Dec 09, 2020 5:55 PM
خاص

انتخابات "رابطة اللبنانية".. من ينتزع الصدارة: الاحزاب أم المستقلون؟

المركزية - سيكون أساتذة الجامعة اللبنانية غداً، أمام استحقاق اختيار أداتهم النقابية في جامعتهم الوطنية. أي انتخابهم مجالس المندوبين في رابطة الأساتذة المتفرغين، حيث سيختار الأساتذة 159 مندوباً عنهم، ينتخبون بدورهم الهيئة التنفيذية للرابطة لاحقاً. وفاز نحو مئة استاذ بالتزكية، من بينهم نحو 25 مستقلاً. فهل تختلف الانتخابات هذه السنة عن سابقاتها؟ ولمن ستكون الصدارة، للأحزاب ام المستقلين؟ وهل شرارة التغيير التي بدأت في الانتخابات الطالبية في الجامعات الخاصة وانتهت بفوز المستقلين ستنعكس على انتخابات الرابطة؟   

رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية يوسف ضاهر، ردا على سؤال عن التحالفات وعن حظوظ الخط المستقل لتشكيل خرق بعيداً عن الاحزاب السياسية قال لـ"المركزية": "المكاتب التربوية للاحزاب دخلت على الخط، وهناك تحالفات بين بعض الاحزاب. كما ان للمستقلين هذه السنة حصة كبيرة. لكن هل سنشهد "تسونامي" يكسح احزاب السلطة كما حصل في الانتخابات الطالبية في الجامعات الخاصة؟ اتمنى ذلك. لكن الوضع في "اللبنانية" يختلف عن الخاصة، كما ان وضع الاساتذة يختلف عن الطلاب، لأن الطلاب لا يخاف من فقدان عمله والضغط عليه، هذا من جهة. من جهة اخرى، هناك اساتذة محبطون ويائسون من الوضع الاقتصادي والبعض منهم يفكر بالهجرة، لذلك ليس هناك حماسة كبيرة للانتخابات. ثم ان كورونا يلعب دورا سلبيا لأن معظم الاساتذة بعمر متقدم ويخافون من النزول للمشاركة في عملية الاقتراع لذلك كان التوجه الى التسويات واللجوء الى التزكية كبديل، وشكلت كورونا اولوية على باقي الامور النقابية والمطالب والتعبير عن الفكر الاستقلالي او حتى الحزبي". 

أضاف ضاهر: "لكن هناك نفحة مستقلة موجودة وهي تتمة لانتفاضة الاساتذة في 22 حزيران 2019 عندما كسروا قرار الهيئة التنفيذية واستمروا في الاضراب وأجبروا السلطة على الجلوس الى الطاولة مع الهيئة التنفيذية وتوصلوا الى وضع اتفاقية من سبع نقاط". 

وضاهر المعروف بنضاله الاستقلالي ومن مؤسسي التيار النقابي المستقل "جامعيون مستقلون لأجل الوطن"، يقول عنه: "منذ سنة ونحن نعمل لنعبر عن رأي الاساتذة وعن الامتعاض من الاحزاب وتدخلها في قضايا الجامعة والهيمنة على كل مفاصلها. من المفترض ان يكون للاستاذ منبر يعبر فيه باستقلالية ويدافع عن كرامته وعن نفسه وعائلته وحقوقه وجامعة وطنية مزدهرة تفتح ذراعيها لكل المواطنين ولكن من يود التعلم من دون شروط ومن دون تبعية عمياء للاحزاب"، لافتا الى اننا لسنا ضد الاحزاب، شرط ان يعملوا كأحزاب وليس كمزارع وطوائف وبطريقة اوليغارشية وطاعة عمياء للزعيم".  

وطلب ضاهر من الاستاذ الذي سينتخب غدا "ان ينظر الى المرآة ويتأمل نفسه ويقول ان باستطاعته التغيير، واضعاً نصب عينيه ان حياته وجامعته ووطنه كله على المحك، لذلك عليه ان ينتفض ويعبر عن رأيه بصراحة لإيصال اشخاص مستقلين ليس لديهم فواتير يسددونها لأي احد، ويختار اشخاص تتكلم بجرأة وشجاعة تضع الاصبع على الجرح. لسنا ضد الاحزاب، لكن المطلوب منهم ان يقولوا لاحزابهم ما الذي تريده الجامعة منهم وليس ما تريده الاحزاب من الجامعة".  

ابو شقرا: أما وفاء ابو شقرا الاستاذة في كلية الاعلام التي فازت بالتزكية، فقالت لـ"المركزية": في السابق كنت عازفة عن المشاركة في العمل النقابي في الجامعة، لحين حصول اضراب الاساتذة عام 2019 ولمست اهمية دور مجلس المندوبين من خلال وجود اعضاء "مستقلين" واقصد بذلك، اشخاصا لا يأتمرون بأحزاب السلطة، وحقق يومها مجلس المندوبين انتصارا كبيرا ضد السلطة، وشعرت بأهمية العمل من خلال المجلس للتأثير على القرار"، متمنية "الا يصل ممثلو احزاب السلطة الى المجلس، لأنهم خاضعون وينفذون اجندة زعيمهم".  

أضافت: "لو لم تكن الجامعة تحت قبضة السلطة السياسية، لكان وجود الاحزاب عاديا لا بل مهما لأن كل التحركات في الجامعة تقوم بها الاحزاب، لكن السلطة في بلدنا حطت من قدر العمل السياسي. لهذا السبب يهمنا الا يكون مجلس المندوبين تابعاً لاحزاب السلطة، وفي حال فوز الاحزاب نتمنى ان يعملوا بمعزل عن احزابهم وان يكون قرارهم بيدهم، وهذا ما لا يحصل للاسف". 

وختمت: "هل هناك امل، لا اعرف لأن في اللبنانية على عكس الخاصة، احزاب السلطة ما زالت قوية. واذا حقق المستقلون نصرا فهذا له دلالات كبيرة، ومؤشر. وعندما تخرج الجامعة من تحت عباءة السلطة السياسية، يتحرر الاستاذ من هيمنة الاحزاب، فلا ينفعه عندها ولاؤه السياسي، يصب اهتمامه على خدمة الجامعة فقط لا غير". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o