Dec 11, 2020 2:36 PM
خاص

فرنسا تنسّق مع روسيا في الملف الحكومي اللبناني
موسكو تبلغت الاصرار الرئاسي على الثلث المعطل

المركزية – بعد فشل أول مسعى لها، ورغم عدم الإيفاء بالوعود والالتزامات التي حصلت عليها في قصر الصنوبر، تسعى فرنسا إلى تحقيق مبادرتها الإنقاذية في لبنان، وتعمل على أكثر من جهة للوصول إلى تطبيق، ولو حتى جزء من رؤيتها. إلا أن العقبة الأساس امامها تتمثّل بالصراع الأميركي – الإيراني وتمسّك طهران بمختلف الأوراق المتوافرة في حوزتها وأولّها تشكيل الحكومة اللبنانية. 

وبعدما تبينت صعوبة الوصول إلى اتفاق بسبب موقف "حزب الله" المرتبط بتطبيق الأجندة الإيرانية، مع بقاء الحكومة في وضعية تصريف أعمال وعجزها عن اتخاذ أي قرار إصلاحي، وإن تمكّنت فالدستور يمنعها من ذلك أساساً، يواصل البلد غرقه إلى قعر الهاوية يومياً وأكثر من نصف شعبه مهدد بالجوع. وسط هذه الصورة، بدا لافتا اتصال المبعوث الفرنسي إلى لبنان باتريك دوريل بالمبعوث الخاص للرئيس بوتين في الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف بعد عودة الأوّل إلى باريس للبحث في تنسيق فرنسي - روسي مشترك في ملف تشكيل الحكومة في لبنان، وفق ما كشفته أوساط ديبلوماسية مطّلعة لـ "المركزية"، مشيرة إلى أن في الواقع وزارة الخارجية الروسية كانت أعلنت رسمياً عن الاتصال منذ فترة في بيان شددت فيه على ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت وأهمية التنسيق للدفع في هذا الاتجاه وعدم إضاعة الوقت. 

والتواصل والتنسيق قائمان بين سفيري الدولتين في لبنان بهدف السعي للضغط على مختلف المكوّنات المؤثّرة على التشكيل، وموقف الطرفين متقارب إلى حدّ كبير، والخارجية الروسية أكّدت أيضاً منذ فترة دعمها المبادرة الفرنسية، دائماً وفق المصادر، التي أوضحت أن هدف فرنسا الاستفادة من هذا التنسيق نظراً إلى ما للروس من تأثير على مختلف القوى المحلية انطلاقاً من العلاقات الجيّدة التي تجمع موسكو بالأفرقاء السياسيين، وفي الوقت نفسه قدرتها على التأثير على موقف ايران. وتؤكّد المصادر أن روسيا مهتمة بحلّ الأزمة اللبنانية كون تداعياتها تؤثّر على الوضع في سوريا لأن التطوّرات في البلدين لها تأثيرات متبادلة على الساحتين. 

لكن، وبحسب ما تفيد المصادر، يبدو أن الأمور معقّدة بالنسبة إلى التشكيل لدى "رئيس التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، حيث تمّ ابلاغ الروس رسمياً رغبة فريق رئيس الجمهورية بالحصول على سبعة وزراء في الحكومة،علما أن المبررات التي تم تقديمها لم تكن مقنعة، لا سيما في ظل ظروف كالتي يمر بها لبنان وحاجته القصوى الى حكومة في اسرع وقت ممكن، فهل يتغلب الدخول الروسي على الخط على بعض الطوحات الرئاسية؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o