Dec 11, 2020 12:55 PM
خاص

قمة ماكرون-السيسي: مواجهة التطرّف الديني بخطة مشتركة

المركزية- ابعد من الدلالات الاستراتيجية التي ظللت لقاء القمة بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارة الاخير الى باريس منذ ايام والتي تزامنت مع متغيرات إقليمية ودولية عدة، انها اتت في توقيت لافت على وقع تصاعد الخطاب الاوروبي عامة، والفرنسي خاصة حول الاسلام السياسي وضلوع دول اقليمية في تأجيجه في اوروبا خدمةً لمصالحها. 

وما يجمع باريس والقاهرة اليوم من ملفات اقليمية مشتركة اكثر بكثير مما يُفرّقهما، من هنا اتت الزيارة لتدشّن مرحلة جديدة في العلاقات المصرية -الفرنسية القائمة على فكرة المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة، ولتكون مثابة "صندوق بريد" لبعث رسائل غير مباشرة للأطراف التي تسعى للعبث في أمن الإقليم وعلى رأسها تركيا.  

ولعل الزحف التركي في اتّجاه ليبيا وإقامتها جسرا بحريا لتزويد الاطراف المتنازعة بالسلاح خدمةً لمصالحها، سرّع من عقد لقاء القمة من اجل التنسيق والتعاون في الملف الليبي وشرق المتوسط لمواجهة اطماع الرئيس رجب طيب اردوغان. 

غير ان ما حصل في فرنسا اخيراً من اعتداءات متنقلة اعادت الاسلام السياسي المتطرّف الى المشهد السياسي، جعل اجتماع ماكرون-السيسي اكثر من ضروري، لاسيما ان هناك دولاً اقليمية ابرزها تركيا وقطر لعبت على وتر تغذية هذا التطرّف واستثماره لتوظيفه في مشاريع سياسية في اوروبا والمنطقة. 

فتركيا التي فرض عليها الاتحاد الاوروبي امس عقوبات بسبب ممارساتها في المنطقة، باتت طرفا رئيسيا في إقليم شرق المتوسط، وبالتالي ستكون لتنسيق فرنسا مع مصر أهمية كبيرة لمواجهة التحديات المختلفة بالإقليم. 

كما ان قطر المتّهمة بتقديم الدعم لتنظيمات اسلامية متطرّفة مثل تنظيم الاخوان المسلمين الذي يُشكّل تحدياً امنياً للسلطات المصرية، جعل جدول اعمال القمة الفرنسية-المصرية "مضخّما" بالملفات تحت عنوان: مواجهة الاسلام السياسي المتطرّف وعدم السماح لتركيا وقطر بالاستثمار فيه.       

لذلك، اوضحت مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" "ان الرئيس ماكرون اصرّ خلال اللقاء مع نظيره المصري على ضرورة ان يتحرّك الازهر في هذا المجال من اجل مواجهة محاولات تشويه صورة الاسلام من قبل بعض الجهات الاقليمية التي تحاول استخدامه لمشروع سياسي، كما شدد على اهمية تقوية دور مصر في هذا المجال، كَونها تُمثّل الاسلام المعتدل". 

ولفتت المصادر الدبلوماسية الى "ان الاتّفاق تم خلال القمة على وضع خطة جديدة في كل فرنسا لمواجهة المتطرفين في معقلهم وتفكيك هذه المعاقل(TOUR) وتحويلها الى مساكن عادية شعبية، لانه تبيّن ان المتطرّفين يتسللون الى هذه المعاقل من خلال خطاب ديني يُحرّض على الثقافة الغربية".  

واوضحت "ان هذه الخطة تتضمّن إقفال بعض المساجد "المشبوهة" في اطار الحملة على "التطرّف الاسلامي" ومواجهة التحريض على الكراهية، وهو ما حصل بالفعل في فرنسا عقب ذبح المعلم صامويل باتي، حيث اغلقت السلطات الفرنسية مسجداً خارج باريس، كما اعلنت حل جماعة موالية لحركة حماس "ضالعة مباشرة" في الاعتداء على باتي. 

كذلك، تلحظ الخطة بحسب المصادر الدبلوماسية تعليم اللغة العربية في المدارس الفرنسية كخطوة يُراد منها الردّ على خطاب الكراهية ونبذ الاخر، بالاضافة الى تعميم المعاهد التربوية المجانية، بحيث يُصبح التعليم متوفّراً لدى الجميع، لان محاربة التطرف الذي ينمّ عن الجهل يكون بزيادة المعرفة والثقافة".    

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o