذي كتب لسلفه والذي لم يدم لاكثر من عامين، مع انسحاب ادارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب منه عام 2018، تختم المصادر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o