Jan 07, 2021 2:00 PM
خاص

جورج بشير..زميل كبير ينضم الى قافلة الراحلين

المركزية- هذه المرة، دقت لعنة فيروس كورونا باب السلطة الرابعة بقوة. ذلك أن الضحية كان اليوم الزميل جورج بشير، أحد مؤسي "المركزية" إلى جانب الزميلين فيليب أبي عقل وفوزي مبارك، الذي سبق بشير إلى دنيا الحق والحياة قبل سنوات.

كثيرون ممن واكبوا ولا يزالون نشاط "المركزية" وانتشارها على مساحة الوطن وخارجه يتذكرون الراحل مدماكا أساسيا في إنطلاقتها وجزءا كبيرا من مسيرتها. غير أن من حق جورج بشير على الذاكرة الاعلامية النابضة بالأسماء الكبيرة من طينته أن تعترف له بأنه لم يرد أن يحد نفسه وعطاءه بمكان واحد. فالرجل الكسرواني، صاحب الابتسامة الخجولة بعض الشيء لم يخش مهنة البحث عن المتاعب في كل أبعادها، فكان الصحافي المراسل لصحف ومجلات باللغتين العربية والفرنسية. وفي مرحلة لاحقة، أعطى جورج بشير مهتنه بعدا آخر فانتقل إلى تلفزيون لبنان وشاشة ANB التي اجتمع تحت سقفها أعلام  عالم الشاشة الفضية. كما فازت موجات إذاعة مونتي كارلو الدولية بصوته، مراسلا من بيروت، يواكب أهم أحداثها في أزمنة حروب الآخرين والتحولات الكبرى في المنطقة.

وإذا كان أحد لا يشك في أن النجاح الذي حققه الراحل في الميدان المهني جعل بصمته فيه عصية على الغياب المباغت، فـإن هذه النتيجة تعود في جزء كبير إلى حيوية الراحل ونشاطه المميز وشبكة علاقاته الواسعة. ذلك أن أصدقاء جورج بشير ورفاق دريه الطويل يروون مثلا أنه كان صديقا شخصيا للأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، كما لأسامة الباز، مدير مكتب الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وبحسب هؤلاء الأصدقاء، فقد بلغت الصداقة بين الرجلين حد أن الباز زار مكاتب "المركزية" مباشرة بعد لقائه رئيس الجمهورية آنذاك أمين الجميل، في إطار الزيارة الرسمية التي قادته إلى بيروت. إلا أن الأهم أنه اختار "المركزية" منبرا لعقد مؤتمر صحافي تناول تفاصيل الزيارة وأسبابها ونتائجها. ولا شك في أن العبرة أن جورج بشير استطاع أن يجعل "المركزية" شاهدا أول على كثير من الأحداث، وهي لا تزال كذلك...

بإرث كبير تضاف إليه مجلة "كسروان" الشهرية التي أصدرها بشير لتكون صدى لصوت المنطقة الأحب إلى قلبه، رحل الرجل عن دنيا الفناء إلى حيث الراحة المستحقة بعد طول نضال إعلامي وصحافي. لكن عزاء أسرتي الراحل و"المركزية" أن كبار عالم القلم والكلمة لا يموتون، بل يبقون أحياء في ذاكرة محبيهم والمؤسسات التي وضعوا مداميكها، وهي حال "المركزية" المستمرة في النضال في سبيل لبنان الجديد وقيامته وحياته، مع العلم أن مصاب غياب بشير آلمها كثيرا.. وهي اليوم توجه العزاء إلى عائلته وتسأل الله أن يسكنه فسيح جناته...

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o