Sep 02, 2020 1:29 PM
خاص

صورة المرحلة سياسيا ووزاريا لن تكتمل الا باتضاح الموقف الاميركي- الخليجي
واشنطن نحو منح فرصة للحكومة العتيدة مع "التحفّظ".. فهل تحذو الرياض حذوها؟

المركزية- باتت المقاربة الفرنسية للملف السياسي - الحكومي اللبناني، واضحة وضوح الشمس. الرئيس ايمانويل ماكرون حدد امس من بيروت، معالمها، داخلا في تفاصيل التفاصيل، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". هو لم يكتف برعاية تفاهم محلي – محلي، حظي بلا شك، بغطاء "ايراني"، لانضاج اسم مصطفى أديب لتولي رئاسة الحكومة، بل ذهب أبعد.

اجتمع أمس بالقوى السياسية كلّها، في قصر الصنوبر، ورسم لها خريطة طريق للمرحلة المقبلة، قال ماكرون ان المتحلّقين حوله وافقوا عليها، وهي تشبه الى حد بعيد، بيانا وزاريا. واقترن هذا الاتفاق الفرنسي – اللبناني، اذا جاز القول، بمهلة زمنية محددة مدتها 8 أسابيع، ستكون مفصلية في رسم مستقبل البلاد اقتصاديا وماليا. فاذا لمس ماكرون ان الامور سلكت كما يجب، اصلاحيا وانقاذيا، فاز لبنان بالدعم الدولي وفتحت امامه ابواب "سيدر"، اما اذا تخلّف، فان هذه الابواب ستبقى موصدة وسيغسل ماكرون يديه من دم هذه الطبقة ويغادرنا تاركا لبنان للمصير الاسوأ.

غير ان تشكيل صورة كاملة عن المرحلة المقبلة سياسيا في بيروت، لن يكون ممكنا قبل تبيان موقف كل من واشنطن والخليجيين، من التسوية التي ترعاها فرنسا. بحسب المصادر، فإن زيارة ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لمسائل الشرق الأوسط، لبنان ابتداء من مساء اليوم، ستساعد في تبديد الضبابية التي تسود الموقف الاميركي. فهل واشنطن ستفصل بين غطاء القوى السياسية ومنها حزب الله، للحكومة الجديدة، وتتعاطى معها  على اساس أدائها اصلاحيا واقتصاديا؟ على الارجح، الاميركيون ذاهبون في هذا الاتجاه. ففيما لن يزور الدبلوماسي اي مسؤول سياسي في موقف واضح يدل الى فقدان الثقة باداء السلطات اللبنانية، يبدو ان واشنطن ستعطي"مع تحفّظ"، "فرصة" للحكومة على قاعدة "لحاق الكذاب لباب الدار" وفق المصادر، علما ان شينكر يقلل من حظوظ نجاحها في المسار الانقاذي، اذ قال منذ ساعات "شارك (حزب الله) في حكومات عديدة، وهو مثل الكثير من القوى السياسية في لبنان ليس مهتماً بالإصلاح. إنه يفضل الوضع الراهن ويهتم بالاستمرار في الدفاع عن الإيرانيين، ومهتم بالاستمرار في عدم دفع تكلفة الجمارك التي توفر عائدات للدولة، إنه جزء كبير من المشكلة، لذلك يقف في وجه الإصلاح. لكن مرة جديدة أقول: إن المبادئ هي التي تهمنا في تشكيل الحكومات".

ويبقى ايضا تبلور الموقف العربي – الخليجي – السعودي من "الديل" اللبناني - الفرنسي الذي أفرز أديب. ففيما حظي الاخير بدعم سني سياسي وروحي هذه المرة، خلافا لسلفه حسان دياب، من الضروري تلمّس كيفية تعاطي الخليجيين معه. فهل سيزورونه في السراي ويعطون حكومته فرصة؟ وهل سيستقبلونه في عواصمهم؟ ام سيواصلون "قطيعتهم" للبنان – السياسي عموما وللسراي خصوصا، معترضين على وقوع القرار في بيروت في يد حزب الله، وعلى خلوّ التسوية الفرنسية من اي ذكر لسلاح حزب الله ودوره في المنطقة، كما اعلن الرئيس ماكرون امس، وإن قال ان هذا الملف سيفتح في فترة لاحقة؟

هذه الاجوبة ستحملها الايام المقبلة، لكنها بلا شك ضرورية لمعرفة الى اين يسير لبنان الفقير والمدمر والجائع. فبلا ضوء أخضر اميركي – سعودي، يضاف الى الرعاية الفرنسية، من الصعب على بيروت ان تتوقع الدعم الوازن الذي تحتاج للنهوض من تحت انقاضها عمرانيا وماليا واقتصاديا..

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o