حضور مصري قوي على خط التسوية: استمرار الحرب يصيب القاهرة بالمباشر
لورا يمين
المركزية- أصدرت مصر وإيران امس الاثنين بيانا مشتركا بعد اتصال بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ناقشا فيه الأوضاع الإقليمية المتأزمة والتطورات في لبنان وغزة. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية تميم خلاف أن الوزير عبد العاطي شدد على ضرورة اتخاذ كافة الأطراف بالإقليم لخطوات تسهم في منع التصعيد بالمنطقة وتحقيق التهدئة، مشددا على ضرورة الحذر من استدراج المنطقة إلى حرب إقليمية لن تحقق مصلحة أي من الأطراف وتؤدي إلى تداعيات خطيرة على شعوب المنطقة. وجدد الوزير عبد العاطي إدانة مصر لكافة الإجراءات الأحادية والاستفزازية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتؤدي إلى تأجيج الوضع فيها، بما ينذر بعواقب وخيمة على المنطقة واستقرار شعوبها.
وبحث الجانبان التطورات على صعيد المشهد اللبناني والجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث أكد الوزير عبد العاطي على موقف مصر بضرورة تمكين مؤسسات الدولة اللبنانية وانتخاب رئيس توافقي للبلاد في اطار الملكية اللبنانية ومن دون تدخلات خارجية. كما استعرضا الجهود المبذولة من جانب مصر بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والنفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة والإفراج عن الرهائن والأسرى، مؤكدا على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لوقف نزيف الدم والتصدي للأزمة الانسانية الكارثية التي يشهدها القطاع.
مصر تتحرك اذا على ضفة ايران من جهة، وضفة الدول الغربية الوسيطة في حرب غزة، من اجل تسريع الحل السياسي للازمة العسكرية التي تشعل الشرق الاوسط، وتحديدا غزة ولبنان، وصولا الى المياه الاقليمية والبحر الاحمر، مرورا بسوريا والعراق، منذ 7 تشرين الماضي. الخارجية المصرية تصر على الا تحصر اتصالاتها بحماس او حزب الله، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، وذلك لمعرفتها بأن الحركة والحزب لا يملكان قرارهما سيما في الحرب والسلم، بل لايران الدور الاكبر في تحديد خياراتهما: استمرارا للحرب او تسهيلا للتسوية والمفاوضات.
انطلاقا من هنا، مصر تخاطب ايران بالمباشر وتحثها عبر كل القنوات المفتوحة بينهما، على دفع الحل قدما وعلى خفض سقوف أذرعها في المنطقة. وهنا، تضيف المصادر، تستعجل مصر التسوية السياسية، لانها معنية مباشرة بما يحصل في غزة، واستمرار الحرب سيسقط كل الأطر التي حكمت العلاقة بين القاهرة وتل ابيب منذ كامب دايفيد، وسيعيد ربما "تفجير" النزاع بينهما، خاصة ان اسرائيل تسعى الى التخلص من فلسطينيي غزة عبر دفعهم الى مصر وسيناء، وهذا السيناريو سيصبح أمرا واقعا مهما عارضته القاهرة، كلما طال امد الحرب ولم يتم التوصل الى حل سياسي لها... لذا ستفعّل مصر ضغوطها على كل المعنيين بالصراع، من اجل ابرام تسوية اليوم قبل الغد وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من معاهدة كامب دايفيد ومن حل الدولتين، قبل فوات الاوان، تختم المصادر.