Mar 02, 2021 6:26 AM
صحف

لا جديد سياسياً... وترحيل الحكومة الى الصيف المقبل!

يؤكد مطلعون على خفايا الملف الحكومي وما يحيط به من ألغاز، ومشاعر سلبية، وحقد متبادل، ونفور سياسي ما بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري لـ"الجمهورية"، "أنّ تأليف الحكومة اصبح خارج سياق التوقع في هذه المرحلة، ويخشى ان يكون قد رحّل الى الصيف المقبل على اقل تقدير".

ترحيل الحكومة الى الصيف المقبل، وربما الى ما أبعد من الصيف، يقاربه أحد المعنيين بحركة الوساطات، كنتيجة طبيعية لفشل كل المبادرات الخارجية وكذلك الجهود الداخلية في كسر الحاجز الفاصل بين الرئيسين عون والحريري. والمدعّم بعدم رغبة أي منهما في كسره والاتقاء على مساحة مشتركة تفضي الى تشكيل حكومة.

على انّ اللافت للانتباه ما خلصت اليه الشخصية العاملة على خط الوساطة، وفيه انه بعدما استنفدت كل السبل التي يمكن ان تقود الرئيسين عون والحريري الى عقد تفاهم بينهما يفضي الى تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن، فإنّ هناك خشية كبرى من ان يبقى لبنان في ظل وضع شاذ حكومياً الى أمد بعيد جداً. وتقول: عندما بدأ الخلاف يظهر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، سَرت مقولة افادت بأنّ هذا الخلاف مرده الى محاولة التأني في تشكيل الحكومة لأنها الحكومة التي تتشكل وتستمر حتى نهاية العهد، ولكن مع ما هو سائد على خط الرئيسين، فثمة مقولة اقوى وسارية في عمق المشهد السياسي كالنار في الهشيم، وثمة من بين المراجع السياسية من هو مقتنع بها، ومفادها أنّ ثمة قراراً خفيّاً بعدم تأليف حكومة من الآن وحتى نهاية العهد.

من جهتها، أشارت "الانباء الالكترونية" الى ان لا جديد سياسيًا إلى درجة يكاد الجمود يقتل فيها كل حركة على مستوى التفكير بتأليف الحكومة. فصاحب قرار تعطيل التأليف همّه البحث عما يستر به وجهه بعد انكشافه شعبياً وسياسياً، خصوصاً بعد أن عرّى البطريرك الماروني بشارة الراعي هذا الفريق، في وقت تنشط فيه الوساطات بين بكركي وحارة حريك بهدف تنظيم الخلاف بين الطرفين خاصة بعد اليوم الشعبي الذي شهده الصرح البطريركي.

في ظل تداول معلومات عن زيارة قريبة لوفد من حزب الله الى بكركي للقاء البطريرك الراعي ورأب الصدع، فإن المساعي التي يقوم بها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم لم تنجح بعد في إحداث أي خرق على خط بعبدا - بيت الوسط لإعادة وصل ما انقطع بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري لتشكيل الحكومة العالقة بفعل إصرار رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر على الثلث المعطل.

مصادر مطلعة كشفت عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية أن أوساط بعبدا وميرنا الشالوحي لا تزال على الإصرار على مطالبة الرئيس المكلف بالتراجع عن شرط العدد والنوع، لأنهم يرفضون حكومة "الثلاث ستات" كما يعارضون ان يكون الوزراء من الاختصاصيين بحجة ان رئيس الحكومة ليس اختصاصيا، ويصرون على الضغط على الحريري ليبادر هو ويتصل بعون لتحديد موعد جديد لمناقشة ملف التأليف، ولكن ليس من النقطة التي انتهى بها الاجتماع الأخير بينهما، الذي كان وصل الى أفق مسدود.

في المقابل، ردت أوساط بيت الوسط بالإعلان عن تمسك الحريري بموقفه وعدم التراجع عنه، وعندما يرى الرئيس عون ان حكومة المهمة ستكون بالصيغة التي تقدم بها الرئيس المكلف حينها هو مستعد للذهاب الى بعبدا، ولم يعد لديه أي شيء أكثر من ذلك بعد تعطيل استمر لأربعة أشهر وأكثر، وكل ما يمكن أن يقدمه الحريري لعون قبوله بتبديل أسماء الوزراء المسيحيين المحسوبين عليه، وما عدا ذلك فإن التشكيلة الحكومية جاهزة وهي بانتظار صدور مراسيمها.

وأشارت أوساط بيت الوسط إلى ان موقف الحريري يتناغم مع موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أعلن قبل أسبوع ان لا ثلث معطل لأحد، وبضرورة الإفراج عن الحكومة لأن الوضع في لبنان بلغ أقصى درجات الخطورة وصراخ الناس يجب ان يتقدم على المطالب الشخصية.

وذكرت مصادر رسمية، بحسب "اللواء"، ان أي بحث في تدوير الزويا والتوصل إلى توافق ما، لا يمكن ان يتم من دون لقاء بين ‏الرئيسين عون وسعد الحريري، وهو الأمر الذي لم يتم الاتفاق عليه بعد لعقد لقاء بينهما،إذ ليس في الافق ما يشير الى ‏نيّة الحريري بزيارة بعبدا‎.‎

وينقل عن قياديين في التيار الوطني الحر، امتعاضهم من عدم مبادرة حكومة تصريف الأعمال إلى الاجتماع، في ‏خطوة لملء الفراغ، الناجم عن عدم ولادة حكومة جديدة‎.‎

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o