Dec 12, 2020 11:48 AM
خاص

الادعاء على دياب والانتقائية في الصفة التمثيلية والغطاء السياسي...

المركزية-  هل إن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب هو الحلقة الأضعف ليكون من السهل استخدامه كبش محرقة لاحتواء الغضب الشعبي الذي فجرته كارثة انفجار مرفأ بيروت؟ هذا السؤال  يملأ الدنيا ويشغل الناس منذ عصر الخميس الفائت، عندما قرر قاضي التحقيق المولج هذه "القنبلة الموقوتة" فادي صوان الادعاء على دياب ووزراء مال وأشغال سابقين، بجرم الاهمال، الذي يعتبر عاديا ولا يلاحق فيه المسؤولون إلا أمام القضاء العادي.

ولا شك في أن الموضوعية تفرض الاعتراف لصوان بأنه تجرأ حيث تخاذل كثيرون في ملفات سابقة، لو شهدت قرارات من هذا النوع لوصلت إلى خواتيم سعيدة، وأدخلت "رؤوسا كبيرة إلى السجون"، على حد قول النائب حسن فضل الله، الذي احتل لفترة ساحة مكافحة الفساد قبل أن يغيب عنها بشكل مباغت. ويجب الاعتراف أيضا بأن خطوة صوان هذه حملت رسالة إلى أهالي الضحايا أولا لجهة جدية الدولة في العمل على كشف الحقيقة، بعدما بح صوتهم وهم يطالبون بتحقيق العدالة، مع العلم أن مطلب إجراء تحقيق دولي في الجريمة أجهض في المهد لأسباب سياسية قد لا تتضح يوما.

غير أن هذه الايجابية المشهودة لا تغني مصادر سياسية عن طرح بعض علامات التعجب والاستفهام في آن معا. وفي السياق، تدعو المصادر عبر "المركزية" إلى التركيز على الغليان السياسي الذي أعقب قرار القاضي صوان، بغض النظر عن كونه منصفا أو مجحفا في حق الرئيس دياب. ذلك أن الأخير سارع إلى الكلام عن "استهداف موقع رئاسة الحكومة، بما يتجاوز شخصه، وفي ذلك محاولة واضحة لكسب التأييد السني، بعدما تخلى عنه أكبر حلفائه، على رأسهم الثنائي الشيعي بشخص رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ما مهد أمامه طريق الاستقالة.

وتعترف المصادر بأن دياب حقق مبتغاه من إصدار البيان، فكسب حملة واسعة من التأييد بدأت بخصمه اللدود الأول، الرئيس سعد الحريري الذي حضر شخصيا إلى السراي، متجاوزا كل الاعتبارات الأمنية التي تحيط به ليعبر عن التضامن مع دياب، الذي نال جرعة دعم لافتة من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.

على أن الأهم، في رأي المصادر، أن هذا الحراك كله، المرشح إلى تسجيل مزيد من السخونة في اليومين المقبلين، من شأنه أن يعيق عمل القضاء، على اعتبار أن أي قرار قد يتخذه القاضي صوان في المرحلة اللاحقة، قد يعتبره المعنيون به قنصا سياسيا في اتجاه الطائفة السنية وموقع رئاسة الحكومة.

وتلفت المصادر إلى ما تسميها "الانتقائية " سبغ الغطاء الطائفي والتمثيلي على الشخصيات في المواقع التي تشغلها. وفي السياق، تذكر المصادر بأن جميع الذين سارعوا إلى الدفاع عن دياب والتضامن معه كانوا سحبوا عنه، قبل عام من اليوم، الغطاء التمثيلي والسياسي  للشارع السني الذي ينتمي إليه، ما جعله هدفا سهلا لقناصي اتهامات الفشل المعتادة، إلى أن حلت كارثة انفجار مرفأ بيروت وأجهزت على حكومته.

أمام هذه الصورة، تخشى المصادر على مصير التحقيق والحقيقة في هذه الجريمة الشنيعة، حصوصا أن ما جرى في اليومين الماضيين أثبت أن تهم التسييس غب الطلب جاهزة وتستحضر عند الحاجة لوضع العصي السياسية  في الدواليب القضائية. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o