Oct 27, 2020 4:13 PM
تحليل سياسي

الترسيم مجددا غدا...الرئاسة لمن وماذا عن اتفاقية الهدنة؟
الحريري في بعبدا لحسم اطار الحكومة وبت المداورة
اسعار المواد الغذائية نحو الانخفاض وتجار احتكار الى " التمييزية"

المركزية- فيما تخطف الناقورة مجددا الاضواء غدا مع انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات ترسيم الحدود برعاية اممية ووساطة اميركية، يترنح ملف تشكيل الحكومة اللبنانية. فباستثناء التسليم بقوة الامر الواقع المفروضة من الثنائي الشيعي على الدولة برمتها والقاضية بمنح حقيبة المال للطائفة الشيعية، لا شيء محسوما في الملف حتى اللحظة. لكن، الى التسليم، يبدو ان قناعة تولدت لدى جميع الاطراف السياسيين بوجوب عدم رفع متاريس في درب الرئيس المكلف من اجل تسريع ولادة حكومة الانقاذ واعتماد المداورة واختيار الوزراء من بين الاختصاصيين اصحاب الاسماء غير الاستفزازية القادرة على نيل الثقة البرلمانية، فالمهم بإقرار رعاة الحكومة في الخارج ليس الاسماء او الاشخاص بل القدرة على تنفيذ الاصلاحات –الشروط لفتح باب المساعدات للبنان.

بروز عقد؟:  المشهد الحكومي حافظ اليوم ايضا على صمته وسكونه في العلن، مع سيطرة الاجواء الايجابية عليه، علما ان بعض العقد بدأ يطفو على سطحه يعمل على معالجته عبر حركة اتصالات تدور خلف الكواليس. وفي وقت تردد ان الرئيس سعد الحريري سيزور قصر بعبدا خلال الساعات المقبلة للبت مع الرئيس ميشال عون في العقد المتبقية في درب التأليف، اشارت محطة OTV الناطقة باسم التيار الوطني الحر الى ان  "حقيبة الطاقة لا تزال خاضعة للنقاش ومسألة لمن ستُسنَد لم تحسم بعد". ونقلت عن مصادر مطلعة قولها "ان اذا سارت المداورة على الحقائب الاخرى فلا مشكلة بالمداورة بالطاقة ايضا". واضافت "حزب الله متمسك بحقيبة الصحة ومحاولات اسنادها للحزب التقدمي الاشتراكي لم تنجح بعد، والاخير تبلغ ذلك".

الاشتراكي والصحة: اوساط الحزب الاشتراكي قالت لـ" المركزية" ان الاجواء لا تزال على حالها من الايجابية  وان الرئيسين عون والحريري يلعبان دورا مهما في تدوير الزوايا. اما حقيبة الصحة فلم يطالب بها اي فريق باستثناء الاشتراكي، واذا اصرّ حزب الله على التمسك بها فإن رئيس الحزب وليد جنبلاط سيكون مسهلا ولكن من ضمن الثوابت.

الدروز في القصر: وليس بعيدا، وفي وقت يحكى عن  ان رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان يريد وزيرا من الوزيرين الدرزيين في الحكومة، الامر الذي قد يخلق اشكالية مع المختارة، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، الوضع الحكومي مع إرسلان ووزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال  رمزي مشرفية والوزير السابق صالح الغريب... وكان عون استقبل رئيس "حزب التوحيد" وئام وهاب الذي قال بعد اللقاء "الأجواء إيجابية والحكومة مسهّلة، لكننا طالبنا الرئيس برفع العدد إلى عشرين وزيراً".

الحزب ايجابي: في المواقف ايضا، أمل نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن تتشكل الحكومة بأسرع وقت، وأن تنال ثقة أوسع الشرائح والكتل النيابية. وقال: "نحن إيجابيون ومنفتحون على الخطوات التي تنجز تشكيل الحكومة، على أساس برنامج إنقاذي اقتصادي واجتماعي ومالي، يضع حدا لارتفاع سعر الصرف، ويلجم غلاء الأسعار، ويفتح الآفاق أمام فرص العمل للشباب، ويستفيد من الدعم الدولي في إطار الاصلاح، ويغلق مسارب الفساد ويعاقب المفسدين، ويسترد الأموال المنهوبة والمهربة، ويعطي المودعين حقوقهم، ويعالج الأزمة الصحية الناتجة عن كورونا". من جهة اخرى، ذكر  قاسم بما قاله الحزب علنا في تشرين الاول العام الماضي : "لسنا مع استقالة حكومة الحريري وأن الورقة الإنقاذية التي أعدتها حكومته وقتها تتطلب عملا حثيثا لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وضرب منظومة الفساد، وحذرنا من خسارة الوقت. قالها سماحة الأمين العام صراحة، برفض فكرة الاستقالة نظرا لتداعياتها". وسأل: ماذا كانت النتيجة؟، لافتا الى ان خطوات الحل هي نفسها ولو تغير العنوان وبعض التفاصيل الجزئية.  واعتبر قاسم أن "علينا أن نضع حدا لنوعين من الفساد: فساد المستغلين للسلطة في مواقعها المختلفة، والفساد الذي ترعاه أميركا من خلال جماعاتها بالرشوة والفوضى وإثارة الفتن وتعطيل قدرات بلدنا على الانتاج".

القوات تنتقد: في المقابل، واصل حزب القوات اللبنانية انتقاده لما يدور على ضفة التشكيل. فغرّد أمين سرّ تكتل "الجمهورية القوية" النائب السابق فادي كرم عبر "تويتر" "بعد حفلة تسويق الايجابيات، ننتظر حكومة من مستقلّين إختصاصيين لا مسرحية تحاصصية واوهاما. استمرار النهج السابق الفاشل لن يُعيد الاستثمارات والاموال المحوّلة ولا اللبنانيين المهاجرين ولن يُغلق معابر غير شرعية ولن يمنع دخول ادوية بطرق غير قانونية ولن يعالج ملف الكهرباء والاتصالات".

والكتائب ايضا... من جهته، اعتبر المكتب السياسي لحزب الكتائب في بيان وزعه بعد اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب المستقيل سامي الجميل ان " "التردي الحاصل هو نتيجة تذاكي اركان تسوية المحاصصة وتسليمها البلد وقراراته السيادية الى "حزب الله"، وها هم أنفسهم اليوم يفوضونه تشكيل الحكومة وتحديد شكلها وعددها وتوزيع حقائبها، فيما هو يمضي في توظيف هذه الوكالة للاطباق على ما تبقى من الدستور عبر فرض أعراف ومفاهيم جديدة".

الترسيم والرئاسة: على صعيد آخر، وبعد جلسة أولى عقدت يوم 14 تشرين الأول الماضي، تعقد غدا الجولة الثانية من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة في الناقورة، وستخوض هذه المرة في التفاصيل التقنية لعملية الترسيم. ووسط تساؤلات عن الجهة التي سترأس الاجتماع وما اذا كان قائد قوات اليونيفل الجنرال ستيفانو دل كول او ممثل الامين االعام للامم المتحدة يان كوبيتش، اكدت اوساط اليونيفيل لـ" المركزية" ان هذه القوات ليست جزءا من مفاوضات الترسيم البحري، التي تجري برعاية اممية ووساطة اميركية. هذا الامر يعني عمليا ان الكفة تميل لمصلحة كوبيتش. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان ترؤس كوبيتش يؤشر الى ان اسرائيل ستستكمل مفاوضات الترسيم البري وهذا ينهي حالة الهدنة ربما الى اتفاق جديد بين البلدين، خلافا لما يؤشر اليه ترؤسها من جانب دل كول الذي يدرجها ضمن اطار اجتماعات الناقورة. ان لبنان يتمسك  باتفاقية الهدنة فيما خص الحدود مع اسرائيل لانها مرسمة ومحددة في هذه الاتفاقية  وعلى اسرائيل الانسحاب من الاراضي التي تحتلها.

اجتماع استثنائي: وعشية الاجتماع التفاوضي، رأس ديل كول اجتماعاً ثلاثياً استثنائياً مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي في موقع الأمم المتحدة في رأس الناقورة، حيث عُقد الاجتماع بشكل مصغّر بسبب القيود التي فرضتها جائحة الكوفيد-19. وتركزت المناقشات خلال الاجتماع على الوضع على طول الخط الأزرق والانتهاكات الجوية والبرية، بالإضافة إلى قضايا أخرى تدخل في نطاق ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701. واكد اللواء ديل كول على أهمية المنتدى الثلاثي باعتباره آلية تهدف إلى الحدّ من التوتر ومنع أي سوء فهم بين الأطراف وإيجاد الحلول. وقال: "لدينا فرصة فريدة لإحراز تقدم كبير في القضايا الخلافية على طول الخط الأزرق".

وفد روسي: بالتزامن، يصل الى بيروت وفد روسي رفيع، كان سيرافق وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الى لبنان (قبل ان يعدل عن الحضور شخصيا)،  في زيارة رسمية تمتد ليومين، يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين الكبار ناقلاً اليهم رسائل محلية واقليمية.

اسعار المواد الغذائية: معيشيا، وفي وقت عاود الدولار ارتفاعه اليوم، طمأن رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني بحصلي اللبنانيين بأن النقابة تولي مسألة تراجع سعر صرف الدولار وانعكاسه على أسعار المواد الغذائية المستوردة اهتماماً خاصاً. وكشف بحصلي في بيان ان "النقابة تنكب حالياً، وبالتعاون مع جميع المستوردين، على دراسة تحرك سعر صرف الدولار، نزولاً وصعوداً، في السوق الموازية بغية دراسة إعادة تسعير المواد الغذائية المستوردة من الخارج. واشار الى وجود فئتين من المواد الغذائية المستوردة من الخارج: الاولى: وهي المواد المدعومة، أي التي يقوم مصرف لبنان بدعمها وتوفير الدولار على سعر 3900 ليرة، وهذه الفئة لن يتم خفض أسعارها، لأن سعر صرف الدولار في السوق السوداء لا يزال أعلى بكثير من 3900 ليرة. الثانية: المواد غير المدعومة، وهي المستهدفة في عملية إعادة تسعيرها.

تجار الاحتكار الى التمييزية: وليس بعيدا، قال مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر لـ"المركزية" ان "في حال لم نشهد انخفاضاً خلال الأسبوعين المقبلين ستكون للوزارة خطوات حازمة وسترسل فرق التفتيش، وبالفعل بدأنا بذلك ولن ننتظر حتى الأسبوع المقبل، حيث انطلقت مراقبة الفواتير ومقارنتها مع الأسعار النهائية".  وفي ما خصّ  ترشيد الانفاق في السلة الغذائية، أوضح أن "الأمور ستتوضح مبدئياً الأسبوع المقبل ويمكن الإفصاح حينها عمّا تم التوصل إليه".  وكشفت مصادر مطّلعة لـ "المركزية" عن أن "جشع بعض التجار دفع بوزارة الاقتصاد إلى تحويل العديد منهم إلى النيابة العامة المالية نتيجة الاحتكار في الأسابيع الماضية".

الافران: من جهة ثانية، دعا نائب إتحاد نقابات المخابز والأفران علي إبراهيم الى عقد جمعية عمومية للأفران غدا الأربعاء في أفران كيروز جسر الباشا، وذلك للبحث في موضوع محاضر الضبط المنظمة بحق عدد من الأفران واتخاذ القرارات المناسبة للمحافظة على حقوق الأفران. وأشار إبراهيم الى أن إحالة محاضر الضبط الى القضاء كان بسبب خلافات تمت معالجتها بين الإتحاد و الوزارة وفقا لما كانت تطالب به الأفران. وأكد إبراهيم أن الإتحاد يعول كثيرا على القضاء في إنهاء هذا الملف وفقا للأصول التي تحفظ حق صاحب الفرن خصوصا وأن هذه المحاضر كانت تحصل بشكل كيدي. وأوضح إبراهيم ان الجمعية العمومية ستحدد غدا موقف أصحاب الأفران سلبا أم إيجابا أي الإضراب أو عدمه بهدف المحافظة على هذا القطاع.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o