Feb 27, 2021 6:10 AM
صحف

بكركي ترفع صوتها شعبياً اليوم... والتأييد ليس موجّها ضدّ أحد

مع الحشد المرتقب في الصرح البطريركي في بكركي اليوم تعبيراً عن التأييد الشعبي لمواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الداعية إلى حماية لبنان الدولة والكيان، في ظل الأزمة التي باتت تهدد وجوده وهويته ودوره في الشرق والعالم، فإن الواقع المحلي المأزوم يزداد تعقيداً مع غياب أي بوادر إيجابية توحي بتغيير ما، يضاف ذلك إلى تعقيدات دولية على أكثر من صعيد.

وإلى المواقف المحلية التي تتلاقى على ضرورة تأمين مظلة تقي لبنان من خطر التفكك، وبالتالي الاستفادة من الإهتمام الدولي الذي يبرز من خلال دور الفاتيكان، كما فرنسا، إلى الدور الروسي، والمصري، والإماراتي، فإن معلومات لجريدة "الأنباء" الالكترونية ذكرت أن مسؤولين في هذه الدول يستمرون في التواصل مع المسؤولين اللبنانيين بحثاً عن حل للأزمة.

ولا تخفي مصادر متابعة عبر "الأنباء" الالكترونية إنزعاج الراعي من تصرفات التيار الوطني الحرّ ورئيسه جبران باسيل الذي حاول الإلتفاف على مبادرة البطريرك بإرسال رسالة إلى الفاتيكان يطلب في مضمونها "حماية المسيحيين"، بينما بكركي تنطلق من ثوابتها التاريخية في حماية لبنان والكيان بمسيحييه ومسلميه، وهو يقول إنه يعمل على تكريس ثلاثة ثوابت، الدستور والطائف والمناصفة.

وقد حاول باسيل ترميم العلاقة مع البطريرك بعد الرسالة التي أرسلها إلى الفاتيكان، وذلك ليس من باب الاستدراك بل بعد ان وصلته أجوبة من مصادر متعددة بأن ما يطرحه البطريرك يحصل بناء على توجيهات من الفاتيكان، وبالتالي فإن اللعبة التي يحاول باسيل استخدامها لا تنفع.

وفي مقابل التحرك الذي يطلقه الراعي، يحاول حزب الله تخفيف وهجه عبر التركيز على الحوار الداخلي، بدون الحاجة إلى إدخال قوى دولية على خط الأزمة اللبنانية، إلا أن كل الوقائع السياسية تشير الى أن لا حلّ للبنان بدون مؤتمر دولي تحضره كل القوى الدولية المعنية والمؤثرة بالملف اللبناني.

ولهذا يجد باسيل نفسه محرجاً أمام هذه التطورات، فهو لم ينجح بجعلها مذهبية أو طائفية أولاً، وهو غير قادر على مواكبتها ثانياً لأنه لا يريد إستفزاز حزب الله أو إزعاجه، ولا يريد خسارة ما تبقى له من شعبية مسيحية ثالثاً، ولا يزال يبحث عن صيغة للإلتفاف على كل الحركة التي تحلق حول الراعي عبر محاولة اللعب على أكثر من حبل. وتكشف المعلومات أن باسيل حاول ترتيب مواعيد له في فرنسا للقاء المسؤولين هناك، إلا أنه لم يكن هناك أي حماسة لذلك، خاصة أن باريس تحمّله مسؤولية التعطيل.

وفي السياق، لفت عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشا في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أن حزب القوات اللبنانية غير مشارك رسمياً بالتحرك باتجاه بكركي، وأن مشاركة القوات ستكون شعبية.

كما لفت قاطيشا إلى أن التحرك باتجاه بكركي يؤشر أولاً إلى أن غالبية اللبنانيين تؤيد طرحات البطريرك، وثانياً إلى احترام هذا الموقع باعتبار أنه يدافع عن الكيان اللبناني ولا يعمل في السياسة. وأضاف: "سبب عدم مشاركة القوات رسمياً هو أن الدعوة موجهة من المجتمع المدني، ومشاركتنا تأتي ضمن المجتمع المدني، وذلك كي لا يقال إن حزب القوات هو من دعا الى هذا التحرك".

وشدد قاطيشا على أن "رمزية التحرك تؤكد على التمسك بخيارات البطريركية"، داعياً الجميع إلى "المشاركة والالتفاف حول موقف البطريرك، لأنه الخيار الوحيد الذي يؤدي الى انقاذ الكيان من براثن المحورية والممانعة، التي أوصلته الى مكان غير مكانه التاريخي، وضرورة ان يعود لبنان الى المنظومة العربية والدولية".

واعتبر قاطيشا ان "الطرف الآخر الممانع لم يترك خيارات أمام اللبنانيين حيث أخذ لبنان إلى مكان آخر من دون أخذ رأي أحد في لبنان".

من جهة أخرى، أفادت "نداء الوطن" الى ان بالشكل والمضمون، ستشكل المحجة السيادية إلى بكركي اليوم رسالة مفصلية فاصلة بين زمنين، الأول زمن إقامة الدولة الجبرية تحت سطوة الدويلات والمحاور، والثاني زمن بناء الدولة الحرة المتحررة من هذه السطوة ومن كل السلبية على حياة اللبنانيين بأمنهم واقتصادهم ومعيشتهم وعلاقاتهم العربية والدولية. ولأنّ الاجتماع في باحة الصرح سيكون منزوع الولاءات الطائفية ليشمل سياديين من كل الطوائف والمناطق، طامحين إلى إخراج البلد من قبضة المنظومة التي عاثت هدراً وفساداً في خزينة الدولة وأمعنت في رهن مصير اللبنانيين بمطامح سياسية ومطامع خارجية تزيد في قهرهم وإفقارهم، فإنّ البطريرك الراعي سيعبّر في كلمته عن اقتناعه بأنّ الأوضاع السياسية والوصايات والتدخلات الدولية المتلاحقة لعبت الدور الأكبر في ما آلت إليه الأوضاع من انهيار شامل، ومن هنا لا بد للتغيير أن يبدأ من تموضع لبنان وتكريس حياده ليصل حكماً إلى الإقتصاد وإصلاح مالية الدولة.

ولن تكون الكلمة التي سيلقيها الراعي أمام الجماهير، حسب معلومات “نداء الوطن”، إلا إستكمالاً للمسار الذي يسلكه منذ تموز الماضي، فهو سيؤكّد على أهمية الحياد وتطبيق الدستور وإنقاذ الدولة وإعادة هيبتها بشتى الوسائل، وسيتوجّه إلى المجتمع الدولي طالباً منه تحمّل مسؤولياته في إنقاذ لبنان بعدما فشل المسؤولون فيه في إنجاز هذه المهمّة.

أما "النهار" فرأت ان حتى لو لم يكن الجمهور المنتظر في باحات بكركي اليوم من مشارب سياسية وحزبية واجتماعية مختلفة قد لا تكون كلها مؤيدة لحكومة مماثلة لتلك التي طرحها الرئيس المكلف سعد الحريري، فان ذلك لا يحجب ان الاصطفاف وراء بكركي يعكس أيضا اتجاهات غالبة للتخلص من سياسات التعطيل المتمادية. الامر الثاني البارز يتمثل في الرد الواضح المباشر على الانتقادات والهجمات التي طاولت بكركي من قيادات "ممانعة" في مقدمها "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله في موضوع المؤتمر الدولي حاليا وقبله في موضوع الحياد، الامر الذي ينسحب على بعض المسؤولين الدينيين مثل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان الذي يتفرغ للهجمات على بكركي. الامر الثالث البارز يتصل برسالة بالغة السلبية ضد العهد و"التيار الوطني الحر" الذي سيكون غائبا عن الحشد وتحسب للدلالات التي تمسه بزيارة استباقية لبكركي لم تكف لحجب واقع الاحراج الذي سيعيشه العهد وتياره جراء هذا الحدث ومن خلال تحالفه مع "حزب الله" واعتراف احد أركانه بيار رفول بأن الرئيس عون و"التيار الوطني الحر" منخرطان في المحور “الممانع” ومن ثم تراجعه امس عن ذلك مبررا ذلك بانه كان "موقفه الشخصي".

بدورها، أشارت "الجمهورية" الى ان يُنتظر ان تشكّل بكركي اليوم، مقصداً لتحرّك شعبي، دعماً لمواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ولمطالبته التي اطلقها الى الحياد وعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان.  وفي السياق، قالت مصادر كنسية لـ"الجمهورية": "انّ التأييد الشعبي الذي يجري التعبير عنه، ليس موجّهاً ضدّ أحد، انما هو تأييد لمواقف البطريرك". 

ولفتت المصادر، الى انّ البطريرك الراعي، عندما يطلب الدعم الخارجي، هو لا يطلب هذا الدعم ضدّ أحد في الداخل، وانما هو يطلبه من أجل كل لبنان، لأنّ الثقة بالداخل اصبحت ضعيفة، واسباب الخلافات اصبحت كبيرة جداً، وبعد الفراغات المتكرّرة والعجز الشامل الذي يدفع البلد واللبنانيون أثماناً غالية نتيجتهما، كان لا بدّ للبطريرك الراعي ان يكون لديه مسار وطني وسياسي على مستوى المخاطر الكبرى التي تهدّد الكيان. 

عن مشاركة الاحزاب: وأكدت مصادر مطّلعة قيام القوات بحشد غير مسبوق في المناطق التي تحظى فيها بتأييد شعبي. وأشار مسؤول جهاز التواصل والإعلام في القوات شارل جبور لصحيفة "الأخبار" إلى أن الحزب لم يدعُ إلى التظاهرة بل الدعوة أتت من مجموعات مؤيّدة لموقف البطريرك.

وقال جبور أنه "لم نوجّه دعوة رسمية للمحازبين ولم نفعل خلاف ذلك، فالمشاركة القواتية ستكون تلقائية انطلاقاً من علاقتنا القوية ببكركي على أن الحلّ الرئيسي الذي نطرحه هو الانتخابات النيابية المبكرة لكنّنا نلتقي مع الراعي على الأسباب الموجبة للجوء إلى المرجعيّة الدوليّة لتطبيق الدستور".

في المقابل أشارت الكتائب إلى مشروع القانون المقدّم باسمها في ما خصّ الحياد والتمسّك بالقرارات الدوليّة، وترى أنّ الحزب يلتقي والراعي على هذه الطروحات الوطنية. وكشفت المصادر لـ " الأخبار" أننا "لم ندعُ إلى المشاركة رسمياً لكن كتائبيّين كثراً سيتوجهون إلى بكركي حتماً".

من جهة أخرى، أعلن النائب سيزار أبي خليل أن "التيار لم يبلغ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عن المشاركة في التظاهرة ولم يكن موضوعنا، وقد أخبرنا البطريرك أن التحرك لاحزبي"، عندما قام وفد من التيار الوطني الحر بزيارة بكركي أول من أمس. 

وأشار أبي خليل في حديث لصحيفة "الأخبار" إلى أن سبب الزيارة هو التواصل الطبيعي مع بكركي وقد استغليناها لتبديد الإشاعات وفبركات المصطادين في الماء العكر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o