Jan 07, 2021 3:18 PM
خاص

بعد ليلة اميركية ساخنة.. الديمقراطية في واشنطن تهتز ولا تقع!
نادر: لحظة الحقيقة كانت الكلمة للدستور والمؤسسات على حساب الشخص

المركزية – حصل أن اقتحمت مشاهد ثورات شعوب في دول ذات الأنظمة الديكتاتورية أو الديمقراطية الهجينة الشاشات وإن لم تثمر في بعضها عن النتائج التي يفترض أن تفضي إليها الثورات للوصول إلى نظام ديمقراطي عادل. لكن ما حصل أمام مقر الكونغرس الأميركي خلال جلسة المصادقة على فوز المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن قلب كل المعادلات في دولة أقل ما يقال فيها إنها مهد الديمقراطية. والسؤال الملح هو كيف حال الديمقراطية الأميركية داخل المجتمع الأميركي؟ وهل لا تزال الطريق معبدة أمام الديمقراطية في زمن تصاعد اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وأوروبا كرد فعل على تداعيات نظام العولمة؟

مدير معهد المشرق للشؤون الإستراتيجية والمحلل لشؤون الشرق الأوسط  سامي نادرا أوضح  لـ"المركزية" أن الديمقراطية تشهد انتكاسة نتيجة الأزمات الإقتصادية والإجتماعية والأهم لأن من كان موكلاً في الحفاظ عليها، لم يقم بواجبه بالشكل المطلوب". أضاف" تكشف مشهدية اقتحام أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقر الكونغرس ليل أمس عن دور تنامي اليمين المتطرف الرافض لنظام العولمة وكل موجات المهاجرين وخسارات فرص العمل وحكم النخب...كلها أسباب عميقة وجوهرية، لكنها لا تبرر اللجوء إلى العنف واعمال الشغب التي شاهدناها أمام مبنى الكونغرس خصوصا لحظة اقتحامه"..

تشكل قاعدة الرئيس ترامب حوالى 70 مليون مواطن . هؤلاء خُذِلوا، والبعض صدّق أن الإنتخابات سُرقت منه...لكن هناك قسم كبير انتفض على المشهد الشعبوي أمام مبنى الكونغرس الذي أثار ردود فعل سلبية حتى داخل قاعدة الحزب الجمهوري لأنه يمثِّل انقلاباً على القيم التي نشأت عليها الولايات المتحدة. لكن  تصويت الكونغرس الأميركي في جلسة مشتركة لمجلسيه على فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأميركية مما يمهد الطريق لتوليه الرئاسة في 20 كانون الثاني حسم الأمور وأثبت بحسب  نادر أنه"على رغم الإنقسام العمودي وزعزعة الديمقراطية رجحت كفة المؤسسات، فأمام لحظة الحقيقة كان القرار  الحاسم إنقاذ الديمفراطية والمؤسسات والدستور".

وهل من مؤشر لمستقبل السياسة الأميركية إزاء كل التحديات التي سيحملها الرئيس بايدن في مفكرته؟  يقول نادر "انا أثق بحيوية المؤسسات الأميركية للحفاظ على الديمقراطية لكن التحديات أمام الرئيس بايدن كبيرة وتحولت إلى أكثر صعوبة  بعد مشهد اقتحام الكونغرس وقد أثبتت مشهدية الأمس أن المؤسسات والدستور في أميركا تأتي على حساب الشخص والزعيم أما عندنا فالزعيم فوق كل اعتبار وعلى حساب الدستور والمؤسسات. وشدد على ضرورة التمييز بين التظاهرات الشعبوية التي تخدم الزعيم على حساب كل شيء، والتظاهرات الشعبية التي يكفلها الدستور، وهذا ما ينطبق على ثورة 17 تشرين حيث حملت في بداياتها صفة التظاهرات الشعبية تحت عنوان المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة وإسقاط الطبقة الحاكمة ولاحقا تحولت إلى شعبوية تحت عباءة الزعيم فكانت النتيجة ثورة ضد الثورة.

مما لا شك فيه أن مشهد ليل 6 كانون الأول 2021 في واشنطن ساهم في زعزعة الديمقراطية في مهدها وقد تكون مجرد انتكاسة عابرة بدليل أنها وقفت من جديد لكن ما لا يخفى على أحد أن امامها الكثير من التحديات والمكتب البيضاوي بعد 20 كانون الأول 2021 قد يجيب عن كل التساؤلات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o