Aug 25, 2020 1:42 PM
خاص

لبنان بين صراع المضائق والبحار والنفط: هل يُحرّر من قبضة ايران؟

المركزية- التنافس الدولي على اشده في الشرق الأوسط، ويظهر ذلك بوضوح في الانخراط المباشر للقوي الدولية في قضايا المنطقة، وحشد الاساطيل الحربية على سواحل المتوسط من اجل تحقيق المكاسب المباشرة التي تصبّ في صالح تعظيم القوّة. 

وتمثّلت تحرّكات هذه الاساطيل بشكل صريح في اتّجاه المضائق الاستراتيجية البحرية الثلاثة (هرمز- باب المندب-جبل طارق) في المنطقة، ولاسيما بعد تصاعد النفوذ الايراني واندلاع موجات ما سُمّي بالربيع العربي. وما حفّز التنافس الدولي في هذه المنطقة هو استحواذ الشرق الأوسط على أكثر من نصف احتياطات الطاقة (الغاز والنفط) في العالم، وهو ما جعل الاستقرار "عملة نادرة"  وحوّل نعمة الطاقة الى نقمة امنية بسبب الصراع الدولي. 

وبين هذا التنافس الدولي (الاخطر) على المضائق والسيطرة على احتياطات الطاقة، خصوصاً في ما يتعلق بالصراع الدائر مع تركيا حول النفوذ في شرق البحر الابيض المتوسط حيث الثروة الغازية، يكتسب لبنان أهمية كبيرة بإعتباره الممر الالزامي للقوى الكبرى من الاطلسي الى الهندي عبر المتوسط. 

من هنا، تُفهم خلفيات "الطحشة" الدولية بإتّجاه المياه الاقليمية اللبنانية التي رأت في إنفجار مرفأ بيروت في الرابع من الجاري فرصة لتعزيز حضورها العسكري في المتوسط ولو انها تضعه في خانة تقديم المساعدات الاغاثية الطارئة للشعب اللبناني المنكوب. 

ومع ان مياه المتوسط "تعجّ" بالبوارج الدولية، الا ان الابرز فيها الحضور الفرنسي، لاسيما وان لباريس علاقات وروابط تاريخية ووثيقة مع العديد من دول المنطقة، والتي تنتمي الى منظومة الدول الفرنكوفونية. 

لذلك، كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أوّل الواصلين الى لبنان للتضامن بعد إنفجار المرفأ في وقت كانت باريس ترسل طائرات حربية الى قبرص وسفناً حربية الى الشاطئ اللبناني. 

وحملت زيارته وتحرّكات بوارجه العسكرية رسائل سياسية في اتّجاهات متعددة في الداخل اللبناني وخارجه. غير ان الاهم فيها حسب ما يقول خبير عسكري لـ"المركزية" "سعي باريس لتأمين جسر من الاطلسي الى الهندي عبر المتوسط ومن الهند الى اوستراليا وخط نفوذ وخط نفط يقوم به الغرب لضمان مصالحه على هذا المحور". 

في المقابل، يشير الى "المحورالايراني الذي يمتد من الصين الى المتوسط عبر لبنان، وبالتالي ان اهمية لبنان بالنسبة لفرنسا تكمن هنا، لذلك لن تتخلى ايران عن لبنان، لانه يؤمّن لها موطئ قدم على المتوسط". 

ويضم الخط الايراني روسيا وصولا الى فنزويلا، وهذه الدول تخوض اليوم صراعاً مع الولايات المتحدة الاميركية، حيث تستخدم الاخيرة سلاح العقوبات الاقتصادية لإضعافهم.   

وعليه، يشدد الخبير العسكري على "ضرورة ان يختار لبنان بين هذه المحاور المتصارعة.  فإما ان يكون مع المحور الشرقي الذي يبدأ من ايران ويمرّ بروسيا وفنزويلا ويصل الى الصين او مع المحور الغربي بقيادة اميركا والدول الاوروبية". 

ويلفت الى "ان الازمة اللبنانية القائمة والصراع في ليبيا يعكسان حال الصراع بين الشرق والغرب. وما على لبنان الا ان يُحدد وجهته، مع العلم ان لبنان الواقع تحت قبضة سلاح حزب الله لن يذهب في اتّجاه الغرب وانما صوب الشرق رغماً عن الغالبية اللبنانية". 

لذلك، يعتبر الخبير العسكري "ان الوجود "العسكري" الفرنسي قبالة السواحل اللبنانية قد يكون هدفه تحرير القرار اللبناني من قبضة السلاح وتعزيز حياد لبنان الذي ينادي به البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي واعلنت باريس تأييده". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o