Aug 25, 2020 1:44 PM
خاص

التشكيل في حلقة مفرغة.. ومن يتمسّك بشروط شريكٌ في التعطيل
المخرج اسمٌ جديد وحكومة مستقلّين..هل تعرّي المعارضة المعرقلين؟!

المركزية- تدور مساعي تشكيل الحكومة في حلقة مفرغة. القوى السياسية تتصرّف وكأن البلاد في وضع طبيعي جدا، فترفع الشروط والشروط المضادة في وجه بعضها البعض، رافضة تقديم اي تنازل لمصلحة لبنان المنهار اقتصاديا ومعيشيا وماليا واجتماعيا... المناكفات التي أعقبت 17 تشرين وسبقت 4 آب، على حالها، ولم يتمكّن منها عصف تفجير المرفأ الذي دمّر نصف العاصمة: التيار الوطني الحر يرفض عودة الرئيس سعد الحريري الى السراي، والثنائي الشيعي يريد الاخير لكن ليصنع الحكومة التي يريدها حزب الله وحركة امل، اي "سياسية". اما زعيم "المستقبل"، فيريد الرئاسة الثالثة لكن وفق نظرته ومعاييره.

وسط هذه الفوضى السياسية، المؤكد ان ولادة الحكومة لن تحصل في المدى المنظور. والمؤكد ايضا ان الاطراف المعنية بالتأليف، تتصرف برعونة ولا مسؤولية، لا ترقى الى مستوى الوضع الكارثي الذي تتخبط فيه البلاد، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". القوى المعارضة عموما والسنية خصوصا، ترفع الصوت ضد ما تعتبره انتهاكا للدستور يمارسه رئيس الجمهورية من خلال اصراره على التأليف قبل التكليف. لكن ماذا لو دعا الرئيس ميشال عون الى استشارات نيابية غدا؟ هل الكتل النيابية جاهزة وتملك تصوّرا واضحا واسما تسمّيه للتشكيل؟

حتى الساعة، الجواب سلبي. القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي حسما موقفيهما برفض عودة الحريري، لكن مَن البديل في رأيهما؟ اما رئيس المستقبل، ووفق ما توحي به الاجواء المحيطة ببيت الوسط ودار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين، فيبدو المرشّح الاول في بيئته... لكن بحسب المصادر، اعتناقُ الحريري هذا الخيار سيضعه في موقع معرقلي لعبة التشكيل، كونه يدرك مسبقا ان شروطه (حكومة اختصاصيين مستقلين عن الاحزاب) مرفوضة مطلقا من قبل الفريق الآخر، الا اذا كان في صدد السير بتسوية ما مع اطراف 8 آذار.

وامام اصرار الشارع المنتفض من جهة، والمجتمع الدولي من جهة ثانية، على حكومة إنقاذ حقيقية قادرة على الإصلاح تلاقي طموحات الشعب اللبناني، لا حلّ امام القوى السياسية، الا بالتنحي كلّها جانبا، ودعم حكومة مستقلين فعليين. ومَن يواصل سياساته القديمة لفرض نفسه وتصوّره الخاص، فليتحمّل مسؤولية خياراته امام اللبنانيين والخارج.

ولإثبات صدقيّتها في الانقاذ وعدم وقوفها حجر عثرة امام الحلول، فليتوجّه القوات والاشتراكي والمستقبل، الى بعبدا، باسم موحّد لرئاسة الحكومة العتيدة، بعيد كليا من الطبقة السياسية، يرأس حكومة من المستقلين. فاذا وافق أهل السلطة على هذه المعادلة، كان به، وخطت البلاد أولى خطواتها على طريق الانقاذ والاصلاح. اما اذا لم يرض "ثلاثيّ" التيار الوطني – حزب الله – حركة امل، وأصرّ على حكومة سياسية، أو على تكرار تجربة حسان دياب على رأس حكومة لون واحد، "تقنية" في الظاهر، و"سياسية" في الباطن، فسيكون عليه وحده (اي الثلاثي)، تحمّل تبعات خطوة ناقصة من هذا القبيل، ستترك بلا شك، تداعيات قاتلة على الوضع الاقتصادي والمالي المترنّح في لبنان... فهل ستعرف الاطراف وعلى رأسها "المستقبل" كيف تلعب لعبة التشكيل اليوم، أم ستنجرّ الى لعبة الشروط والشروط المضادة، اوتقع في فخ الحكومة "التقنية"، في "الشكل" فقط؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o