Apr 27, 2018 7:56 AM
مقالات

أوروبا تطالب بضوابط صارمة للمال "الانتخابي"

أعلن نائب كبير المراقبين في بعثة الاتحاد الأوروبي للإشراف على الانتخابات النيابية جوزيه أنطونيو دي غابريال، أن مراقبة الحملات الانتخابية ستتم دراستها بالتوازي مع "الحق في سرية الاقتراع" ودراسة ضوابط أكثر صرامة في لبنان، حول استخدام المال في السياسة. واكد دي غابريال لـ"الشرق الأوسط" أن "الضوابط، إذا ما طُبقت بجدية ستساعد على إيجاد أرضية متساوية لجميع المرشحين، بغض النظر عن مواردهم المالية".

وبدأ مراقبو بعثة الاتحاد الأوروبي للإشراف على الانتخابات النيابية عملهم في الميدان في لبنان، قبل 3 أسابيع، ويرسل فريق العمل تقارير منتظمة تغطي كل الأحداث التي تنظم في مناطق عملهم. وقال دي غابريال رداً على سؤال عمّا إذا كانوا رصدوا انتهاكات لقانون الانتخابات، "ان فريق العمل إذا سمع عن أي مزاعم مرتبطة بحدوث انتهاكات، فسيبلغوننا بذلك".

اضاف "نحن وفريق العمل، نواصل التحقيق في أي مزاعم بدقة لتحديد الوقائع. لدينا 12 فريقاً، يتألف كل فريق من مراقبين اثنين، ما يعني أنه لدى الرادار الخاص بنا قدرة مسح واسعة". وقال دي غابريال "إننا نجمع المعلومات من كل مراحل الانتخابات، ونحللها ضمن إطار الصورة الشاملة"، مشدداً على "ان لا يمكننا ولا نستطيع أن نقدم استنتاجاتنا إلا بعد يوم الانتخابات، إذ نحتاج لوضع هذه الصورة كاملة، كما عدم التدخل في أي مرحلة من العملية، وهو من ضمن مهمتنا".

وتابع "سبباً آخر لذلك، يتمثل في اننا نريد أيضاً أن نكون قادرين على قياس مدى خطورة أي انتهاك، إذا ظهر، والتحقق من مقاصده، لذلك نحتاج إلى تصور كامل ووقت".

ويتنقل مراقبو البعثة الأوروبية في جميع المناطق، للتحقق من الحملات الانتخابية ومتابعة الأجواء التي تحيط بالعملية.

وفي رده على سؤال عن شائعات تتحدث عن محاولات لشراء الأصوات في الشمال وبيروت، قال دي غابريال "إننا مطلعون على ادّعاءات حول شراء الأصوات، ونركّز على المرشحين الذين يقدمون وعوداً بالخدمات، مثل وعود بالرعاية الصحية والاجتماعية أو تأمين فرص العمل"، مضيفاً "إننا نلاحظ أن مزاعم مشابهة يتم تداولها، ونتحقق من الوقائع على الأرض".

وقال دي غابريال "تعدّ مراقبة الحملات أحد العناصر الرئيسية في مهمتنا، لكن في الوقت الحالي، من المبكر التوصل إلى نتائج نهائية حول كيفية إجراء الحملة بشكل عام".

اضاف "ان مراقبة الحملات ستتم دراستها بالتوازي مع مسألتين أخريين: أولهما سرية التصويت، وحق الناخبين في عدم الكشف عن كيفية تصويتهم لأي شخص إذا اختاروا ذلك، فيما يتمثل الثاني في دراسة ضوابط اكثر صرامة في لبنان حول استخدام المال في السياسة". ورأى دي غابريال "أن الضوابط، إذا ما طُبقت بجدية، فستساعد على إيجاد أرضية متساوية لجميع المرشحين، بغض النظر عن مواردهم المالية".

وتأتي جولات أعضاء البعثة الأوروبية في وقت تعرض فيه المرشح المنافس لـ«حزب الله» في الانتخابات، في "دائرة الجنوب الثالثة" الصحافي علي الأمين، للاعتداء أثناء تعليقه ملصقات الحملة الانتخابية في قريته.

وقال دي غابريال "إن البعثة سجلت هذه الأحداث وغيرها في جميع أنحاء البلاد، مثل جميع وسائل الإعلام اللبنانية، وقمنا بإجراء تحقيقاتنا الخاصة على الأرض، من خلال مراقبينا على المدى الطويل"، مشدداً "إننا نسعى إلى إثبات الحقائق من كل الأطراف المعنية". وشدد دي غابريال "على حق المرشحين في القيام بحملات انتخابية، بحرّية، دون عوائق أو ترهيب"، مضيفاً "تحتاج الانتخابات إلى ميدان متكافئ للجميع"، مؤكداً "أن حرية نشر مواد الحملات في الأماكن العامة تعد جزءاً من ذلك".

وأكد دي غابريال "أنه لا يوجد مكان للعنف في الانتخابات"، مشيراً إلى "أن موقف البعثة يؤكد أنه ينبغي على السلطات إجراء تحقيقات قوية في جميع الحالات التي توجد فيها أسباب وأدلة للقيام بذلك، وملاحقتها قضائياً"، مشدداً على "ن حماية القانون مهمة جداً".

وكانت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات، إيلينا فالنسيانو، أبلغت الرئيس العماد ميشال عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري في وقت سابق من هذا الشهر، أن البعثة "باشرت مهمتها في لبنان، وستبقى حتى نهاية الانتخابات، لرفع تقارير عن سير العملية الانتخابية". وكشفت عن أن "مئات المندوبين سينتشرون في مراكز الاقتراع داخل لبنان بالتنسيق مع وزارة الداخلية والبلديات، للاطلاع وتلقي الشكاوى"، مشيرة إلى "أن الاتحاد الأوروبي سينشر مراقبين في السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية اللبنانية في أوروبا، لمتابعة عملية الانتخاب التي ستجري هناك للمغتربين اللبنانيين" وتبدأ اليوم الجمعة.

نذير رضا-الشرق الاوسط

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o