Oct 09, 2020 4:42 PM
خاص

الترسيم يُحدد "هوية" الحكومة: تشكيل بمعايير الحزب!؟
قاطيشا: توقيت المفاوضات "مدروس" تجنّباً لجرف العقوبات

المركزية- يبقى توقيت خطوة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالاعلان عن اتفاق-الاطار مع اسرائيل لترسيم الحدود البرية والبحرية برعاية الامم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة الاميركية، لغزاً وحوله علامات استفهام كثيرة بعدما تبين ان الخطوة تمت وفق ساعة الرئيس بري و"بتوافق" مع حزب الله من دون ان يكون للقوى السياسية الاخرى اي دور بما يجري. 

ومع ان الرئيس بري اعاد تسليم "دفّة" الترسيم الى رئاسة الجمهورية، المؤسسة الطبيعية التي اعطاها الدستور صلاحيات قيادة المفاوضات مع الدول، على ان تُعقد الجلسة الاولى الاربعاء المقبل في مقرّ الامم المتحدة في الناقورة، غير ان "ظل" الثنائي، وتحديداً حزب الله لن يغيب عن مسيرة المفاوضات وقد يستخدمها كورقة ضغط في استحقاقات مقبلة اقربها تشكيل الحكومة، فتُشكّل خطوة الترسيم، باباً للتحرر من القيود المفروضة على الحزب لمنعه من دخول الحكومة من خلال "تسهيله" المفاوضات والتزامه بشروط الترسيم، فيُرفع بالتالي الفيتو عن مشاركته في الحكومة وفق شروطه على ان تؤمّن واشنطن (الراعية للمفاوضات) براءة الذمّة له امام عدد من الدول من اجل مشاركته بالحكومة وفق صيغة مقبولة من الجميع. 

وابعد من الملف الحكومي، تبقى الاساس مسألة سلاح حزب الله ودوره، وهو ما اشار اليه قبل يومين السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان عندما اعطى مثلاً إنكليزياً ردّاً على سؤال عن فهمه لموقف "حزب الله" من الاتفاق على المفاوضات مع إسرائيل، فتساءل عمّا اذا كان الحزب سيعمل على "أكل الكعكة والإحتفاظ بها"، بمعنى ان يوافق على الاتفاق مع اسرائيل على ترسيم الحدود البحرية والبرية، وذلك على خلفية الرهان على ان يساهم استخراج النفط والغاز في البلوكات الجنوبية في معالجة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب لبنان، وهذا ما يمثل أكل الكعكة، لكنه سيعمل على بقاء كعكة السلاح، من خلال عقدة مزارع شبعا، التي كانت موضع جدال منذ زمن، بين ان تكون ارضاً لبنانية محتلة يجب تحريرها، وبين ان تكون كما تقول اسرائيل ارضاً سورية إحتلتها مع هضبة الجولان. 

على اي حال، استبعد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب وهبي قاطيشا لـ"المركزية" "ان يكون هناك ترابط بين استحقاق الترسيم ومشاورات تشكيل الحكومة"، الا انه اعتبر في المقابل "ان الرئيس بري ضبط ساعتها وفق توقيت اليوم من اجل وقف "جرف" العقوبات الذي سيطال بيئة الثنائي الشيعي".   

وسأل "ما دامت خطوة الترسيم بدأت بدعسة ناقصة دستورياً، هل ستصل الى المكان المرسوم امامها؟ وهل ستتأثّر بالتطورات في المنطقة"؟    

وفي حين اسف "لان الدولة اللبنانية اخر من عَلِم بخطوة الترسيم، وهي مصادرة من قبل الثنائي الشيعي"، اشار الى "ان نقطة الضعف في اتّفاق-الاطار تولّي رئيس مجلس النواب التفاوض حول الاطار ومن ثم "تكليف" رئيس الجمهورية متابعة المفاوضات". 

ولم يستبعد قاطيشا "ان يستخدم الجانبان، اميركا واسرائيل من جهة وايران والثنائي الشيعي مفاوضات الترسيم من اجل الابتزاز".  

وبإنتظار بدء المفاوضات ومعرفة "شكلها" لناحية تشكيل الوفدين اللبناني والاسرائيلي، اعتبرت اوساط سياسية مراقبة عبر "المركزية" "ان الخطوات المقبلة على صعيد تشكيل الحكومة تكشف حقيقة خطوة الترسيم وما اذا كانت لمصلحة لبنان ام خطوة في سياق الكباش الاميركي-الايراني، ورسالة ايرانية في اتّجاه الرئيس الاميركي دونالد ترامب عشية الانتخابات في 3 تشرين الثاني المقبل لحجز مقعد منذ الان في المفاوضات، وبالتالي افادة الحزب منها في لبنان لتشكيل حكومة وفق معاييره وليس بمعايير الرباعي السنّي المتمثّل برؤساء الحكومات السابقين". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o