Feb 12, 2021 4:33 PM
تحليل سياسي

الحريري يعضّ على جرح "الكذبة" ويزور بعبدا...لا تقدم وليتحملوا المسؤولية
عون يرد التشكيلة للرئيس المكلف: "الامور ما بتمشي هيك"
مصرف لبنان يفتح ابوابه لـ "الفاريز اند مارسال"...رد ايجابي على الاسئلة

المركزية- كل الامال التي عُلقت على نتائج الحراك الخارجي للرئيس المكلف سعد الحريري واجتماعه مع "رئيس المبادرة" ايمانويل ماكرون تلاشت دفعة واحدة اثر زيارته المفاجئة لقصر بعبدا متعاليا على "جرح" فيديو القصر الذي اتهمه فيه رئيس البلاد بالـ"كذاب" . ذلك ان المواقف التي اطلقها الحريري اثر الزيارة تكاد تكون الاكثر تشاؤمية في سبحة تصريحاته التي لطالما اتسمت بمسحة تفاؤل في اعقاب اجتماعاته الخمسة عشرة التي استبقت "الاهانة". كما ان البيان الرئاسي الذي اعقبها من بعبدا اكد المؤكد اولا لجهة عدم التنازل من خلال اشارته الى ان الحريري هو من طلب الموعد وثانيا بتوضيحه ان الحريري لم يأت بأي جديد.

وفي موازاة العقم التشكيلي الذي يقفل الباب على الانقاذ، بإقرار الخارج وقد جددت المفوضية الأوروبية، في بيان اليوم "أننا لا نستطيع دعم لبنان من دون حكومة قوية وقادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة"، فتح مصرف لبنان ابوابه امام شركة "ألفاريز ومارسال" للتدقيق من خلال رده إيجابيا على الأسئلة المطروحة من قبلها، شرط التزامها بالموجبات كافّة التي تفرضها عليها القوانين والمعايير منعا لتكرار واقعة تسريب قائمة المعلومات المقدمة من مصرف لبنان في احدى الصحف العالمية". 

الحريري في القصر: كان الحدث اليوم في قصر بعبدا الذي شهد زيارة لم تكن في الحسبان، قام بها الرئيس الحريري لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون. الا ان المواقف التي اعقبتها أكدت المؤكد لناحية ان لا تشكيل في المدى المنظور، وان الوساطات كلها، الفرنسية والخليجية والبابوية، لم تحقق اي تقدّم يذكر. فغداة عودته من باريس ولقائه الرئيس ماكرون، زار  الحريري قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية وعرض معه المستجدات المتعلقة بالملف الحكومي. وعلى الأثر ، صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بيان بدا لافتا فيه اشارته الى ان اللقاء جاء بطلب من الحريري، حيث قال "استقبل الرئيس عون الرئيس الحريري بطلب منه وتشاور معه في موضوع تشكيل الحكومة العتيدة بعد الجولات التي قام بها الرئيس الحريري الى الخارج، حيث تبين ان الرئيس المكلف لم يأت بأي جديد على الصعيد الحكومي". 

لا تقدّم: اما الحريري فتحدث بتشاؤم بعد اللقاء، وقال: بعد الزيارات التي قمت بها الى تركيا ومصر وخاصة خلال زيارتي الأخيرة لفرنسا حيث لمست حماسا لتشكيل الحكومة من خلال خارطة الطريق التي وضعها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والتي وافقنا عليها في قصر الصنوبر لإنقاذ لبنان ووقف التدهور وإعادة اعمار مرفأ بيروت، وكل ذلك جاهز. والمشكل اليوم انه لطالما، لا حكومة من الاختصاصيين غير التابعين لاحزاب سياسية، لا يمكننا القيام بهذه المهمة، واذا كان هناك من يعتقد انه اذا ضمت هذه الحكومة أعضاء سياسيين، فان المجتمع الدولي سيبدي انفتاحا حيالنا او سيعطينا ما نريده فنكون مخطئين، ومخطئ كل من يعتقد ذلك. الفكرة الأساسية هي تشكيل حكومة تضم وزراء اختصاصيين لا يستفزون أي فريق سياسي ويعملون فقط لانجاز المشروع المعروض امامهم.  تشاورت مع فخامة الرئيس وسأتابع التشاور، لم نحرز تقدما ولكني شرحت له أهمية الفرصة الذهبية المتاحة امامنا، لذا يجب علينا الإسراع في تشكيل هذه الحكومة وعلى كل فريق سياسي ان يتحمل مسؤولية مواقفة من الان وصاعدا. واكد ردا على سؤال ان "موقفي ثابت وواضح وهو حكومة من 18 وزيرا جميعهم من الاختصاصيين ولا ثلث معطلا فيها وهذا ما لن يتغير لدي". 

التشكيلة عينها!: وليس بعيدا، افيد ان الحريري عاد وقدّم لعون التشكيلة التي قدّمها سابقاً من دون تعديلات وبشكلٍ مطبوع ورئيس الجمهورية أعادها إلى الرئيس المكلف بعدما اطّلع عليها قائلاً "الأمور هيك ما بتمشي" وما يُريده عون هو وحدة المعايير وهذا يغيب عمّا قدّمه الحريري. واشارت "ام تي في" الى ان "فرنسا نصحت الحريري بزيارة عون لكسر الجليد".

أوروبا للتشكيل: وسط هذه الاجواء الملبدة، وفي انتظار ما سيقوله الحريري في كلمته الاحد في ذكرى استشهاد والده في الشأن الحكومي خصوصا والسياسي عموما، اعلنت المفوضية الأوروبية، في بيان اليوم "أننا لا نستطيع دعم لبنان من دون حكومة قوية وقادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة".

الحزب بريء: من جهته، برأ حزب الله ساحته من تهمة التعطيل، فأعلن رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد ابراهيم أمين السيد،ان  "الجميع يعلم حرص الحزب على تشكيل الحكومة وفي أسرع وقت ممكن"، رافضا "ربط عملية التأليف بالاتفاق النووي الإيراني"، واضعا ذلك "في إطار المبالغة"، معتبرا أن "الانتظار لا معنى له وهو يدلل الى فشل بعض السياسيين الراغبين برمي المسؤولية على الآخرين". ودعا اللبنانيين إلى "أن يحلوا مشاكلهم وألا ينتظروا الدول لتحقيق ذلك"، موضحا أن "حزب الله يحاول دوما تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء السياسيين". 

المركزي يتعاون: على صعيد آخر، وفيما تدور مواجهة باردة بين بعبدا ووزارة المال ومصرف لبنان حول التدقيق الجنائي، اعلن مصرف لبنان انه وفقاً للاصول القانونية قد ارسل كتابا الى وزير المالية يؤكد فيه إلتزامه بكامل أحكام القانون رقم 200 تاريخ 29/12/2020، وتعاونه مع شركة ألفاريز ومارسال إيجابيا بالنسبة للأسئلة المطروحة من قبلها. وشدد على ضرورة التزام الشركة المعنية بالموجبات كافّة التي تفرضها عليها القوانين ومعايير الـ General Data Protection Regulation (GDPR) على البيانات والمعلومات التي قد تستحصل عليها منعا من تكرار واقعة تسريب قائمة المعلومات المقدمة من قبل مصرف لبنان في احدى الصحف العالمية.

المصرف وكهرباء لبنان: الى ذلك، الاوضاع المعيشية والمالية تزداد صعوبة وحراجة، وتبدو البلاد تقترب من ازمة كهربائية جديدة بفعل نقص السيولة بالدولار. وفي السياق،  صدر عن مصرف لبنان بيان جاء فيه "ان مصرف لبنان الحريص على المصلحة العامة وعلى استمرارية عمل المرافق العامة وفي مقدمتها كهرباء لبنان وتأمين السلع الاساسية، يذكر بمراسلاته خلال الستة اشهر السابقة مع وزارة المالية المتعلقة بالوضع المالي العام لمصرف لبنان وضرورة ترشيد سياسة الدعم، وبما أنه ولاستمرار قيام مصرف لبنان بمهامه في هذه الأزمة الحادة والمنصوص عنها في المادة 70 من قانون النقد والتسليف المتعلقة بالمحافظة على النقد لتأمين نمو اقتصادي واجتماعي دائم، وبما أن مصرف لبنان يستخدم موجوداته المحدودة بالعملات الاجنبية بناء على مسؤوليته الوطنية، وعطفاً على طلبات شركة كهرباء لبنان والوزارات المعنية بالدعم، وطلبات المستوردين للمواد المدعومة، فإن مصرف لبنان قد ارسل كتاباً الى معالي وزير المالية في 12 شباط 2021 يفيد فيه الآتي بيانه: - ضرورة إعتماد خطّة فورية لترشيد الدعم مع تحديد الأولويات ومصادر تمويلها الامر الذي يدخل في صلب مهام الحكومة، وإبلاغ مصرف لبنان بها علماً أن أي تأخير في ذلك له تداعيات سلبية على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي. - ضرورة تحديد الاجراءات التي ستتخذها الحكومة لتأمين العملات الأجنبية اللازمة للمصاريف والمستوردات الأساسية. - يقترح مصرف لبنان على معالي وزير المالية بالتعاون مع معالي وزير الطاقة ومدير عام شركة الكهرباء وضع دراسة شاملة على كل العقود الموقعة من قبل شركة كهرباء لبنان تشرح فيها طريقة إختيار الشركات المتعاقدة والتأكد من عدم وجود وسائل بديلة لتخفيض التكاليف، وهذا ما كان قد اقترحه مصرف لبنان مرارا خلال اجتماعات الاشهر الماضية مع معالي وزير الطاقة وشركة الكهرباء، وعلى أن تكون هذه الدراسة علنية ومتوفرة للعموم لفسح أوسع مجال للمشاركة في هذه المسؤوليّة الوطنية. - ضرورة أن يكون هناك موافقة خطية على كل الفواتيرالمعروضة للدفع من شركة كهرباء لبنان وكافة الوزارات المعنية والمستوردين المعتمدين، من قبل مركزية واحدة تقررها الحكومة. على أن تحدد الحكومة الاولويات وتؤكد مع المركزية على احترام آلية الدفع المتفق عليها مع مصرف لبنان وتحمل مسؤولية كلفة الدعم بالعملات الاجنبية وأي هدر أو سوء استعمال ينتج عنها. وقد طلب مصرف لبنان من وزير المالية الإجابة بالسرعة الممكنة نظراً لحساسية الوضع الحالي وحفاظاً على استمرارية عمل المرافق الاساسية كافة".

اللقاحات غدا: صحيا، وفيما كورونا آخذ في الانتشار، أفادت وزارة الصحة العامة ان "اللقاح المضاد لكورونا سيصل الى لبنان غدا السبت وسيبدأ التلقيح للمستفيدين من الفئة الأولى من المرحلة 1- ألف يوم الأحد".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o