Apr 15, 2018 7:33 AM
صحف

"القوات": "الأمر لأميركا" وليس لروسيا في سوريا

أرخت التطورات الميدانية في سورية بعد الضربة الأميركية – الفرنسية – البريطانية ضد منشآت عسكرية تابعة لنظام بشار الأسد، بثقلها على الساحة اللبنانية، من خلال ما صدر من مواقف بشأن الضربة وتداعياتها على الأوضاع في سورية والمنطقة.
واعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون أن ما حصل في سورية «لا يساهم في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية التي دخلت عامها الثامن، بل يعيق كل المحاولات الجارية لإنهاء معاناة الشعب السوري، إضافة إلى أنه قد يضع المنطقة في وضع مأزوم تصعب معه إمكانية الحوار الذي بات حاجة ضرورية لوقف التدهور وإعادة الاستقرار والحد من التدخلات الخارجية التي زادت الأزمة تعقيداً».
وأكد أن «لبنان الذي يرفض أن تستهدف أي دولة عربية لاعتداءات خارجية بمعزل عن الأسباب التي سيقت لحصولها، يرى في التطورات الأخيرة جنوحاً إلى مزيد من تورط الدول الكبرى في الأزمة السورية، مع ما يترك ذلك من تداعيات».
من جهته، شدد وزير الدفاع يعقوب الصراف على أن لبنان يرفض المساس بسيادته واستخدام أجوائه للاعتداء على سورية، لأن ذلك سيجر لبنان إلى أتون الحرب، بدلاً من مساعدته على النأي بالنفس.
في سياق متصل، اعتبرت مصادر رفيعة في حزب «القوات اللبنانية» أن «للضربة الأميركية على سورية، بعدين، الأول له طبيعة عسكرية للقول للنظام السوري ومن خلفه، أن هناك أسلحة ممنوع استخدامها، وأن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها، وبالتالي تذكير الجميع بهذه الخطوط القائمة على مستوى استخدام بعض الأسلحة، أما البعد الثاني وهو الأهم، أي البعد السياسي، بمعنى أن الولايات المتحدة تريد أن تقول إن المبادرة النهائية والأساسية على مستوى أي تسوية في المنطقة، هي مبادرة أميركية بامتياز وليست روسية، ولا يمكن لموسكو أن تتجاوز الولايات المتحدة في سورية باعتبار أن أي حل في سورية لن يكون على طريقة القضم التدريجي الذي كان قائماً من خلال محاولة السيطرة على الأرض، من أجل فرض أمر واقع، خلافاً للإرادة السورية والعربية والدولية».
وقالت المصادر لـ»السياسة»، إن الضربة جاءت في هذا التوقيت «من أجل أن ترسم حدود الروس على مستوى الشرق الأوسط وعلى المستوى السوري بشكل محدد، وكذلك الأمر جاءت لتقول إنه لا يمكن لأي تسوية أن تكون على طريقة الأمر الواقع، وهذا يفرض أن تأخذ أي تسوية بعين الاعتبار الأهداف الأميركية والسعودية، ولا يمكن تهريب أي تسوية معينة».
وشددت على أن «ما بعد هذه الضربة، ستكون روسيا وكل الأطراف المعنية بالملف السوري أخذت درساً أساسياً بأن لا سلام في سورية ولا تسوية فيها، عن طريق فرض أمر واقع، أي أن الضربة الأميركية أرادت القول، إن هذا النظام لا يمكن أن يمثل مستقبل سورية، وأن الأسد لا يمكن أن يكون من ضمن سورية، لأنه عندما يتبلور أي حل سيكون هو خارج التسوية، وأيضاً لا يمكن للولايات المتحدة أن تتخلى عن تحالفاتها الطبيعية، وفي طليعتها مع السعودية في سورية».
وإذ أكدت أن «الضربة الأميركية لن تقود إلى أي مواجهة عسكرية لاحقة مع الروس أو الإيرانيين الذين يدركون جيداً، أنه ليس بمقدورهم مواجهة الإرادة الأميركية العالمية وفي سورية بشكل خاص»، فإنها شددت على أن «الانتخابات النيابية في لبنان ستجري في موعدها، لأن الحرب السورية لن تتمدد إلى لبنان».
في المقابل، دان «حزب الله» ما وصفه «العدوان الثلاثي الأميركي – البريطاني – الفرنسي على سورية»، معتبراً أنه «انتهاك صارخ للسيادة السورية وكرامة الشعب السوري وسائر شعوب المنطقة، وهو استكمال واضح للعدوان الصهيوني الأخير على سورية ويمثل تأييداً صريحاً ومباشراً لعصابات الإجرام والقتل والإرهاب «التي طالما رعاها ومولها ووفر لها أسباب الدعم المادي والسياسي والإعلامي، وتدخل لنصرتها كلما انهزمت أمام أبطال الجيش العربي السوري في الميدان».
كما دانت حركة «أمل» ما سمته «العدوان الثلاثي على سورية»، واعتبرت أنه «يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واعتداء على الدولة السورية العضو المؤسس للأمم المتحدة».
كذلك دان حلفاء سورية وإيران في لبنان، الضربات.
في غصون ذلك، أكد مفتي لبنان السابق الشيخ محمد رشيد قباني أن «دولة الكويت وشعبها يمثلان فعلاً مثالاً طيباً للصدق في البذل وصناعة الإنسان وتنمية أحواله، وكم نحن بحاجة لهذا المثال وكل سبل التفاؤل بالمستقبل في ظل حالة الشرذمة التي تفتك بدولنا العربية والإسلامية».

المصدر: السياسة

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o