منصور خوري عن جان عبيد: رجل بدولة.. ودولة برجل

نعى نائب رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الفرنسيين (HALFA) منصور خوري النائب الراحل جان عبيد كاتبا: .

صغرت الألقاب أمام جان عبيد .
يكفي أن تذكر هذا الإسم حتى يعرف القاصي والدّاني أنك تتكلّم عن رجل من كبار رجالات لبنان في تاريخه المعاصر .
شخصيّة مرموقة رفيعة المستوى ،
تسمو بالقدّر والمقام .
رجل الدولة بإمتياز .
رجل السياسة الراقي والنبيل .
رجل الدبلوماسية الصامتة .
رجل القانون والمؤسسات .
رجل الإيمان بالله ، والولاء للوطن .
إنه الفقيه الحكيم .
العالم بخفايا الحكم وأهل السلطة .
نزيه ، عفيف ، نظيف الكفّ .
نذر نفسه وعمره في سبيل لبنان
ونصرة قضاياه وقضايا الناس والخدمة العامة .
هو العربي الأصيل ، الذي حمل قضيةالعرب الأولى الى كل المحافل الدولية .
ودافع عن مقدساتنا أينما حلّ في الأقطار الشقيقة والصديقة .
عنيد في تجذّره بمشّرقيّته .
مجاهر بعروبته ومجاهد فذّ لأمّته .
سيد الكلمة وأمير المنابر ،
بجرأته المعهودة بقول الحقيقة ،
وفصاحة خطابه ، وبلاغة تعابيره ،
المنتقاة بحرفية ملفتة ، ترسم أبعاد استراتيجيات لا يفكّ طلاسمها إلا من تمرّس في الشؤون الوطنية والدولية .
كبير في بني قومه .
داعية سلام ووئام ووفاق .
رجل الصلح  ومساعي الخير .
فضيلته أنه لم يطلب شيء لنفسه .
بل عمل بتفاني من أجل تقريب بين كل الفئات و تثبيت السلم في الصراع بين الأخوة .
رجل البرّ والمحبة والعطاء .
ساعي لخير الفرد والمجتمع .
صاحب الأيادي البيضاء .
ما بخل بالغالي والنفيس في سبيل إعلاء شأن لبنان وبخاصة الشمال .
عشق طرابلس وأهلها الأشراف .
وكان خير من مثّلها في الندوة البرلمانية ، نائباً عن كل ابنائها الشرفاء .
إنه رجل بدولة ، ودولة برجل .
خسرناه ، وخسرنا به الرجل الشهم المعطاء .
خسرناه في عزّ هذه الأيام العجاف ،
وما أحوجنا اليه بيننا اليوم .
من بين أهل المرؤة والشيم ،
ترجل الفارس الشجاع عن جواده ،
وارتاح من صخب هذه الدنيا ،
تاركاً لنا رصيداً كبيراً من محبة واحترام ، كل من عايشه ،
وكل من عرفه عن قرب .
إنها مسيرةً رسمها بخطوات جريئة ،
ومواقف مشرّفة ، ومحطات مجيدة .
كتب سيرة حياته بأحرف من ذهب ،
وسطّرها لأجيالنا على صفحات مضيئة ، علّنا ندرك أهميّة متابعة هذا الطراز من العمل الوطنيّ والإنساني .
رحل باكراً لكنه باقٍ أبد الدهر ،
في قلوب ووجدان كل عارفيه .
الى جنات الخلود بجانب العظماء الذين صنعوا مجد لبنان .