Sep 10, 2020 9:47 AM
مقالات

روسيا عجزت عن خرق الحصار الأميركي عليها
فهل هي قادرة على خرقه في سوريا؟

كتب عوني الكعكي:
يقوم وفد روسي رفيع المستوى، بزيارة سوريا... ويتكوّن الوفد من نائب رئيس الحكومة الروسية يوري بوريسوف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
الهدف من الزيارة، حسب الناطق باسم الوفد، العمل على خرق الحصار الاقتصادي الأميركي، والتخفيف من حدّة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية على سوريا، عملاً بـ»قانون قيصر»... ولا نعني بقيصر هنا «القيصر الروسي»، بل انّ قيصر هذا إسم مستعار لمصوّر سابق في الشرطة العسكرية السورية، انشق عن النظام عام 2013، حاملاً معه 55 ألف صورة، تظهر التعذيب والإنتهاكات في السجون السورية.
وينص القانون المذكور على فرض عقوبات على أشخاص مسؤولين أو متواطئين في ارتكاب إنتهاكات أو نقل سلع أو تقنيات الى سوريا من المرجّح أن تستخدم في الإنتهاكات. ومن بين الذين فرضت عقوبات عليهم: الرئيس بشار الأسد وزوجته أسماء وعائلته وأقرباؤه، وعدد كبير من قياديي النظام السوري ورئيس الحكومة وعدد من وزرائه وبعض أعضاء مجلس الشعب.
الغرابة في الأمر، أنّ روسيا تريد خرق الحصار الأميركي على سوريا... ونتساءل: هل روسيا قادرة على خرق هذا الحصار أو إضعافه، وهي نفسها ترزح تحت حصار أميركي لم تستطع الإفلات منه، أو التقليل من آثاره؟ وهل الاقتصاد الروسي معافى؟ أم أنه يعاني من تدهور لا يخفى على أحد؟ ألم يكن الدولار الاميركي يساوي 5 روبل، فصار الروبل اليوم لا يساوي أكثر من 0.013 من قيمة الدولار؟
ولنكن أكثر وضوحاً... فمنذ ما يقارب السنوات الخمس، اشترت وزارة الداخلية اللبنانية أسلحة كلاشينكوف مع ذخائرها بقيمة 25 مليون دولار... ولغاية اليوم، تحاول وزارة الداخلية تحويل المبلغ المذكور بالدولار أو بأي عملة صعبة أخرى كاليورو مثلاً... لكنها كانت تفشل في كل محاولة من محاولاتها، بسبب العقوبات الأميركية...
من هنا نؤكد للإخوة الروس، أنّ شهرة النظام الروسي وقدرته على قمع أي احتجاج داخل روسيا، والتنديد بأي دعوة للتظاهر أو إبداء الرأي، كل هذه الأمور لا تدلّ على أنّ روسيا قوية...
وللتأكيد أكثر نعود الى ما حصل عام 1991 في روسيا حين اتجهت الدبابات التي وجهتها لجنة الدولة لحالة الطوارئ الى مبنى البرلمان (الدوما)، فتم حصارها بحشود من الناس... وفي هذه الظروف أصدر وزير الدفاع أمراً بسحب القوات من موسكو في 22 آب.
إنّ روسيا، وبسبب نجاحها في تحديث أسلحتها خصوصاً منظومة «S400»، التي أصبحت أهم منظومة دفاعية، حيث اشترت تركيا هذه المنظومة رغم الرفض الأميركي، إضافة الى طائرات «سوخوي/30» المتطورّة والتي تزوّد بصاروخ ذي رأس حراري و»سوخوي/34» التي تتفوّق على نظيرتيها الاميركيتين F15 وF16 و»الميغ 31» وطائرات «إي أن 124» وقنبلة «كاب» وصواريخ «إي اس 22» والصاروخ «اكس/29»... ونشير الى أنّ الجيش الروسي أدخل نظام صواريخ أرض- أرض من طراز «S350».
لقد أشارت تقارير عسكرية أنّ أسلحة روسيا فاقت مفاعيل صواريخ «توماهوك»، وباتت هذه الأسلحة تقارع القاذفة الاستراتيجية الاميركية «B-52» والقاذفة B2 و B1 والـF22 وصواريخ «كروز والباتريوت» وغيرها.
نحن لا ننكر هذا... ولا ننكر التطوّر التكنولوجي الروسي المتزايد.. إضافة الى ما اكتسبته روسيا في الحرب السورية ورمي البراميل المتفجّرة يومياً... كما ان وجود القوات الروسية في قاعدة حميميم وفي طرطوس أعطاها ثقة بالنفس لا يمكن تجاهلها.
كل هذا صحيح... لكن الوجود الروسي في سوريا لم يعد وحيداً، فقد تقسّمت سوريا بين نفوذ أميركي وآخر تركي وثالث إيراني إضافة الى الوجود الروسي... مناطق النفوذ هذه لا تسمح لروسيا بحرية الحركة... وأخال محاولة روسيا لخرق الحصار الأميركي المفروض على سوريا محاولة عقيمة لا تجدي نفعاً.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o