Sep 04, 2020 11:16 AM
مقالات

مَن أنتم لتصنّفونا؟

كتب المحامي مجد حرب مقالا بعنوان "مَن أنتم لتصنّفونا؟" قال فيه:

رسمتم بدماء شهدائنا خطوطا حمرا خاف كثير من السياسيين والمساومين تجاوزها. أغريتم من أغريتم وقمعتم من بقي الوطن في نظره أولوية.

غطّيتم فساد الفاسدين ولبّيتم طموحات المتعطّشين للسلطة والمغرورين ، أرهبتم ضعفاء القلوب وتم إغتيال من السياديين من واجه تمدّد دويلتكم.

وها أنتم اليوم في مواجهة “أشرف وأطهر الناس”، تواجهون شباب وشابات لبنان بسلاحكم وهراواتكم وتطرّفكم وتهديدكم وتخوينكم.

وفي واقع مضحك مبك، تتساءلون اليوم،بعد ممارساتكم هذه، لماذا تتجه أصابع الإتهام نحوكم بعد كلّ تفجير أو اغتيال أو اشتباكات مسلحة؟! بالله عليكم، دعكم من لعب دور الضحية، فالبراءة لا تليق بمن لم يكن يوما بريئا فكيف الحال ان كان هو الجلاد!

مع إنحنائنا أمام تضحياتكم وتضحيات شهدائكم لتحرير الجنوب عام ٢٠٠٠، نرفض اليوم استمرار تسلّحكم وميليشياتكم ،التي لم تترك نزاعاً إلّا وأقحمت لبنان فيه ولم تترك صديقاً او شقيقاً إلا وشتمته وهدّدته،ما ألحق به الاضرار الفادحة ،كما انكم فرضتم علينا، بالترهيب تارة وبالتعطيل طورا، طبقة سياسية فاسدة أفلست البلاد ودمّرت مؤسسات الدولة وأفقرت شعبها.

اليوم نريد أن نعلن بالصوت العالي اننا نعتبر اي مذمّة تصدر عنكم شهادة لنا بالوطنية،ووساما نعلقه على الصدور. فنحن نرى فيكم العائق الأكبر أمام بناء دولة المؤسسات والقانون التي نحلم بها.

وهنا، ندعوكم الى النظر الى ما تدفعون شركاءكم بالوطن اليه، بعد كل خطاب لكم حافل، كالعادة، باتهامات التخوين وبالشتائم والتهديد، وبعد كل تصرف ميليشياوي لكم على الارض.

من واجبنا مصارحتكم بأنكم ،في فرضكم لسياستكم على دولتنا بالقوة والترهيب ،وبقيامكم بأفعالكم وتصرفاتكم وترهيبكم وبإقحام لبنان في كل صراعات المنطقة ، انما تدفعون الكثيرين منّا إلى المطالبة بالفيديرالية، كما

تدفعون البعض، وأكثرهم من مدرسة ال ١٠٤٥٢ ووحدة لبنان،إلى المطالبة بالتقسيم.

دفعتم بأهلنا الى العودة إلى التطرف المدمّر والى العودة الى متاريس الطائفية.

تقولون، يوم أقحمتم نفسكم في الحرب الدائرة في سوريا، أنكم كنتم تحمون لبنان من داعش ،وتمنّنونا بذلك في كل مناسبة ،وأنتم تعلمون جيدا أن جيشنا وشعبنا كان ،ولا يزال قادراً على حماية لبنان من هذا الوحش الكرتوني ،الذي شاركتم في صنعه وتضخيمه.

دفعتم بنا الى العودة بالزمن الى ايام داعش والتمني بعدم تدخلكم ل"صدّه" وترك التنظيم يدخل لبنان لندافع عن قرانا واهلنا بامكاناتنا المتواضعة عوضا عن العيش تحت عبء تمنينكم المتمادي، مع العلم ان حمايتكم المفترضة انتهت بباصات مكيفة بعد ان ذبح وخطف عسكرنا، الحامي الوحيد للسيادة اللبنانية.

دفعتمونا الى الكفر بالدولة والمؤسسات التي تطبق قوانينها بصرامة علينا في حين ان مناصريكم يسرحون ويمرحون بسلاحهم ومخدراتهم وعنترياتهم.

دفعتمونا الى كره اجهزة عسكرية بعد ان تحولت اداةًقمعية تابعة لكم.

دفعتمونا الى العصيان المدني ورفض دفع ضرائبنا بعد ان تمنعتم عن ذلك طوال سنوات مع العلم انكم استفدتم من كافة خدمات الدولة.

ودفعتمونا، وهذا الاخطر الى المطالبة بالتدخل الخارجي للحد من ممارساتكم وممارسات حلفائكم.

فبدل استعمال تهمة العمالة وتخويننا عند كل مفترق طرق، اسألوا انفسكم عن سبب مواقفنا هذه.

نطالب اليوم برفع وصاية السلاح عن البلد، الوصاية التي عرقلت المؤسسات الدستورية بغية وضع ازلامكم في مراكز القرار.

ازلام، دمى وتجار اوصلوا الى عزل لبنان وانهيار اقتصاده المهترئ اساسا بسبب سنوات من الفساد وسوء الادارة.

نطالب بعودتكم الى لبنان وبأن يكون سيدكم وقائدكم الشعب اللبناني فقط لا غير.

نطالب باستبدال ثقافة الموت والظلام بثقافة الحياة.

كما نطالب بالمحافظة على وجه لبنان الحضاري، المدني والمحايد.

واذا كانت هذه المطالب تجعل منا بنظركم عملاء او خونة، فنعم نحن خونة لقضيتكم ومبادئكم وممارساتكم التي تشكل بحد ذاتها، خيانة موصوفة للبناننا.

مجد حرب

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o