Dec 14, 2020 2:47 PM
خاص

ناغورنو كاراباخ: ساحة صراع جديدة بين تركيا وايران؟
جابر: نزاع صامت بينهما خاصة في الشرق الاوسط

المركزية – ما فتئ النزاع بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورنو كاراباخ يمثّل عاملًا من عوامل عدم الاستقرار الإقليمي والدولي، وكلما تفجّر هذا النزاع انشغل العالم به، وذلك لما يستشعره من خطورة، لاسيّما أن امتداداته الجيوسياسية تستنفر العواصم الكبرى خشية اتساع نطاقه وتحوله إلى حرب بالوكالة بين دول تريد تصفية حسابات في أماكن وملفات أخرى. 

وتتساءل أوساط سياسية عن تداعيات حرب ناغورنو كارباخ بين أرمينيا وأذربيجان إقليمياً بعد أن استرجع الجيش الآذري، وفق أوساطه، من أرمينيا أراضيه في الإقليم، مؤكدة ان الوضع في منطقة القوقاز ينذر بالانفجار بعدما استعادت أذربيجان مساحات لها داخل ايران، بالاضافة الى حركة الايرانيين الاذريين بعدما تمكنت تركيا من تحويل طريق الحرير عن ايران وانعكاس ذلك على وضعها بعد تحريك المجموعات الاذرية داخلها. وتلفت الاوساط الى ان تركيا باتت قادرة على الوصول الى الإيغور في إقليم شينجيانغ الصيني عن طريق الاذريين من دون المرور في الصين، مشيرة الى ان ما جرى في منطقة القوقاز لم تكن اميركا بعيدة عنه لانه يستهدف ايران ويؤدي الى اضعافها وتعطيل بعض من دورها نظراً لموقعها الجغرافي في منطقة القوقاز. فهل أصبحت ناغورنو كاراباخ ساحة صراع جديدة بين تركيا وايران، خاصة بعد القصيدة التي تلاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تضمنت مقطوعة شعرية تقول "لقد فرَّقوا آراس.. وأغرقوه بالرمال.. أما أنا فلم أكن أريد.. لقد فرقونا ظلمًا"، والتي رأى مسؤولون إيرانيون أنها تضمنت دلالات على أن المناطق الشمالية الغربية الإيرانية جزء من أذربيجان؟ 

العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر، قال لـ"المركزية": "على المستوى الاستراتيجي هناك خلاف كبير في اجندة كل من ايران وتركيا وروسيا، لكن ذلك لا يهدد بخصام او نزاع عسكري او سياسي عميق ومعلن في الوقت الحاضر. فالدبلوماسية الايرانية تحاول لجم طموح تركيا وروسيا وتراقب وتتصرف بذكاء كالعادة اولاً لحماية مصالحها القومية وثانياً لمصالحها السياسية والعسكرية والاقتصادية مع كل من روسيا وتركيا، ورأينا كيف تصرفت روسيا خلال أزمة كاراباخ رغم انها مرتبطة بمعاهدة مع ارمينيا، لأن لديها ايضاً مصالح في أذربيجان، ولا تريد ان تتركها فريسة السيطرة التركية في حين ايران كانت تتفرج". 

أضاف: "ما حصل ان علاقات ايران وتركيا اكثر من جيدة اقتصادياً وسياسياً، وتركيا في الوقت الحاضر بحاجة الى الدعم الايراني خاصة في ظل الضغوطات الاميركية والتلويح بالعقوبات، ولكن كلنا نعرف ان بين تركيا وايران نزاعا صامتا في أكثر من مكان، في سوريا خاصة وفي الشرق الاوسط عامة، كما في آسيا الوسطى. ولا ننسى هنا في الموضوع الاذري ان في ايران اقلية آذرية راجحة وليست بسيطة، فربع الشعب الايراني من اصول اذرية منتشرين في شمالي غربي ايران. وهنا للتذكير فإن المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي من اصول آذرية، كما ان هناك نخبا في ايران من اصول آذرية ايضا. لا اعتقد ان هؤلاء الايرانيين من اصول آذرية لديهم ميول انفصالية، خاصة في الوقت الحاضر وفي الوضع السياسي الحالي في اذربيجان كما نعلم". 

وتابع جابر: "رئيس جمهورية اذربيجان إلهام علييف معروف بارتباطاته الاميركية والاسرائيلية، كما ان علاقاته في الوقت نفسه جيدة مع روسيا وايران، لذلك نجد أن لتركيا نفوذا كبيرا في اذربيجان. هناك توتر حتما في القوقاز وخيبة امل في ارمينيا تهدد بانهيار وقف اطلاق النار والتسوية التي حصلت، بعد ان اعلنت أذربيجان انها حررت ناغورنو كاراباخ". 

وختم: "اعتقد ان المشكلة ما زالت موجودة والنار تحت الرماد وامس هدد علييف بعد خرق وقف اطلاق النار بتدمير ارمينيا. هذا التوتر قد يزيد وقد يخرق وقف اطلاق النار. واذا حصل شيء من هذا القبيل، ستخلط حتماً الاوراق الى حد ما. فطموحات اردوغان تتعدى حدود تركيا، شرحها يطول، لكن هناك دائما ضوابط لمثل هذه الامور". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o