Sep 17, 2020 5:14 PM
تحليل سياسي

"الثنائي" يقطع طريق الانقاذ بسواتر الانقلاب على الدستور..والعقوبات على الباب
اديب يلتقي الخليلين ويزور بعبدا: حريص على حكومة الاختصاص..والحزب: رفض قاطع
المستقبل في الديمان دعما للحياد: لا وزارات حصرية لطوائف ويسعون لنسف الطائف

المركزية- بين من يريد الدولة للبنانيين ومن يريدها لفريقه السياسي والحزبي عبر تكريس مواقع وتثبيت اعراف انقلابية على الدستور تمهيدا لمؤتمر تأسيسي، انقسم المشهد التشكيلي الحكومي في شكل فاقع اليوم. بلغ السيل الزبى وفاض كأس تكليف اديب بنقطة تعنت "الثنائي". المواقف تظهرت بعدما بقيت خلف الكواليس منذ زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون. كل فريق سمى الاشياء باسمائها، والنتيجة واحدة: لا انقاذ ولا حظوظ لمن ينقذ ولا مساعدات دولية ولا مؤتمر سياسيا. فالكلمة للأقوياء...بالسلاح، لكن العقوبات الاميركية في المرصاد ودفعة جديدة منها على الابواب.

الصراع السني – الشيعي المسّتعر الذي لطالما سحب الرئيس سعد الحريري فتيل اشتعاله بمسلسل التضحية والتنازلات الذي بثت آخر حلقاته يوم صدور حكم المحكمة الدولية في لاهاي، على ما قال الحريري في 18 آب الفائت من ليشندام، قفز مجددا الى الواجهة باتهامات مبطنة ساقها حزب الله في بيان كتلته النيابية لمن "يشكل الحكومة في الظل". بيان قطع طريق الانقاذ واجهض حكومة اديب، " نرفض أن يسمي أحد عنا الوزراء الذين ينبغي أن يمثلونا في الحكومة أو أن يضعوا حظرا على تسلم المكون الذي ننتمي إليه حقيبة وزارية ما وخصوصا وزارة المالية". ونقطة عالسطر.

لا الرئيس المكلف بمن يمثل سيتنازل ولا الثنائي الشيعي في وارد التنازل. المنازلة مستمرة ما دامت ايران تستخدم صندوق البريد اللبناني. وحتى موعد الانتخابات الاميركية ، لا كلام أخرَ.

الايجابية لم تصمد: بعد ان تردد ان الاجواء في سماء التأليف استرجعت بعد الصفاء غداة اللقاء الذي جمع مساء امس السفير الفرنسي برنار فوشيه ومسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي في قصر الصنوبر، والذي انتهى الى اعلان باريس انها لا تمانع ما يريده الثنائي من حيث المبدأ، من زاوية انها لا تتدخل في تفاصيل عملية التأليف، لم تصمد هذه الايجابية طويلا.

المهمة والروحية: مصادر رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب نقلت عنه قوله "ان المهمة التي تم تكليفي على اساسها نتيجة تفاهم غالبية القوى السياسية اللبنانية، هي تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسية، في فترة قياسية، والبدء بتنفيذ الاصلاحات فورا.  وعلى هذا الاساس لم يكن الهدف لا التفرد بالرأي ولا استهداف احد من المكونات السياسية اللبنانية، بل اختيار تشكيلة حكومية من اختصاصيين. واي طرح آخر سيفرض تاليا مقاربة مختلفة للحكومة الجديدة، وهذا  لا يتوافق مع المهمة التي كلفت  من اجلها". واضافت المصادر نقلها قول اديب: "لأنني حريص على أن تبقى المهمة التي اقوم بها متوافقة مع روحية التفاهم الاساسي على حكومة اختصاصيين ، طلبت من الرئيس ميشال عون ارجاء الاجتماع بيننا الى عصر اليوم ، لاجراء مزيد من الاتصالات قبل تحديد الموقف النهائي".

رفض قاطع: في المقابل، رفضت كتلة الوفاء للمقاومة "بشكل قاطع أن يسمي أحد عنا الوزراء الذين ينبغي أن يمثلونا في الحكومة أو أن يضعوا حظرا على تسلم المكون الذي ننتمي إليه حقيبة وزارية ما وخصوصا وزارة المالية". واضافت "محاولات البعض الاستقواء بالخارج لتشكيل حكومة مزوّرة التمثيل هي محاولات ترمي إلى تجويف المبادرة الفرنسية". وتابعت "نستغرب ان ينحو بعض من يشكل الحكومة في الظل إلى مصادرة قرار المكونات الاخرى بعد منع الرئيس المكلف من التشاور مع الكتل واستحداث آلية جديدة تقضي بمنع المكونات من تسمية وزرائهم والاخلال بالتوازن عبر انتزاع حقيبة المالية منا".وشجبت "الدور الأميركي البالغ السلبية لضرب كل الجهود المبذولة لتشكيل حكومة في لبنان تنهض بمهام المرحلة الراهنة".

اديب والخليلين: وفي جديد تحركات واتصالات اليوم الحكومي، افادت المعلومات ان اديب الذي كان يفترض ان يجتمع مع الرئيس نبيه بري، التقى "الخليلين" قبل زيارته بعبدا عصرا.  لكن اللقاء انتهى الى لا اتفاق بعدما ابلغاه تمسك الثنائي الشيعي بحقيبة المال وبتسمية الوزراء الشيعة. الامر الذي يبقي ايجاد مخرج للعقدة الحكومية بعيدا جدا ويجعل احتمال اعتذار اديب الاكثر ترجيحا.

لا تنازل عن المداورة: وفيما يزور الرئيس المكلف قصر بعبدا عصرا للتشاور في الملف الحكومي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، علم ان حتى لدى تذليل عقدة المال يبقى هناك عقد اخرى، فالكتل النيابية ابلغت عون خلال الاستشارات انها ترفض تسمية الرئيس المكلف للوزراء وان رئيس الجمهورية هو من يسمي الوزراء المسيحيين"، هذا اضافة الى اشارة مصادر مطّلعة الى ان "المسار الايجابي الذي حصل اليوم في ملف الحكومة غير كافٍ لولادتها، خاصة ان رؤساء الحكومات السابقين لن يتنازلوا عن المداورة في وزارة المالية". وقد أفيد ان بمجرد قبول الرئيس المكلّف بسقوط مبدأ المداورة قد يؤدي لسقوط مبدأ حيادية الوزراء والى صيغة حكومية شبيهة بحكومة حسان دياب بحيث يسمي كل طرف وزراءه وهذا ما لن يقبل به الرئيس المكلّف.

نحو الاعتذار؟: وعليه، اشارت المعلومات  ان التعقيد الحاصل قد يدفع اديب الى الاعتذار عن تشكيل الحكومة  في خلال الايام الفاصلة عن الاحد المقبل،  وهو يفضل "الاعتذار" عن تشكيل حكومة شبيهة بحكومة الرئيس حسان دياب يسمي فيها كل فريق وزراءه. ولكن تبقى الامور مفتوحة على مختلف الاحتمالات رغم كلّ التعقيدات.

عين التينة: في الاثناء، أكّد النائب علي حسن خليل في دردشة أنه لم يُحدد موعد  لأديب في عين التينة مشيؤا الى ان هناك وجهات نظر مختلفة مع الرئيس سعد الحريري ولكن لا خلاف، والامور مفتوحة على كل الاحتمالات.

اجواء الثنائي: وكانت المعلومات  افادت صباحا ان بدأت تلوح في الافق ملامح تسوية حكومية، وان ثمة اتجاها الى ابقاء وزارة المالية مع الثنائي الشيعي على ان يتم اختيار شخص توافقي مستقل من اصحاب الاختصاص ومقبول من كل الاطراف. واضافت "هناك حلحلة والاتصالات اصبحت على اعلى المستويات بين الاليزيه وبيروت والمبادرة الفرنسية تم تمديدها حتى الأحد". وتابعت "حقيبة المالية ستبقى مع الثنائي الشيعي واللقاء بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس لن يتطرق الى الاسماء". من جانبها، قالت مصادر الثنائي الشيعي ان على جميع من في الداخل أن ينظر بدقّة الى الورقة التي كُتبت في قصر الصنوبر إذ لا بند فيها يشير الى مبدأ المداورة، لافتة الى وجود تضخيم بحجم الهوة مع الرئيس سعد الحريري ولا قطيعة معه.

نسف الطائف: في الغضون، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في الديمان، عضو كتلة "المستقبل" النائب سامي فتفت، وعرض معه موضوع تأليف الحكومة.  وقال فتفت بعد اللقاء "أتينا الى الديمان لزيارة البطريرك ولنؤكد تأييدنا لموقفه في موضوع الحياد ولنضعه في اجواء المساعي التي يقوم بها تيار "المستقبل" برئاسة الرئيس سعد الحريري في ما يخص تشكيل الحكومة. ضميرنا مرتاح لهذه المساعي رغم ان هناك فريقا في البلد يسعى الى نسف اتفاق الطائف اساس دستورنا الحالي. نؤكد ان ليس هناك من وزارات حصرا لطوائف معينة او فريق معين لان هذا المنطق يعيدنا الى الوراء. والمبادرة الفرنسية اليوم هي الحل الاخير لبناء دولة قوية، ونحن اليوم نقف الى جانب غبطته وسماحة المفتي في منطق حياد الدولة القوية والمبادرة التي يقوم بها الفرنسيون نعتبرها النفس الاخير لخلاص لبنان".

لبنان القوي والوحدة: بعدها، استقبل الراعي وفدا من كتلة "لبنان القوي"، تحدث باسمه النائب سيمون ابي رميا فقال: تحدثنا في أمور تتعلق بملفات كثيرة في ظل الوضع الذي نعيشه والأمل بتأليف حكومة جديدة ووضع لبنان على القطار السليم من اجل ايجاد حلول لكافة المشاكل المعيشية والاجتماعية والمالية. كذلك تطرقنا الى حادث الاعتداء الذي تعرض له مركز "التيار الوطني الحر" في سنتر ميرنا الشالوحي ووضعنا كل الوقائع التي بحوزتنا في يد غبطته. ولا شك ان هذا المنبر في الديمان او في بكركي هو منبر للحوار الذي تغلب عليه لغة الحكمة والحوار، وبالتالي عندما وضعنا كل ذلك عند البطريرك قررنا التطلع الى الغد الذي يجب ان يحمل الامل والوحدة والانفتاح والحوار والنقاش والتعددية وحق الاختلاف".

شكوى ضد القوات: وكان التيار الوطني الحر تقدّم بشكوى للنيابة العامة التمييزية في بيروت "بحق حزب القوات اللبنانية والسيد سمير جعجع وعدد من الناشطين والملتزمين في الحزب المذكور، وكل من يظهره التحقيق فاعلا او شريكا او محرضا، لإقدامهم بتوجيهات وأوامر من الحزب المدعى عليه، على مهاجمة المقر المركزي للتيار الوطني الحر على شكل جماعات مسلحة، بناء لإتفاق مسبق يهدف إلى ارتكاب الجنايات على الأشخاص والأموال المتواجدين في المقر المذكور والتعرض للدولة اللبنانية وهيبتها وسلطتها عبر تأليف تجمعات شغب والحض على النزاع بين عناصر الأمة، الجرائم المعاقب عليها بموجب المواد 317 و335 و346 من قانون العقوبات، طالبا التحقيق معهم والادعاء عليهم بالجرائم المذكورة وإنزال أشد العقوبات بحقهم، وقد تسجلت الشكوى تحت رقم 5387/م/2020".

سجن رومية: صحيا، دعا نقيب الاطباء شرف أبو شرف الى التسريع بالمحاكمات للتخفيف من عدد السجناء في سجن رومية، وخصوصا في ظل جائحة كورونا. وكشف أن هناك أكثر من 200 حالة مثبتة بكورونا في سجن رومية، لافتا الى أن المشكلة تكمن في عدم تعاون السجناء وعدم التزامهم بالتدابير الصحية. وقال أبو شرف:" لم نتسلم شيئاً من المساعدات التي كنا ننتظرها من الدول ونتخوف من الوصول الى وضع يكون فيه كورونا أسوأ مما هو عليه الان ونطلب تجهيز المستشفيات الخاصة  والحكومية". وأضاف:"المستشفيات الميدانية لا لزوم لها ولا تفي بالغرض في حال تفاقمت حالات الاصابة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o