Feb 24, 2021 6:25 AM
صحف

لا جديد في ملف التشكيل..وحراك سعودي لتأليف حكومة تحقق تطلعات اللبنانيين

أبدت اوساط سياسية استهجانها للمراوحة المتواصلة في الملف الحكومي على وقع التحلل المستمر في الدولة، مشيرة الى انّ مبادرة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لم تتمكن من كسر الجمود، بل حاولت أن ترمي المسؤوليات على الآخرين عبر اقتراح إقرار الإصلاحات قبل تشكيل الحكومة، وكأنه اراد بذلك أن يسدد الكرة الى ملعب المجلس النيابي ورئيسه، في حين انّ هناك فصلاً بين الامرين. وبالتالي، فإنّ الربط بين الإصلاحات والحكومة هو مفتعل وغير مبرر.

ونبّهت الاوساط عبر "الجمهورية" الى انّ إمعان المعنيين في المكابرة والانفصال عن الواقع سيؤدي الى الانزلاق شيئاً فشيئاً نحو انهيار غير منظم، إذ بدلاً من ان نهبط الى الهاوية بنحوٍ متدرج يقلّل من حجم الاضرار ويسمح بالصعود منها مجدداً، يتعاظم الخوف من ان يصبح انهياراً فوضوياً، تكون كلفته هائلة ومعالجته شديدة التعقيد.

في بيت الوسط

وفي «بيت الوسط» لم يسجل للحريري العائد من ابو ظبي اي نشاط علني يتناول الازمة الحكومية. وتحدثت مصادره لـ»الجمهورية» عن «انّ الجمود ميزة المرحلة الحالية، وليس هناك اي منفذ الى اي مخرج للمأزق القائم».

واكدت اوساط قريبة من «بيت الوسط» لـ"الجمهورية" انّ الحريري متمسك بموقفه بتأليف حكومة من 18 وزيرا من الاختصاصيين غير الحزبيين وفق المبادرة الفرنسية، وانّ كل ما يطرح خلاف ذلك هو غير صحيح. واعتبرت «انّ ما تم ترويجه اخيراً هو «مشروع مشكلة» ولا يقدم اي حلول، وينم عن سوء نية».

ونفت المصادر نفسها حصول اي اتصال بين باريس و"بيت الوسط"، وقالت انّ الحديث عن اتصالات أجراها موفد الرئيس الفرنسي باتريك دوريل بالحريري هي «مجرد خبر خاطىء لا اساس له من الصحة».

تحرّك بخاري: والى ذلك، وفي اطار تحركه الديبلوماسي الناشط منذ عودته من الرياض أخيراً، إلتقى سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد بن عبدالله بخاري أمس في مقر إقامته في اليرزة، السفيرة الأميركية دوروثي شيا. وتوقفت مراجع ديبلوماسية وسياسية عند اللقاء وقالت لـ"الجمهورية" انه لقاء استثنائي في توقيته ومضمونه، فهو وإن جاء في اطار اللقاءات التي يعقدها بخاري فإنه يعطي حركته أبعاداً تتخطى اللقاءات التي اجراها مع بقية السفراء العرب والغربيين للتشاور في مختلف التطورات على الساحة اللبنانية، خصوصاً انهما دخلا في تفاصيل الازمة الحكومية في اعتبارهما من المهتمّين بالمقدار عينه بهذا الملف». وأكدت هذه المراجع انه سيكون لهذا اللقاء تتمة، وانّ بخاري وشيا اتفقا على التشاورالمتواصل في المرحلة المقبلة.

وفي غضون ذلك، افادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية انّ سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان التقى أمس نظيره السعودي فهد الرويلي «وتم التداول في تطورات العلاقات الثنائية والإقليمية إنطلاقاً من مكانة المملكة في منطقة الشرق الأوسط، وتأكيد علاقات الود والأخوة بين البلدين، وحرص المملكة على مواكبة جهود اللبنانيين في نهضة بلدهم ونموه في شتى المجالات».

توازيا، قالت اوساط سياسية لـ«اللواء» أن أي موقف دولي جديد من الملف الحكومي لم يتظهر وهناك تمنّ فقط بالإسراع في التأليف.

واشارت إلى أنه في الداخل لم يبرز معطى فوق العادة وكله معلق إلى حين دخول عامل جديد يحدث الخرق. وفهم من هذه الأوساط أنه حتى لو حصل لقاء جديد بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف فأنه سيكون كما غيره لجهة أن التقدم لن يتحقق موضحة أن الأفكار لا تزال متباعدة.

حكومياً، لم تسجل اي تحركات أو اتصالات باتجاه حلحلة ازمة تشكيل الحكومة الجديدة بعد عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت، فيما لوحظ حسب مصادر متابعة لعملية التشكيل ان المواقف التي أعلنها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، زادت في تعقيد مسار عملية تشكيل الحكومة في حين بدا واضحا إن التزام حزب الله سياسة الحياد بين بعبدا وبيت الوسط، يؤشر بوضوح الى ان استمرار تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة يتقاطع مع مصلحة الحزب بارجاء ولادة الحكومة العتيدة حاليا وتوظيفها في اطار الصفقه الجاري التفاوض حولها بين ايران والولايات المتحدة الأميركية حول الملف النووي، ما يعني ان موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، سيبقى مؤجلا لحين جلاء مصير المفاوضات المذكورة، وبالتالي سيبقى اي مسعى أو تحرك من أي جهة كانت بلا طائل ومحكوما بمصير هذه المفاوضات، في حين ان كل ما يقال عن زيارة محتملة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا في القريب العاجل لن يجدي نفعا اذا لم يتم التوصل الى تفاهم مسبق على جميع النقاط الخلافية، ويبدو ان هذا الامر غير متيسر بالوقت الحالي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o