Apr 28, 2018 8:23 AM
صحف

ملابسات مقتل نازح سوري

أوضحت مصادر عسكرية لبنانية ملابسات مقتل نازح سوري بعد مشاجرة تورط فيها عسكري لبناني «خارج الدوام»، مؤكدة توقيف المتورطين وبدء التحقيقات الرسمية مع المشتبه بهم، فيما رأى «الائتلاف السوري» المعارض أن ما حصل يشير إلى «تنامي ظاهرة العنصرية والتعرض للاجئين السوريين» في لبنان، معتبراً أنها «زادت بشكل مثير للقلق».
ودان «الائتلاف» ما وصفها بـ«جريمة الاعتداء الآثم الذي تعرض له اللاجئ السوري محمد عبد الجواد على يد عنصر من الجيش اللبناني، مما تسبب في وفاته داخل أحد المستشفيات» شرق لبنان.
وأوضحت مصادر عسكرية لبنانية أن «خلافاً وقع بين لاجئ سوري وبين أحد اللبنانيين المدنيين الذي كان برفقته شقيقه وهو عسكري وكان في مأذونية»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الخلاف تطور إلى إشكال وتضارب بين الأشخاص الـ3، ما أدى لنقل اللاجئ المصاب إلى المستشفى لكنه ما لبث أن فارق الحياة». وأكدت المصادر أن «العسكري الذي لم يكن في مهمة عسكرية، موقوف».
لكن «الائتلاف» عبر في بيان عن استغرابه من «عدم تسجيل السلطات اللبنانية أي تحقيق بالحوادث التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في لبنان»، لافتاً إلى أن «الجريمة الإرهابية» التي أدت لمقتل عبد الجواد «نتجت بعد أن توقف الشهيد، ويعمل سائق باص في روضة أطفال، لإنزال أحد الأطفال أمام منزله، مما دفع جندياً لبنانياً مع زميل له، إلى مهاجمته بالعصي إلى أن أغمى عليه، ثم توفي بسبب نزيف حاد».
وقال «الائتلاف» إن محمد عبد الجواد هو من أبناء منطقة القصير بريف حمص، لديه 8 أطفال، لجأ مع أطفاله وزوجته إلى لبنان، «بعد قتل إخوته الأربعة وتدمير منزله في مدينة القصير من قبل ميليشيا (حزب الله) الإرهابي والحرس الثوري الإيراني وقوات نظام الأسد ضمن حملة تدمير المدينة وتهجير أهلها في عام 2013».
وطالب «الائتلاف» في بيانه، الحكومة اللبنانية، بـ«تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه حماية اللاجئين والتحقيق في جرائم الاعتداء بحقهم، وإيقاع العقوبات اللازمة بحق مرتكبيها وفقاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان»، مشدداً على «ضرورة الاهتمام الجدي من قبل منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية، بالاعتداءات المتكررة على اللاجئين السوريين من قبل عناصر الجيش وقوى الأمن اللبنانية والميليشيات المنتشرة في لبنان، التي تعمل خارج سلطة القانون».
وتأتي تحذيرات «الائتلاف» في ظل سجالات مفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعي بين قسمين من اللبنانيين، الأول يؤيد ترحيل النازحين السوريين إلى بلادهم، بعدما باتوا بنظره «يشكلون خطراً على لبنان على المستويات كافة»، والثاني يستهجن بشدة طريقة التعاطي «العنصرية» مع اللاجئين، ويشدد على وجوب احترام معاناتهم وضمان عدم عودتهم إلى سوريا قبل التأكد من أن الظروف هناك آمنة بالكامل.
وكانت السجالات حول «العنصرية في التعامل مع اللاجئين» بدأت على مواقع التواصل الاجتماعي بعيد بث إحدى القنوات اللبنانية أغنية خلال برنامج كوميدي يسخر من ازدياد أعداد السوريين، وتقول الأغنية إن «اللبنانيين أصبحوا مغتربين في بلدهم»، بسبب اللجوء السوري، وإن السوريين «ينجبون كثيراً»، وباتوا ينافسون اللبنانيين على فرص العمل.
ولعل ما فاقم النقاش في هذا الملف، رفع لافتات مؤخراً في منطقة الأشرفية في العاصمة بيروت، مع صورة لرئيس الجمهورية الراحل بشير الجميل تتناول السوريين. وكتب على اللافتة الأولى: «حاول السوريون تقسيم لبنان فجاء اليوم من يقسّم بلادهم». أما على الثانية: «سيأتي يوم نقول فيه للسوري: اجمع أغراضك وكل ما سرقته وارحل». واستنكر عدد كبير من الناشطين ما قالوا إنه «استخدام لمعاناة السوريين المستمرة في الحملات الانتخابية»، قبل أيام من موعد الاستحقاق النيابي في السادس من مايو (أيار) المقبل.
وردّ النائب نديم الجميّل، في بيان أصدره، على ما سماهم «بعض المُضلِلين الذين انتقدوا تعليق لافتات من أقوال الرئيس بشير الجميل في ساحة ساسين بمناسبة ذكرى الانسحاب السوري من لبنان عام 2005»، قائلاً: «توضيحاً للّغط الحاصل حول اللافتات المرفوعة في ساحة ساسين، وهي من أقوال بشير أطلقها عام 1982، وكان يومها يوجّه كلامه إلى النظام السوري وليس إلى الشعب السوري»، مشدداً على أنه «في الأدبيات السياسية عندما نتكلم عن السوريين نعني النظام وليس الشعب السوري الذي يعاني منذ 2011 ما عانيناه نحن من قصف وتدمير لمدننا وقرانا على يد جيشه. فعندما يتكلم الرئيس ترمب عن الإيرانيين، فهو يعني تحديداً النظام وليس الشعب الإيراني».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o