Oct 07, 2020 2:27 PM
خاص

عن محاذير تحديد موعد الاستشارات النيابية بعد أسبوع:
عون بين السندان السني والمطرقة الشيعية والرصد الدولي

المركزية- أخيرا حسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمره، فقرر تحريك المياه الحكومية الراكدة في مستنقع انتظار ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأميركية، خصوصا بعد دخول عامل إصابة الرئيس دونالد ترامب بفيروس كورونا على خط الحملة الانتخابية. على أن تحديد موعد الاستشارات النيابية في 15 تشرين الأول الجاري، وعلى رغم كونه مهلة حث حاولت بعبدا من خلالها الاشارة إلى ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة سريعا، لا تعني أن الأمور الحكومية قد تسجل التقدم السريع المطلوب. بدليل أن مصادر سياسية لفتت عبر "المركزية" إلى أن الرئيس عون حدد موعد الاستشارات بعد أسبوع من اليوم، ما يعني أنه لم يتخل عن الاصرار على مبدأ التأليف قبل التكليف، أو على الأقل التلازم بين المسارين، وقد اعطى تكتل لبنان القوي الذي يدور في الفلك الرئاسي هذا الانطباع في بيان أصدره بعد اجتماعه الأسبوعي أمس.

إلا أن المصادر نبهت إلى أن هذا النوع من الممارسات يؤدي إلى تأجيج نار الخلاف مع الطائفة السنية، خصوصا في ضوء انعدام خطوط التواصل بين بعبدا وبيت الوسط. وفي السياق، حذرت المصادر من أن يعود أركان الطائفة السنية إلى استنكار ما يعتبرونه "مسا بصلاحيات الرئيس المكلف"، وهو ما طبع مواقف رؤساء الحكومات السابقين في مرحلة ما بعد تكليف مصطفى أديب، مع العلم أنهم، حتى اللحظة، لا يبدون استعدادا لدعم مرشح جديد إلى رئاسة الحكومة.

 وفي وقت يتوقع كثيرون أن يضع الرئيس سعد الحريري النقاط اللازمة على حروف هذا الملف خلال إطلالته التلفزيونية غدا، أكدت المصادر أن الموقف السني ورد فعل رؤساء الحكومات السابقين على خطوة عون ليس نقطة الرصد الوحيدة في هذا الاطار. ذلك أن العبرة الأولى الواجب استخلاصها من تجربة مصطفى أديب القصيرة تكمن في أن من الصعوبة بمكان تجاوز الموقف الشيعي عند تأليف الحكومات، وأن الدعم الدولي والزخم السياسي والنيات الطيبة لا تبدل في هذا المعطى شيئا. فالرئيس أديب الآتي على صهوة جواد المبادرة الفرنسية، والذي حقنه الرئيس ايمانويل ماكرون بكل جرعات الدعم اللأزمة شأنه في ذلك شأن نادي رؤساء الحكومات، وجد نفسه مجبرا على التخلي عن المهمة، بعدما رفض الانصياع لمطالب الثنائي الشيعي. وفيما لم تتغير هذه الشروط قيد أنملة حتى الآن، من المرجح أن تغرق الحكومة مجددا في بحر الانتظار والمماطلة، على اعتبار أن الأمين العام لـ "حزب الله" لن يتطرق على الارجح إلى ملف التشكيل في خطابه المنتظر مساء. كل هذا يؤشر إلى جمود لبناني مرعب يأتي في غير زمانه ومكانه، في وقت لا يزال ماكرون مصرا على انجاح مبادرته. وقد اشارت معلومات الى أن اتصالات تقودها فرنسا اليوم قد تؤمن الغطاء السعودي والمصري والعربي الواسع لهذه المبادرة، التي ما كانت لتبصر النور لولا "قبة الباط" الأميركية لماكرون. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o