Feb 26, 2021 1:40 PM
خاص

العلاقات الاميركية – السعودية في زمن بايدن:
واشنطن تطمئن الرياض ازاء نفوذ ايران..وتتعاطى معها بحزم "انسانيا"

المركزية- في تواصل مباشر هو الاول من نوعه بين الجانبين، أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس. وأضافت الوكالة "بحث الجانبان خلال الاتصال العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، واستعرضا أوجه التعاون في شأن التحديات الإقليمية والدولية".

اما واشنطن، فاشارت الى ان بلينكن، بحث في اتصال هاتفي مع نظيره السعودي، عددا من القضايا المشتركة، أبرزها ملف حقوق الإنسان في المملكة. وقال المتحدث باسم الوزارة، نيد برايس، إن الطرفين ناقشا أهمية التقدم السعودي في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك الإصلاحات القضائية والقانونية، فضلا عن الجهود المشتركة لتعزيز الدفاعات السعودية، بحسب وزارة الخارجية الأميركية. وأوضح برايس أن وزير الخارجية أعاد التأكيد على التزامه بالتعاون الأميركي السعودي من أجل إنهاء الحرب في اليمن، وعلى التنسيق الأمني الإقليمي، ومحاربة الإرهاب، إضافة الى التنمية الاقتصادية.

بحسب ما تقول اوساط دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذه المكالمة التي تأتي عقب اتصالين هاتفيين حصلا بين الرئيس الاميركي جو بايدن والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تضع عملية التنسيق العملي بين القوتين على السكة. الا ان العلاقات التي تجمعهما لن تكون بعد اليوم كما كانت ايام الرئيس الجمهوري دونالد ترامب. فالاخير، أعطى الاولوية للشبك مع الخليجيين ومدّ المملكة وحلفائها بالسلاح والعتاد لمواجهتها في معركتها مع ايران وتمدد نفوذ الاخيرة في المنطقة. وقد غضّ النظر عن الكثير من الملفات الجدلية في المملكة مبدّيا "تطويق" الجمهورية الاسلامية على كل القضايا الاخرى.

مع وصول بايدن، هذا التعاطي سيتبدّل، تتابع الاوساط. ففور انتخابه، جمّد دعم الحملة العسكرية الخليجية في اليمن، وعاود مد اليد الى الايرانيين لاحياء الاتفاق النووي. صحيح ان هذا المسار سيكون طويلا، وأن البيت الابيض يفرض شروطه للعودة الى التفاهم الدولي المذكور وللجلوس مجددا الى طاولة المفاوضات مع طهران، غير ان التهدئة في المنطقة ككل، باتت اولويته، لا المواجهة مع ايران.  

ازاء هذا الواقع الذي يقلق السعوديين، خاصة وان الحوثيين في اليمن -المدعومين من ايران- يواصلون استهداف المملكة في وتيرة شبه يومية، و قد اعترض التحالف العسكري اليوم، طائرة مسيرة ثانية محملة بالمتفجرات أطلقها الحوثيون، تسعى واشنطن الى طمأنة المملكة. فمنذ ساعات، اكد البيت الأبيض "اننا سنواصل العمل مع السعودية في ضوء تهديدات تواجهها"، كما انه يحرص على اطلاع الرياض على رؤيته للنووي وعلى شروطه لاحيائه وأبرزها تقليم اظافر ايران وأذرعها ومنعها من تصدير الثورة والصواريخ الباليستية وتخصيب اليورانيوم، غير ان الادارة الاميركية الجديدة في المقابل، حازمة مع المملكة ايضا. فبالتزامن مع تواصل بلينكن – بن فرحان، كثر الحديث عن تقرير أمني حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، تعتزم الولايات المتحدة الكشف عنه قريبا، وقد قال البيت الابيض امس "ملتزمون بإعادة ضبط العلاقة مع المملكة مع بقاء خيار المساءلة".

على اي حال، تقول الاوساط ان بايدن غير مستعجل وسيجري اتصالات واسعة مع كل الشركاء الاقليميين قبل مفاوضة ايران، كما ان العرب يعتزمون التواصل مع الرئيس الاميركي الجديد بكلمة موحدة، وربما انتظر توحيدُ المقاربة البتَ في موضوع هوية امين عام الجامعة العربية، وعلى الارجح سيتم التجديد لاحمد ابو الغيط.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o