Aug 25, 2020 3:46 PM
خاص

من طهران الى الرياض فواشنطن... زيارات الكاظمي
هل يكون العراق سبّاقاً في محاربة الفساد والابتعاد عن الصراعات؟

المركزية - ثلاث زيارات خارجية قام بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الى كل من الرياض وطهران وواشنطن، من المؤكد أنها ستفتح صفحة جديدة في تاريخ العراق وعلاقاته الخارجية يكون فيها العراق الراعي الاول لمصالحه مع دول المنطقة والعالم، لا تابعا لأي دولة، و"لن تكون سيادة العراق قضية جدلية، كما أكد الكاظمي، بل سيكون قرار العراق بيد أبنائه والعراق للعراقيين". كما وضعت هذه الزيارات قواعد جديدة لشكل العلاقات العراقية المنتظرة مع هذه الدول، وتوضح للحكومة العراقية طبيعة المساحة التي تملكها مع كل دولة من هذه الدول الثلاث المؤثرة في الشأن العراقي. 

إلى ذلك، عقد الكاظمي اليوم قمة ثلاثية مع قادة مصر والأردن  حول "عراق افضل" وعلاقة متوازنة مع الجوار، مؤكداً "ان العراق ملتزم برؤية استراتيجية تدعم استقرار المنطقة، وينطلق من عمقه العربي للعمل من أجل الاستقرار في المنطقة".  وسيسافر قريبًا إلى السعودية وربما ايران أيضاً" لاستكمال مباحثاته.

مصادر مطلعة أكدت  لـ"المركزية" "أن الكاظمي سعى في طهران، الى تحديد ملامح الموقف الايراني الحقيقي من حكومته وسياستها في المرحلة المقبلة من خلال توضيحه صعوبة التغاضي عن أنشطة بعض حلفاء طهران في العراق الذين يواصلون تحدّي الدولة ومؤسساتها عبر اشكال مختلفة من التحركات لم يتردد الكاظمي في وصفها بالعمليات الارهابية ووجّه التعليمات لإلقاء القبض على متورطين في تنفيذها"، ولفتت المصادر الى ان الكاظمي كشف انه أبلغ القادة الإيرانيين أن على طهران إقامة علاقات "دولة مع دولة"، بدلاً من العمل مع قادة الميليشيات الفردية الذين قد يقوضون سلطة بغداد، وعن حاجة العراق الى علاقات مستقرة مع ايران تحكمها مصالح البلدين ومواثيق الجوار وليس علاقة تابع بسيد كما يجري منذ 2003 وهو ما يجب ان تدركه جميع الاطراف المتداخلة في الشأن العراقي". 

أما في الرياض فأوضحت المصادر ان رئيس الوزراء وضع على الطاولة رسائل طمأنة عدة، أهمها فتح صفحة جديدة من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين عمادها الاقتصاد، منها الربط الكهربائي والاستثمار في قطاعات الزراعة والنقل والبتروكيماويات وغيرها. ووفق مراقبين، قدّم الكاظمي نفسه كشريك قوي لمحمد بن سلمان، معلناً عن رغبته في تأسيس مرحلة ثابتة تنهي مرحلة التقلّب في العلاقات بين البلدين منذ عقود، وتضع حدا للاصوات الميليشياوية العراقية المتطرفة التي تدفع الى تفجير الاوضاع بين بغداد والرياض. 

وفي واشنطن، تكشف المصادر ان الزيارة جاءت استكمالاً للمرحلة الاستراتيجية مع واشنطن، بعد المرحلة الاولى التي جاءت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة عبر ممثلين دبلوماسيين عن البلدين في حزيران الماضي، وتمحورت حول تواجد القوات الاميركية في العراق. وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" ، "أن منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، كان العراق ضحية للفشل العسكري الأميركي والتدخل الإيراني. الآن يحاول رئيس وزراء جديد إنشاء نموذج مختلف للعراق ويؤكد على السيادة ومكافحة الفساد وعلاقة تدريب عسكري مستدامة مع واشنطن" وانتقال العلاقات الامنية من نموذج "قواعد الاشتباك المشترك لمقاتلة داعش" إلى نموذج "التدريب والتأهيل واعادة الانتشار خارج العراق"، لافتة الى "ان مصير الميليشيات الموالية لايران كان حاضراً على طاولة البحث بين الكاظمي والرئيس الاميركي دونالد ترامب". واشارت الصحيفة إلى أن التحدي الأصعب الذي يواجهه الكاظمي هو السيطرة على الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي تهدد بأن تصبح دولة داخل الدولة - بنفس الطريقة التي يعمل بها حزب الله في لبنان. إلا أن الكاظمي شدد على أنه يجب أن تحتكر الدولة السلاح، وان أي منظمة تمتلك أسلحة خارج الدولة تعتبر خارجة عن القانون". كما تحدث الكاظمي، وفق "الواشنطن بوست" عن مستقبل شبيه بأوروبا لمنطقته، مع تدفقات أكثر حرية لرأس المال والتكنولوجيا، وان القضية الأكثر أهمية هي الفساد".  

وفي هذا الاطار، تساءلت المصادر عما اذا كان سيتمكن الكاظمي من تحقيق ما اتفق عليه في الاعداد لانتخابات حزيران المقبل من خلال ضبط السلاح المنفلت ومكافحة الفساد السياسي لمنع استخدام كليهما في التأثير على هذه الانتخابات"، مضيفة: "للأسف، نادرًا ما تنجح مثل هذه الإصلاحات في الشرق الأوسط الحديث. لكن في العراق ولبنان وفي جميع أنحاء المنطقة، يتزايد غضب الجمهور من السياسيين ويسعى المتظاهرون الى تغيير النمط السياسي السائد في المنطقة منذ عقود. فهل يكون العراق سبّاقاً في محاربة الفساد وحصر السلاح بيد الدولة وتحييد البلاد عن صراعات المنطقة، وينجح بتحقيق ما فشل لبنان في تحقيقه حتى الساعة؟ 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o