Sep 06, 2020 7:45 AM
صحف

لبنان بين "علبة الشوكولا" الفرنسية و"علبة العقوبات" الأميركية

في حين تتكامل أهدافُ باريس وواشنطن، وإن اتخذّت كل منها «طريقاً» وتوقيتاً مختلفاً، وتتلاقى عند حتميةِ حدوث تَحَوُّلٍ في «النظام التشغيلي» الذي يحكم الواقع اللبناني في شقيْه الإصلاحي والسياسي، تشي تطوراتُ الساعاتِ الأخيرة كما ما يُرتقب أن تحمله الأيام القليلة المقبلة بأن الولايات المتحدة ستواكب «القوة الناعمة» الفرنسية بالإبقاء على «جزرة» العقوبات بوضعية «التفعيل» رغم إعطائها ما يشبه الـ laissez-passer للمبادرة التي أطلق «رصاصة انطلاقِها» الرئيس ايمانويل شخصياً من بيروت ولمّح إلى أنها بمثابة «الطلْقة الأخيرة» قبل نفْض المجتمع الدولي يده بالكامل من «بلاد الأرز» وجبل أزماتها، وذلك لإدراك إدارة الرئيس دونالد ترمب أن «الحساب الأخير» مع «حزب الله» من ضمن مسار المواجهة الكبرى أو التسوية الكبرى مع إيران لن يكون قبل انتهاء السباق إلى البيت الأبيض بما يجعل أي تقليمٍ لأظافر الحزب ولو من الباب الإصلاحي أمراً يصبّ في «الجيْب» نفسه.
ولم يكن عابراً أن الزيارة التي استمرّت أكثر من 48 ساعة لمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر لبيروت طَبَعها عنوان العقوبات على شخصياتٍ سياسية لبنانية ورجال أعمال التي كثُر الكلام عنها سابقاً والتي نَقَلَ العديد ممن التقوا المسؤول في إدارة ترمب أنها باتت قريبة وسترتكز على «السيبة الثلاثية»لقوانين ماغنيتسكي وقيصر ومكافحة الإرهاب.
وفي حين بدأ حبْسُ الأنفاس يسود حيال مَن ستضمّ لائحة العقوبات رغم الإيحاءات بأن عدد المشمولين بها قد يكون محدوداً، تشير أوساط سياسية إلى أن «علبة العقوبات» التي ستعاود واشنطن فتْحها مع توسيعِ رقعتها هذه المرة خارج صحن «حزب الله» لتشمل حلفاء له من شأنها أن ترْفد «علبة الشوكولا» بالطَعْم المُرّ التي قدّمتْها باريس للطبقة السياسية في لبنان بـ «أنياب» يمكن أن تعطي المزيد من الدفْع للمبادرة الماكرونية التي تواكبها على مدار الساعة خليةُ أزمةٍ ديبلوماسية فرنسية، رغم الخشية من أن تؤدي أي «جرعة زائدة» على خط العقوبات إلى استدراج تَشَدُّدٍ داخلي وتالياً تفخيخ المسعى الفرنسي الذي يشكّل مساراً انتقالياً في الطريق إلى الحلول الشاملة.

المصدر: الراي

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o