Nov 09, 2020 2:28 PM
خاص

تشكيل "الوفد" ابعد دياب عن عون.. والاعلى للدفاع يعيده لبعبدا غدا

المركزية-  لطالما مرت العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بموجات من المد والجزر، وإن كانا التقيا على عدد من الملفات الكبرى كالحض في اتجاه التمسك بانجاز التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان. على أن الأهم أنهما افترقا عند واحدة من أهم القضايا التي قد ترسم خطوطا عريضة في اتجاه المرحلة المقبلة: المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، وتحديدا عند نقطة تأليف الوفد اللبناني في هذه المفاوضات، إلى ما يشبه القطيعة بينهما.

ففي وقت ينص الدستور على أن رئيس الجمهورية يتولى المفاوضات وابرام الاتفاقات الدولية، شكل الرئيس عون الوفد اللبناني إلى مفاوضات الترسيم الأولى من نوعها مع الكيان العبري، ما أثار حفيظة دياب على اعتبار أن الرئيس عون قفز فوقه، وإن كان استقال من منصبه في 10 آب 2020 جراء انفجار المرفأ.

قد يكون هذا المشهد هو الذي يدفع مصادر مراقبة إلى التعبير عبر "المركزية" عن استغرابها لما تسميه "مقاطعة الرئيس حسان دياب بعبدا"، منذ إصداره بيانه العنيف الشهير ردا على تشكيل رئيس الجمهورية الوفد اللبناني المفاوض، مذكرة بأن هذا الموقف أتاح للرئيس دياب، وفي سابقة نادرة، الحصول على تأييد لافت من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، من باب الحفاظ على صلاحيات الرئاسة الثالثة، مع العلم أن في خلال المراحل السابقة، دأب السنيورة على اتهام عون بمخالفة الدستور والقوانين المرعية الاجراء، خصوصا في ما يخص تشكيل الحكومات.

وبالعودة إلى الكباش بين بعبدا والسراي، تبدي المصادر امتعاضا سياسيا، قد يكون شعبيا أيضا، من غياب الاجتماعات والتنسيق على أعلى المستويات في ظروف صعبة كالتي تمر بها البلاد، خصوصا في ضوء موجة الانتشار الوبائي بسرعة مخيفة قد تعيد البلاد إلى الاقفال العام. فإذا كان عدم انعقاد مجلس الوزراء  يجد بعض التبرير في أن حكومة تصريف الأعمال لا تستطيع اتخاذ القرارات الكبيرة، في انتظار تأليف فريق وزاري جديد، فإن المصادر لا تجد مبررا منطقيا لانقطاع الاجتماعات بين عون ودياب في الظرف الراهن، حيث انهيار العملة مستمر والوضع الاقتصادي غرق في المحظور منذ زمن، والأوضاع السياسية إلى مزيد من التردي فيما يسير تأليف الحكومة ببطء شديد لترك لعبة المحاصصة تأخذ مداها، مهما كان الثمن. بل إن هذا النوع من الكوارث يفرض أن يبادر المسؤولون إلى تكثيف وتيرة اجتماعاتهم بدلا من قطعها بفعل خلاف سياسي، وتناتش صلاحيات أتى في غير زمانه ومكانه.

غير أن أوساط بعبدا والسراي تلتقي على تأكيد أن لا خلاف بين عون ودياب. حتى أن مصادر مقربة من الأخير تكتفي بالاشارة عبر "المركزية" إلى أن دياب رئيس حكومة تصريف أعمال، ولا شيء لديه ليقوله للرئيس عون في الوقت الراهن. لكن اللقاء بينهما ممكن في أي وقت، بدليل أنهما سيجتمعان غدا في قصر بعبدا قبيل جلسة المجلس الأعلى للدفاع.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o