Aug 31, 2020 5:09 PM
تحليل سياسي

مصطفى اديب رئيسا مكلفاً لحكومة المهمة بـ90 صوتا:
تسوية داخلية بدعم فرنسي معراب خارجها والمشنوق يطلق النار على الرؤساء
اديب يجول في مناطق الانفجار ومواجهات مع الاهالي: الوقت للعمل

المركزية- مصطفى اديب، اسم جديد انضم الى نادي رؤساء حكومات لبنان، بتسوية داخلية- اقليمية –دولية وبمهمة محددة، انقاذ لبنان من الانهيار. المهمة صعبة والطريق معبد بالاشواك سياسيا وامنيا واقتصاديا، فيما الضبابية تغلف تكليفه لجهة ما اذا كان الغطاء الدولي متوافر بالكامل لرجل قريب من الجميع، وبشكل خاص من حزب الله الواقع تحت العقوبات الاميركية، ومن التيار الوطني الحر الذي ترفع واشنطن العصا مهددة بالعقوبات على رئيسه فيما لو... وممن يرى فيه كثير من اللبنانيين لا سيما من الثوار نسخة عن الرئيس حسان دياب ما دامت السلطة السياسية تولت عملية اختياره في اطار تسوية بين اطرافها، وانجزت الفرض المطلوب منها دوليا عموما وفرنسيا خصوصا.

سيناريو معد سلفا: في سيناريو كان معدا سلفا، إنطلقت الإستشارات النيابية في قصر بعبدا قبل الظهر وانتهت بعد الظهر، بتكليف السفير مصطفى اديب تشكيل الحكومة بـ90 صوتا. الاتفاق الذي حصل بين القوى السياسية عشية وصول الرئيس ايمانويل ماكرون الى بيروت مساء اليوم للاحتفال بمئوية لبنان الكبير، سار كما يجب،  والتزم به فريق العهد و8 آذار من جهة وتيار المستقبل والحزب الاشتراكي ورؤساء الحكومات السابقون من جهة ثانية.

لهذا اختير اديب: وفي استعادة لشريط الأحداث قبل رسو الخيار على اديب، شرحت مصادر مطلعة لـ"المركزية" حقيقة ما حصل، فقالت ان رؤساء الحكومات السابقين اقترحوا ثلاثة اسماء للتكليف هم غسان عويدات، محمد الحوت ومصطفى اديب. وابلغوا الثنائي الشيعي بها فأبلغ الحلفاء في 8 اذار ان الخيار وقع على اديب على قاعدة " اهون الشرور". وتقرر تسميته لتشكيل الحكومة.

اما الرئيس سعد الحريري، فأوضحت المصادر ان الاتصالات كانت تجري بين الداخل والخارج من اجل عودته الى السراي لا سيما من الثنائي الشيعي الذي كان يدفع بقوة في اتجاه تكليفه، مدعوما من عدد واسع من القوى الخارجية، غير ان بمراجعة للمعطيات تبين وجود عقبات داخلية ابرزها سوء علاقته مع العهد ومع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وعدم نجاح الجهود المبذولة مع معراب لتسميته. كما ان الرئيس الاتتصالات لم تفلح في اقناع حزب الله بتسليم المتهم في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري سليم عياش الى القضاء لمحاكمته، علما ان الظروف الخارجية للعودة لم تتأمن بالكامل ،بحسب المصادر، فكان الخيار بتسمية شخصية اخرى تتولى المهمة.

الوقت للعمل: وبعد استدعائه من قبل رئيس الجمهورية الى قصر بعبدا لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، وبعد لقائه رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، قال اديب "سنوفق بهذا المهمة لاختيار فريق عمل من اختصاصيين للانطلاق بالعمل بسرعة والذي من شأنه أن يضع البلد على الطريق الصحيح.  في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا لا وقت للكلام والوعود والتمنيات والوقت للعمل من أجل تعافي وطننا، لأن القلق كبير لدى جميع اللبنانيين. قبلت المهمة والفرصة أمام بلدنا ضيقة ويجب على كل الكتل ان تعي ذلك وأقول للبنانيين قدرنا أن نتغلّب على الأحزان والأوجاع والقيام من جديد وإيماننا بوطننا بأنه سينهض من جديد وادعوا لنا بالتوفيق".ومن القصر، انتقل أديب الى الارض حيث تفقد أضرار انفجار المرفأ في الجميزة ومار مخايل. وبدأ بعد الظهر جولته على رؤساء الحكومة السابقين من دارة الرئيس نجيب ميقاتي.

استشارات التأليف: ولاحقا صدر عن الامانة العامة لمجلس النواب بيان اشار الى ان استشارات التأليف ستجري في مقر رئاسة مجلس النواب "عين التينة" يوم الاربعاء الواقع في 2 أيلول 2020. واشارت المعلومات الى ان اختيار عين التينة جاء بسبب الاضرار التي لحقت بالمجلس النيابي نتيجة انفجار المرفأ.

سعد الحريري: اما في الاستشارات، فأعلن الرئيس الحريري من القصر تسمية "السفير مصطفى أديب لتشكيل الحكومة الجديدة". وشدد على أن "يجب أن يكون هدفنا جميعاً إعادة إعمار بيروت وتحقيق الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد لنكسب دعم المجتمع الدولي ونسيطر على الانهيار". ولفت الى أن "لتحقيق هذه الأهداف على الحكومة أن تتشكل من أشخاص معروفين بالكفاءة والنزاهة والإختصاص ويجب أن تتشكل بسرعة مع صياغة البيان الوزاري بسرعة". وأشار الى أن "كل الكتل النيابية اعلنت تعاونها مع الحكومة لتحقيق الهدف المنشود"، موضحاً أن "كلّ الكتل النيابية اعتراضها عليّ معروف ورأيتُ أن البلد اليوم بحاجة إلى حلول وإلى النهوض وليس إلى مناورات". وقال: "يجب القيام بالاصلاحات لاستعادة ثقة الخارج وكلنا نعلم الظروف التي اوصلت البلد الى هذا الوضع".

القوات وسلام: وحدها القوات اللبنانية وبعض المستقلين بقوا خارج التسوية الجديدة. فقد قال النائب جورج عدوان باسم تكتل "الجمهورية القوية" من قصر بعبدا: أتينا للمشاركة في الإستشارات حتى نُظهر أنه من خلال المؤسسات يمكن إيصال كلام الناس وليس ضرورياً أن يكون كل شيء معلباً وليس لدينا ترف الوقت وأن الآوان لتغيير الواقع. واضاف "اخترنا نواف سلام لترؤس الحكومة المقبلة لأنّ لا تجارب مجهولة معه وموقفه السيادي معروف". وأردف "آن الأوان لنأخذ نحن قراراتنا وأنّ يكون من يكلّف هو المسؤول ونحن كـ"قوات" لا نشبههم ولا هم يشبهوننا وسنصنع التغيير من قلب المؤسسات ولن نقبل بتسويات لا داخلية ولا خارجية على حساب لبنان". وقال "كنّا صادقين بموضوع أهمّ حول الدولة المدنية وقلنا إن كل الأمور تُبحث عندما يجرّد فريق مسلح من سلاحه ونحن سياديون والبحث في الأمور يتمّ بعد أن يصبح قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية".

الامانة الوطنية: في المقابل، موقف عالي السقف للنائب نهاد المشنوق قال فيه ان "الاستشارات أثبتت تخلّي الرؤساء الأربعة عن الأمانة الوطنية". وتابع في بيان "قد تركوا كل هذه الوقائع والحقائق، وذهبوا إلى تسويةٍ مشابهةٍ لما فعلنا جميعاً منذ العام 2011 حتى تاريخ اجتماعهم دون أن نتعّظ من العثرات الكبرى التي عشنا معها لسنوات طويلة. هم يعلمون جيداً أنّ هذه التسمية والحكومة التي يُحكى عنها - هذا إذا تشكّلت - لن تُفتح لها الأبواب الدولية ولا صناديق الدعم، ولن تحظى باعترافٍ عربيٍ فاعل وقادر على الدعم المالي والمعنوي أيضاً. وكل هذا ليس بسبب اسم الرئيس المكلَّف "المستنسَخ" عن سلفه حسّان دياب، بل لأنّ دفتر الشروط السياسية للدعم مهما حاول الرئيس الفرنسي لن يتغير."

التحقيقات: على صعيد آخر، وفي وقت حددت مجموعة البنك الدولي خسائر انفجار المرفأ بـ4.6 مليار دولار، أصدر المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، مذكرتي توقيف وجاهيتين، في حق المدير العام للنقل البحري عبد الحفيظ القيسي ورئيس مرفأ بيروت محمد المولى، بناء لطلب النيابة العامة التمييزية. وافادت معلومات موقع mtv ان صوان يستمع غداً في ملف تفجير مرفأ بيروت الى ضباط الاجهزة الامنية المسؤولين في المرفأ.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o