Feb 03, 2021 3:57 PM
اقتصاد

غجر يُطلع رئيس الجمهورية على نتائج المفاوضات حول النفط العراقي: لبنان لن يصل إلى العتمة

المركزية- طمأن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر اللبنانيين إلى أن "لبنان لن يصل إلى العتمة"، معلناً أن "وزارة الطاقة تعمل ليل نهار وبشفافية لتأمين حاجة السوق اللبنانية من الفيول".

كلام غجر جاء بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، حيث أطلعه على نتائج المفاوضات التي قام بها والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع الجانب العراقي لتأمين الفيول للبنان، والتي أفضت إلى قرار صدر عن مجلس الوزراء العراقي بتزويد لبنان بـ 500 ألف طن من الفيول الثقيل كمرحلة أولى.

كذلك بحثا في موضوع "الشحن الفوري" Spot cargo الذي تعتمده وزارة الطاقة حالياً لتأمين شحنات فورية من الفيول وبوفر نصف مليون دولار بكل شحنة.

غجر: وتحدث الوزير غجر بعد اللقاء، فقال: وضعنا الرئيس عون في اجواء المفاوضات التي نجريها مع العراق، إضافة الى موضوع الشحن الفوري "Spot cargo". وكما تعلمون يتم التداول كثيراً بأن لبنان ذاهب نحو العتمة، ولا يوجد محروقات بسبب انقطاع التوريد من "سوناتراك". لقد وضعنا دفتر شروط شفافاً، ومديرية النفط تضع مناقصات لشراء "spot cargo" لمصلحة كهرباء لبنان، وحصلنا على عروض بناءً على ذلك من شركات محلية وأجنبية، وتمكنّا من تحقيق وفر في حدود نصف مليون دولار بكل شحنة سعة 35 الف طن. أي أننا نشتري اليوم حوالى 4 شحنات في الشهر، ونوفر مليوني دولار في الفيول A  و Bوفي حال استطعنا الاستمرار في اعتماد هذه الطريقة نتمكّن من تحقيق زيادة في المنافسة وفي عدد الشركات التي من الممكن ان تشارك في هذه العملية، ونؤمّن سوق المحروقات لمؤسسة كهرباء لبنان بشكل منتظم.

وتابع: اتخذ مجلس الوزراء العراقي قراراً بتزويد لبنان بـ 500 ألف طن من الفيول الثقيل، كمرحلة اولى ولفترة سنة، إن الحكومة العراقية مشكورة على ذلك. زرنا أنا والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العراق للتفاوض في هذا الموضوع، وطلبنا كميات أكثر، ولكن اليوم ما تحقق وكمرحلة اولى يُعتبر جيداً، لأنه تم تأمين الفيول بشكل مستمر، وصحيح غير كافٍ، لكن بوجود "Spot cargo" يعتبر ذلك جيداً، خصوصاً أننا نتزوّد من العراق بكمية من الفيول، والذي هو كما تعلمون غير مطابق للمواصفات التي نعتمدها في لبنان، ولكننا قادرون على تحويله في العراق، أو إجراء عملية  "swap"، أي إحدى الشركات العراقية تستبدل هذا الفيول وتزوّد لبنان بفيول آخر وقفاً للمواصفات المعتمدة هنا، مع آلية دفع مؤجّلة، تكون لفترة ستة أشهر على الأقل بحسب القرار الصادر عن مجلس الوزراء العراقي. أما الآلية المعتمدة للدفع فهي ليست من اختصاص وزارة الطاقة. لقد تم التفاوض بخصوص هذه الاتفاقية ولكن طبعاً لم يتم التوقيع عليها بعد، وهذا ما وضعت بأجوائه فخامة الرئيس، ولدى التوقيع يتم البحث في آلية الدفع مع رئيس الحكومة.

وطمأن "في الدرجة الاولى اللبنانيين أننا لسنا ذاهبين الى العتمة ووزارة الطاقة لا تعمل للذهاب إلى العتمة، بل على العكس تعمل ليل نهار وبطريقة شفافة جداً لتأمين الفيول والكهرباء. والجميع يستطيع أن يطّلع على دفاتر الشروط المنشورة على المنصّة الإلكترونية لوزارة الطاقة، والشركات تستطيع ان تتأكد من ذلك وهي تقوم حكماً بذلك، وكل المفاوضات والإجراءات المطلوبة تتم الكترونيا "online" وليس بشكل مباشر. فتقديم المناقصات يكون إلكترونياً، كما الاطلاع على الاسعار، والمشاركة تكون عبر منصة "zoom" ويوضع محضر بذلك ويتم التلزيم".

وأكد غجر أن "لبنان لا يزال يتمتّع بسمعة مقبولة في السوق، وليس صحيحاً أن أحداً لا يريد التعامل معه. فهناك العديد من الشركات تتعامل مع لبنان وتقدّم أسعاراً جيدة. وكلما ندخل الى السوق أكثر وبمسؤولية أكبر، كلما نتمكّن من الحصول على اسعار مخفضة أكثر. وكما ذكرنا، لدينا وفر بقيمة نصف مليون دولار في الشحنة، وإذا تحمّلنا مخاطرة أكثر، ولدينا الامكانية للقيام بذلك بفضل الاتفاقية مع العراق، نحقق وفراً أكبر. فنصف مليون من الممكن ان تتحوّل الى مليون بكل شحنة، إضافة طبعاً الى وجود السوق الخاصة أي البنزين والمازوت للاسواق المحلية". وقال "كل ذلك نستطيع ان نقوم به وهذا ما يحتاج الى مزيد من الصبر، وعلى المواطنين ان يثقوا بأن الوزارة ليست نائمة، بل تعمل للمحافظة على الكهرباء في لبنان كما على سوق النفط".

وعن الـ"spot cargo"  أوضح غجر أن "عادةً تحصل المناقصة وفق عقد مدته سنة أو سنتين كي تزوّد الشركة المعنية وزارة الطاقة أو مديرية النفط أو المنشآت ببواخر شحنات على فترة سنة أو ستة أشهر. وعندما تجري هكذا مناقصة وبهذا الحجم، تأخذ الشركات احتياطات، ويكون السعر أعلى من العادة، ولكن في حال تخلفت الشركة عن التسليم، تكون لدينا ضمانات تسمح لنا بسحب العقد. ولكن في لبنان، لا نملك إمكانات لاعتماد هذه الطريقة، لأننا بلد متقلب اقتصادياً ومالياً، فنلجأ الى المناقصة ذاتها بدفتر الشروط ذاته ولكن على شحنة واحدة، وهذ الشحنة قد تنجح أو لا. ولأنها شحنة واحدة والمخاطرة أقل، يكون السعر، إجمالًا أقل، ومن المؤكد أقل من السعر المعتمد المبني على مناقصة على لعشر شحنات. أما المشكلة فيها، وما يتخوّف منه الناس دائماً عبر اعتماد هذه الطريقة، فهو الوصول الى العتمة، ولكننا نضع المناقصة على هذه الشحنة قبل موعد الحصول عليها بشهر لنتمكّن، في حال فشلها، من القيام بمناقصة أخرى على شحنة ثانية".

واشار الى ان "الاحتياطي الاستراتيجي في لبنان، وإذا كنا نريد تأمينه لفترة ستة أشهر، نحن بحاجة الى نصف مليار دولار لشراء الفيول المطلوب وتخزينه. فمن يموّل هذه العميلة؟ إذأ، تنفيذ هذه العملية غير قابل في بلد مثل لبنان حيث الاحتياطي يصل الى شهر أو شهرين فقط".

* * *

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o