مدير الامن العام مكرما في واشنطن:لبنان وطن الحرية وملجأ المضطهدين

المركزية-  شدد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن لبنان، على رغم الظروف الصعبة التي يمر بها، ملجأ الهاربين من الاضطهاد والعنف، مشددا على ضرورة أن يبقى لبنان وطنا للحرية.

ألقى اللواء ابراهيم كلمة في الحفل التكريمي الذي اقامته "مؤسسة جيمس فولي للحرية" في واشنطن لمنحه جائزة تكريمية ينالها للمرة الأولى شخص غير أميركي وذلك عن أعماله في المجال الأمني وكشف مصير بعض المخطوفين والرهائن في السنوات الماضية.

إشارة إلى أن المؤسسة تحمل اسم الصحافي الاميركي المستقل جيمس فولي الذي عمل في منطقة الشرق الاوسط، وخطفه ارهابيو داعش في سوريا عام 2012، واعدموه عام 2014. 

وقال ابراهيم: "يشرفني ان اكون واحدا من الذين تكرّمهم مؤسسة الشجاع الراحل جيمس فولي، وان اكون جزءا من الذين يحملون قيم هذه المؤسسة في الدفاع عن الحرية والحفاظ على حقوق الانسان"، معتبرا أن "حياة جيمس سيرة من الشجاعة والتضحية في سبيل صحافة حرة".

وأشار إلى فولي "كان صوت الذين لا صوت لهم، واراد ان يجعل من الصحافة منبرا حقيقيا قادرا على كشف الحقائق في وجه اللاعدالة"، مضيفا: "لا توجد كلمات يمكن ان تصف مدى سعادتي وفرحي عندما اساعد في لمّ شمل عائلة او عندما ابلسم جراح ام، اب، ولد، زوجة، صديق او صديقة. اشعر بالاعتزاز بما قمت به في تحرير بعض الاشخاص والرهائن المحتجزين قسرا وفي اعادة مفقودين الى ذويهم. لكن على الرغم من كل ما قمت به وما زلت اقوم به، لا يمكنني الا ان اشعر بتواضع مقارنة بانجازات جيمس، هذا المقاتل الشرس الذي وقف في وجه اسكات الحقيقة حتى استشهاده".

اضاف: "قال الكاتب اللبناني - الاميركي الشهير جبران خليل جبران مرة: "ان الحياة بغير الحرية كجسد بغير روح، والحرية بغير الفكر كالروح المشوّشة...". اختار جيمس الا يكون جسدا من دون روح، ولذلك اصبح شهيد الحرية. ضحى في سبيل الحقيقة والحرية بأهم حق من حقوق الانسان، وهو الحياة.ووفاء لجيمس، وللقيم التي آمن بها، يجب ان نكون امناء على المسيرة التي بدأها، وذلك بالاصرار والعمل على ارساء واستكمال ما بدأه من خطوات جريئة، والتضحية بكل ما نملك من اجل الحقيقة والحرية: حرية الصحافة، حرية القول، حرية الدين والمعتقد، واهمها حرية التوق الى الحقيقة".

وأعرب عن سعادته لأن "يكون وطني، لبنان متمايزا كأحد البلدان العربية المناصرة للحرية"، مذكرا بأن "لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية مبنية على احترام الحريات العامة، واهمها حرية الرأي والمعتقد وحرية الصحافة. واحدى ركائز دستوره الديموقراطي الصحافة الحرة والمستقلة والتي جعلت منه منارة اشعاع للحرية في المنطقة".

وأكد أن "لبنان يبقى، على رغم ظروفه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الصعبة، اضافة الى الانفجار المرعب الذي هز عاصمته بيروت، متمايزا لكونه "الوطن الملجأ" لكل هارب من جحيم الحرب والعنف والاضطهاد. ويبقى اللبنانيون متمسكين بالمحافظة على هوية بلدهم التاريخية، اي (يحافظون عليه) بلدا للتنوع الحضاري والثقافي والتعايش الطائفي، اضافة الى كونه مصدرا للالهام الفكري.في هذه المناسبة لا بد لي من ان اتوجه بالتحية والثناء الى كل فرد في هذه المؤسسة المتميزة، اشارككم اهدافكم النبيلة وسعيكم إلى ابقاء شعلة الحرية منارة لكل انسان تواق الى العيش بسلام وطمأنينة. في عالم يميل، ويا للاسف، الى سباق التسلح، يجب ان لا تنطفئ شعلة الامل للسلام ويجب ان نتحد لبناء مجتمع دولي يصون الانسان وحقه في حياة كريمة وآمنة، وهي القيم التي استشهد من اجلها جيمس".

وختم: "اشكركم على تكريمي بهذه الجائزة المرموقة. اعدكم، كما آليت على نفسي، ومن خلال تربيتي العسكرية والانسانية، ان اساهم قدر استطاعتي في مكافحة الاضطهاد والعنف، والوقوف الى جانب الاعلام المستقل وحرية التعبير. وهذا ليس غريبا، خصوصا وان لبنان نشأ في رحم الحرية.ختاما، لترقد بسلام روح جيمس فولي وجميع الذين سقطوا دفاعا عن الحرية وحقوق الانسان. هم ابطالنا الحقيقيون".

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نقلت عن ديانا فولي، والدة الصحافي الذي قتلته داعش، والتي تدير المؤسسة الانسانية، "ان عائلات الاميركيين المفقودين ترى ان ادارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب اكثر التزاما من الادارات الاميركية السابقة في العمل من اجل كشف مصير الاميركيين المفقودين، وان اللواء ابراهيم يمكن ان يلعب دورا مهما في التفاوض في هذا الاطار"، معتبرة أن "من المهم ان يكون هناك اناس مثل اللواء ابراهيم للعب دور التفاوض الانساني للعثور على المفقودين الاميركيين".