Feb 01, 2021 5:13 PM
تحليل سياسي

حزب الله يبعث رسائله عبر بري: التعطيل من "عندياتنا" ولا للثلث المعطّل
اتصالات مفتوحة مع باريس...والرئاسة: عون يمارس حقه في تسمية الوزراء
المقاومة الاسلامية تسقط درون اسرائيلية ودعم بريطاني للجيش لمنع التهريب

المركزية- فيما السلطة السياسية تتخبط في صراع شديد لاتخاذ القرار بتمديد الاقفال العام الذي يؤتي نتائجه حتى الساعة، او عدمه وسط ارتفاع الصوت في الشارع رفضا لاستمرار حجر اللبنانيين من دون تأمين بديل مادي يبعد عنهم شبح العوز والجوع وارتفاع منسوب القلق من امكان تفلت الوضع الامني جراء تفشي رقعة المواجهات الشعبية مع القوى الامنية، تلوح في الافق السياسي ملامح حراك مزدوج بين الداخل والخارج ضغطا على القوى المعنية للافراج عن الحكومة. اكثر من اشارة صدرت في الساعات الاخيرة اوحت بهذا الحراك جاء ابرزها من عين التينة، بما تعني على مستوى "الثنائي الشيعي، التي صوّبت على قصر بعبدا بتهمة الثلث المعطل نافضة يدها من مطلب الحكومة السياسية والاصرار على حكومة الاختصاصيين من طبيعة "لا ضدك ولا معك"، بعدما كرّست حقها منذ زمن بحقيبة المال.

لكن رئاسة الجمهورية التي دأبت على الرد على اي اتهام سارعت الى رد الكرة الى الملعب الشيعي بالتأكيد "ان الرئيس عون الذي لم يطالب مطلقاً بالثلث المعطل، حريص في المقابل على ممارسة حقه في تسمية وزراء في الحكومة من ذوي الاختصاص والكفاءة". فهل باتت القوى السياسية كلها في مقلب وبعبدا في مقلب آخر، ام ان بيان عين التينة مجرد عامل ضغط لتليين الشروط الرئاسية بعدما دخل حزب الله وفرنسا على الخط مباشرة.

تحرك محلي وفرنسي؟: في الظاهر، لا يزال الجمود يسيطر حكوميا، لكن خلف الكواليس يبدو ان الاتصالات والوساطات تحركت مجددا للتقريب بين بعبدا وبيت الوسط، منها خارجي وفرنسي في شكل خاص غداة اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بنظيره الرئيس ميشال عون، اذ يتردد ان خط اتصال اضافيا فتح بين فرنسا وحزب الله للمساعدة في حل العقدة الحكومية، ومنها داخلي قيل ان حزب الله يضطلع به حيث تردد ان امينه العام السيد حسن نصرالله اتصل منذ ساعات برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل طالبا خفض سقف شروطه ومطمئنا اياه الى الثلث المعطل الذي يمكن ان يساهم وزير شيعي في تأمينه للفريق الرئاسي.. غير ان مصادر موثوق بها اكدت للـLBCI  انه لم يُعقد اي اجتماع ولم يجر اي اتصال بين نصرالله وباسيل في الايام الاخيرة في موضوع الحكومة.

التعطيل داخلي ولا للثلث: في الغضون، وفي موقف يعكس توجهات الثنائي الشيعي ، سجل كلام لافت لرئيس مجلس النواب نبيه بري نفى فيه ان يكون مصدر التعطيل الحكومي خارجيا، بل داخلي، رافضا ذهاب الثلث المعطل لاي فريق. فقد قال في بيان "بعد الذي حصل في طرابلس الفيحاء، وبعد بيان المرجعيات الروحيه ورفعهم الصوت مطالبين بإنقاذ البلد واللبنانيين، بدءا بتأليف حكومة اختصاصيين. وبعد ان كثر التساؤل لماذا يلوذ الرئيس بري بالصمت؟ ولا يقوم بأي تحرك كعادته ؟ يهمنا ان نتوجه الى الرأي العام ليكون على بينة من العائق بادئ ذي بدء". واوضح " ان العائق ليس من الخارج بل من "عندياتنا"، وطالما الإتفاق ان تكون الحكومة من إختصاصيين، وان لا ينتموا الى أحزاب أو حركات أو تيارات أو لإشخاص، بمعنى يكتفى بتسمية من هو "لا ضدك" و"لا معك"، فإن كتلة التنمية والتحرير، على سبيل المثال لا الحصر، إلتزمت بهذا المعيار فأقدمت على تسمية أسماء ليست لها وليست ضدها، هذا المبدأ يسري على الجميع من دون استثناء ، مثله مثل اختيار ذوي الاختصاص والكفاءة، كل هذا حتى لا تكون الحكومة تابعة لغير مصلحة لبنان العامة. فحري أن لا يجوز لأحد على الإطلاق الحصول على الثلث المعطل، وإلا لا قيمة للإختصاص ولا لوجود  شركاء ولا لوجود حكومة يثق بها الداخل والخارج، والحقيقة إنطلاقا من هذا الفهم تقدمت للفرقاء بمثل هذا الإقتراح كحل ينصف الجميع وأولهم لبنان وتعطل للأسف عند مقاربة الثلث المعطل". وسأل  "فهل نعقل ونتعظ؟  أو نبحث عن وطننا في مقابر التاريخ؟ ولن أيأس وسأتابع !" 

الرئاسة ترد: في الاعقاب، اكد الرئيس عون انه لم يطالب بالثلث المعطل لكنه يحرص على ممارسة حقه وذلك في بيان اصدره مكتبه الإعلامي جاء فيه: "تصرّ اوساط سياسية واعلامية على الترويج بأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يطالب بالحصول على الثلث المعطل في الحكومة العتيدة، ما ادى الى تأخير تشكيلها، وذلك على الرغم من البيانات والمواقف التي تؤكد عدم صحة مثل هذه الادعاءات والتي صدرت عن قصر بعبدا في تواريخ مختلفة، كان آخرها في 22 كانون الثاني الماضي.  حيال هذا التمادي في الترويج لمثل هذه الادعاءات، يذكّر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية مرة جديدة، ان الرئيس عون الذي لم يطالب مطلقاً بالثلث المعطل، حريص في المقابل على ممارسة حقه في تسمية وزراء في الحكومة من ذوي الاختصاص والكفاءة، يكونون موضع ثقة في الداخل والخارج، وذلك حفاظاً على الشراكة الوطنية من جهة، وعلى مصلحة لبنان العليا من جهة ثانية". 

 الحزب والتيار: في الاثناء، لفت عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار إلى أنه جرى اتصال بين الرئيس عون والرئيس ماكرون لكن لا اتصال بين الرئيس الفرنسي والرئيس المكلّف الحريري، مشيراً إلى أن ماكرون يريد المساهمة في حلّ الأزمة اللبنانية. وتابع "نسمع في الإعلام أن اللواء عباس ابراهيم يتحرك تجاه الملف الحكومي لكن لا معلومات لدي أمّا المشكلة فتكمن في تعطيل رئيس الجمهورية إحالة التشكيلة الحكومية إلى مجلس النواب للتصويت على الثقة". وأضاف " اذا كانت هناك ملاحظات لدى رئيس الجمهورية فالرئيس المكلّف جاهز لسماعها لكن ذلك لم يحصل".

اسقاط مسيرة: على صعيد آخر، تطور امني اتى من الحدود الجنوبية هذه المرة. فقد صدر عن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، البيان الآتي: أقدمت محلّقة تابعة للعدو الإسرائيلي من نوع "ماتريس - 100" معدلة اسرائيلياً، عند الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم الاثنين 1/2/2021، على خرق الأجواء اللبنانية داخل الخط الأزرق لمسافة 400 متر، حيث تصدى لها مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة وأسقطوها في محلة خربة شعيب في بلدة بليدا الحدودية جنوب لبنان. بدوره، اعلن الجيش الإسرائيلي سقوط طائرة مسيرة داخل الأراضي اللبنانية، مؤكدا ان لا خشية من تسرب للمعلومات.

دعم بريطاني: وسط هذه الاجواء، الدعم الخارجي للجيش مستمر. بعد التقدير الفرنسي له على لسان رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الجنرال فرانسوا لوكوانتر، السبت، تسلم الجيش اللبناني 100 آلية نقل خفيفة مصفحة مقدمة هبة من السلطات البريطانية في مرفأ بيروت بحضور كل من ممثل قائد الجيش العماد جوزف عون نائب رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن زياد نصر والقائم بأعمال السفارة البريطانية في بيروت السيد مارتن لونغدن. وشكر العميد نصر باسم قائد الجيش للسلطات البريطانية دعمها المستمر للمؤسسة العسكرية، مشيرا إلى أنه" سيتم توزيع الآليات على أفواج الحدود البرية لتنفيذ المهمات الاستطلاعية والأمنية." وفي السياق، أفاد مصدر معني "المركزية" أن هبة المملكة المتحدة تعدّ نقلة نوعية في هذا الاتجاه، إذ ان تجهيز الجيش بمركبات توصله إلى أماكن لم يكن بمقدور أفواج الحدود الوصول إليها، نظراً لطبيعتها الجغرافية الوعرة، يؤدي عملياً الى توقيف عمليات التهريب الكبيرة وفرملة حركة النقل غير الشرعية للأفراد والبضائع .  واكد ان المركبات التي تسلمها الجيش من نوع Land Rover RWMIK  تساهم بشكل فاعل وسريع في تطوير قدرات الجيش لا سيما أفواج الحدود الأربعة وهي خطوة سوف تحدث فرقاً كبيراً باتجاه احكام ضبط الحدود ومنع التهريب وتسلل الإرهاب.  وبحسب المصدر فإن الالتزام البريطاني تجاه دعم الجيش سيستمر في مجال تمكين المؤسسة العسكرية من تأمين مراقبة الحدود الشمالية الشرقية للبنان بشكل كامل والتي ما تزال دونها عراقيل، أبرزها ممرات القدم التي يتم عبرها تهريب البضائع والأشخاص والتي سوف تزيد المركبات المئة الممنوحة من قدرة الأفواج الأربعة على الوصول إليها وضبطها.

الاسر الاكثر حاجة: معيشيا، فيما الاوضاع الضاغطة حركت الشارع من جديد، أعلن عضوا تكتل "الجمهورية القوية" النائبان بيار بو عاصي وجورج عقيص، تقديم اقتراح قانون معجل مكرر بشأن "الدعم الموجه الى العائلات الأكثر حاجة بواسطة البطاقة التمويلية الالكترونية". وأعرب عقيص عن "أسفه لتقديم هكذا إقتراح، لأن بذلك إقرارا  بأن أكثرية الشعب اللبناني والعائلات اللبنانية أصبحت متعثرة أو تحت خط الفقر او في حالة فقر مدقع". وقال "نعم، نعلن عن هذا الاقتراح بكل أسف، لأننا نقر بأننا أصبحنا بحالة احتياج شديد للمساعدات الدولية، التي لا مجال من دونها لانتشال أكثرية الشعب اللبناني من جهنم الفقر وشياطين اليأس والجوع والعوز.

تفجير المرفأ: قضائيا، نفذ أهالي شهداء تفجير مرفأ بيروت وقفة احتجاجية قرب منزل القاضي فادي صوان وألقى المتحدث بإسم اللجنة كلمة أكد فيها على إصرار الأهالي معرفة حقيقة ما حصل والأسباب التي دفعته إلى الإعتكاف عند أول مطبّ سياسيّ. وطالب صوان بالمبادرة في الإعلان عن الاستدعاءات على ان تشمل رؤساء حكومات ووزراء وقادة أجهزة أمنية كي لا يُتّهم بالإستنسابية وقال:" نريد الرؤوس الكبيرة و"فهمك كفاية" ونريد أن نعرف الى أين وصلت التحقيقات". وكشف المتحدث عن الرسالة التي وجهتها اللجنة إلى القاضي صوان وفيها تأكيد من العائلات بدعمه "وأمهلناه 24 ساعة للرد علينا لكنه لم يكلّف نفسه حتى عناء الرد علينا لذلك نحن هنا اليوم على رغم خطر كورونا". 

الامن الغذائي: اما صحيا، وفي انتظار ما ستوصي به لجنة كورونا في شأن تمديد الاقفال العام من عدمه، حذرت نقابة مستوردي المواد الغذائي من "نقص في المخزون الغذائي الى نحو النصف، او أكثر، خصوصاً ان الفترة المطلوبة لإجراء الطلبيات الجديدة  لشراء المواد الغذائية ووصول هذه السلع من مصدرها الى لبنان تتطلب حوالي ثلاثة أشهر"، مناشدةً "المعنيين التنبّه الى هذه المخاطر"، ومطالبةً بـ "وضع خطة طارئة بالتعاون معها لتدارك هذا الوضع والحفاظ على أمن اللبنانيين الغذائي، أي استمرار وجود مخزون غذائي يكفي اللبنانيين لأكثر من ثلاثة أشهر".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o